بقلم الأستاذ / جاسم محمد المطوع .
لاحظ المشرف على قسم القرود فى حديقة الحيوانات باليابان أن القرود لا تتكاثر لأنها لا تمارس العملية الجنسية فى أقفاصها ،
فأخطر مدير الحديقة الذي أحضر طبيباً بيطرياً وبعد الفحص تبين أن القرود سليمة واقترح الطبيب أن يفحص القرود طبيب نفسى ، فلما حضر الأخير اقترح على إدارة الحديقة وضع شاشة سينمائية داخل القفص وعرض أفلام جنسية توضح طريقة التكاثر بين القرود ، وبعد أسبوعين بدأ الاتصال الجنسي بين القرود ، فلما سئل هذا الطبيب النفسي ما الذي فعلته ؟! قال : فى علم النفس إذا تكرر المنظر على العين فإنه يصبح مألوفاً حتى يبدأ الناظر باكتساب هذه العادة التى يراها سواءً كانت إيجابية أم سلبية .
استفتحت هذا المقال بهذه القصة لأنه كما قيل : إذا كثر المساس مات الإحساس ، وكما نجح هذا العالم مع القرود فإن الإنسان يتأثر بشكل أسرع وأن ما تبثه لنا الفضائيات من إعلانات للصداقة الهاتفية يميت الإحساس عند شبابنا حتى ألفوا الأجساد العارية وأصبحوا يقسموا الزنا بطريقة غريبة ، هذا ما أخبرني به شاب لنسميه صابر فى هذا المقال ، وقد تردد كثيراً قبل أن يفاتحنى فى الموضوع ، وقال لى على حياء : أرجو أن لا تفهمنى خطأ ولكن أصحابى يقسمون الزنا إلى أنواع فيقولون :
1- الزنا الصيفى مسموح أما الزنا الشتوي فممنوع .
2- الزنا أثناء السفر حلال أما الزنا فى بلد الإقامة حرام .
3- الزنا محرم ديانة ولكنه مباح اجتماعياً .
قال لى : وأصارحك بأن أصدقائى يزنون بالصيف ودائماً يغرونني بذلك ويضغطون عليّ ، وأنا أردد عليهم بأن الزنا حرام ، ولكنهم يقولون لى : إن الزنا حرام ديانة ولكنه حلال اجتماعياً ، فإذا قلت لهم : ألا تخافون من الأيدز ؟! قالوا لى : إن هناك اكتشافاً جديداً يمنع نقله ، فإذا قلت لهم : إذا تزوجت فإني سأجربه بالحلال ؟ فيردون عليّ : وكم من شاب صبر مثلك فلما تزوج وذاق الحلاوة بدأ يخون زوجته بعد زواجه ، فجرّب الآن أفضل لك حتى إذا تزوجت تستقر مع زوجتك .
وإذا قلت لهم : وكيف تقبل فتاة الزواج من شاب له ماضٍ مع فتيات فيردون عليّ : ومن قال لك أن البنات في الخليج يمانعون أن يكون للشباب تجارب قبل الزواج ، فإذا قلت لهم : ولكن الله يحرمه، ردوا عليّ وكذلك شرع الله التوبة بعد المعصية ، ثم إن هذه التجارب فى الحياة حتى إذا تزوجت تكون خبيراً فلا تكتشف زوجتك أنك لا تحسن التعامل معها ، فنصحته حتى أعينه على ثباته على الدين والابتعاد عن هذا الصنف من الأصحاب وأن يستعجل فى تحصين نفسه .
ولكننى جلست أفكر فى طرح هؤلاء وعرفت أنه لا يصل شبابنا إلى هذه الدرجة من التفكير إلا عند فقد الحياء بسبب كثرة المشاهدة للأمور الجنسية والعلاقات العاطفية المحرمة ، وقد زين لهم الشيطان أعمالهم بدعوى أنها محرمة دينياً لكنها مقبولة اجتماعياً وإنى أود من الآباء والأمهات أن يجعلوا هذا المقال ورقة عمل يناقشونها مع أبنائهم وبناتهم ويحصنونهم بالأدلة الشرعية والعقلية والاجتماعية ، حتى إذا تعرفوا على هذا الصنف من الشباب المصابين بفيروس القرود اليابانية أحسنوا التعامل معهم .
العدد (28) مارس 2001 ـ ص : 66
الروابط المفضلة