انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 5 من 5

الموضوع: السلوك الإجتماعي.......

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الردود
    23
    الجنس

    السلوك الإجتماعي.......

    بسم الله الرحمن الرحيم

    المجتمع الإنساني مسرح حافل بألوان شتى من الأخلاق وأنماط متبانية من السلوك ففريق من الناس تتجاوب أهواؤهم وتتقارب ميولهم ويلائمون بين مطالبهم وأوضاع المجتمع يسبحون في تياره ويتخذون من نهجه إماماً وهم جمرته والعاملون في نموه وبقائه.وفريقٌ منهم يرون أدواء المجتمع ويلمسون مواطن الضعف فيه فيألمون له ويشفقون عليه ويطبون له فهم الهداة وحملة المشاعل ينيرون له السبيل ويرسمون المثل ويأخذون بيده في مدارج الرقي وهم المصلحون.وفريق قد أهمتهم أنفسهم, فهم حراص على إرضائهاوإرواء رغباتها, لا يبالون بالمجتمع ولا يحفلون به بل ينقمون عليه ويحاربونه سراً وجهراً فيشقي بهم ويشقون به.وإنما اختلف سلوك الناس في المجتمع باختلاف عاملين عظيمين يؤثران في أنفسهم هما الوراثة والبيئة فالناس يرثون استعداداًفطرياً للسلوك لا يكاد يختلف فيهم إلا قليلاًإنها الغرائز يزود بها كل امرئ على وجه البسيطة لكن هذه الطاقة الحيوية الموروثة قد تتجه إلى الخير وقد تتجه إلى الشر وهذه الغرائز في حالتها الفطرية عند الإنسان تشبه الغرائز في الحيوان. لولا تربية الإنسان وتجاربه لكان كالحيوان في تصرفه ولكان أسلوبه فطرياً كأسلوب الحيوان في استجابته لدوافع الغرائز لكن السلوك الفطري لإشباع الغرائز قد يلقى في المجتمع مقاومة ومعارضة فيضطر إلى تعديل أسلوبه الغريزي شيئاً فشيئاً فيعلوبه حيناً ويستبدل به أحياناً وكلما نما تقدم في سبيل التعديل حتى يصير سلوكه اجتماعياً.ويحدث ذلك أطواراًيلي بعضها البعض فلا يصل طفرة إلى السلوك المقبول في المجتمع وهو ما سميناه سلوكاً إجتماعياً بل يمر بمراحل مختلفة من السلوك تمثل حياة الجنس البشري في تاريخه الطويل, ومراحل نموه من الحياة الفطرية البدائية في الغابة إلى الحياة المتحضرة في المدينة.وهو يسلك في مبدأ حياته مسلكاً تحكمة اللذة والألم فما شعر فيه بسرور أتاه وما أحس فيه ألماً تجنبه وإن له في هذا الطور من حواسه هادياً ودليلاً فيتجنب النار لأنها تؤلمه ويتخطف الحلوى لأنها تمتعه.ثم يعلو درجة في سلم النمو فيدرك الثواب والعقاب ويفهم الأمر ويعرف النهي ويصدع بما يؤمر به مما ينبغي وينهي عما لا ينبغي فهو في هذا الطور خاضعٌ في سلوكه لسلطان المشرفين عليه.ويتطور معنى الثواب والعقاب في نفسه, فيرى الثواب في الثناء والمدح, ويرى العقاب في الذم واللوم ويؤثر المتعة الكبيرة الآجلة على اللذة الصغيرة العاجلة ويخشى سخط المجتمع ويحرص على رضاه فيستوحي أوضاعه ومثله المرسومة.وهكذا تتكون الأخلاق فاساس السلوك الخلقي الغرائز المعدلة والعادات الصالحة والعواطف التي تتجه بالحب إلى الخير والحق وبالبغض إلى الشر والباطل وتتحد هذه العواطف متعاونة في تكوين سيدة العواطف وهي عاطفة اعتبار الذات وقوامها احترام النفس فإذا قوية هذه العاطفة وستقرت وجهت السلوك توجيهاً مطرداً يكون في حقيقته مرآة مصورة لمكنون النفس من مثل وأهداف وقد تسمى الذات المثلى أو الضمير.وهي على كل حال تنمو في ظل المجتمع ومستواه الخلقي العام وتأثراً بسلطانه, ومشاركة له في وجدانه غير أن الخضوع لسلطان المجتمع لا يصل بالمرء دائماً إلى كمال الأخلاق فرب مجتمع ليس في وضع مرض من ميزان الخلق السامي, فلا يكون من كمال المرء أن يترضاه أو يترسم خطاه.وهنا يبدو طراز من الخلق أرقى من المستوى الذي يتحكم فيه سخط المجتمع ورضاه وهو طراز الأنبياء والمرسلين والقادة الوطنين والهداة المصلحين أولئك الذي يصارحون المجتمع بحيويته وأمراضه لا يجارونه ولا يدارونه ويجذبونه إلى سمائهم, ولا ينزلون إلى أرضه وقد يكونون هدفاً لسهامه ولكنهم يمضون قدماً إلى غاياتهم مهما أصابهم من عنت واضطهاد.
    بيد أن طائفة من الناس تنحرف عن المجتمع فلا تذهب مذهبه كالطائفة الأولى ولا ترتفع به كالطائفة الأخر أولئك الذين ضل سعيهم في الحياة , وضربوا في بيدائها بلا دليل سوى غرائزهم لا يبغون عنها حولاً ولا يريدون بها بدلاً أولئك هم الأشقياء البائسون. وإن كانوا في رأي المربين مرضى نفوس وفي رأي علماء المجتمع التشريعي آثمين.إنهم ضحايا بيئاتهم التي نشأوا فيها صغاراً لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا يدفعون عنها ضراً فمهما قيل في أثر الوراثة في السلوك فإن للتربية القدرة على التعديل والتوجيه, حتى أولئك الذين ورثوا صفات تؤثر في أمزجتهم آمنوا بنقص يؤدي إلى النقمة على المجتمع ـ حتى أولئك يمكن التربية أن تذهب بهم صالحة فتهذب سلوكهم وتوجههم توجهاً سلمياً. ولقد يكون من الحق أن يقال: إن الذكاء وراثي وله خطره وقيمته في السلوك السليم ولقد يكون من الحق أن يقال أن الميول الفطرية قوة دافعة والذكاء قوة مرشدة لكن من الحق أيضاً أن يقال: إن للتربية عصاً سحرية تصلح ما جاءت به الوراثة من بذور الشر وأسس الفساد.ينشأ الطفل في أسرته فيحاكي أباه وأمه من غير قصد , بل يتقمص شخصية أحدهما أو كليهما فهما دستوره, وهما ضميره وهما مثله الأعلى لا يصدر إلا عن وحيهما ولا ينهج إلا نهجهما فمعاملتهما له هي النواة الأولى في أساس سلوكه الإجتماعي, والأوامر والنواهي قد تسنى وتبقى آثارها في النفس ضميراً متحكماً, نافذ الأمر, عظيم الخطر.
    وموضوع الطفل في الأسرة له أعظم الأثر في نفسه, فقد يكون الأول وقد يكون الأخير وقد يكون المفضل, وقد يكون المنبوذ, وقد يكون الذكر الفرد وقد يكون الأنثى الوحدة ولكل عامل من هذه العوامل أثرة في تنشئة الطفل وتوجيهه.
    فهب طفلاً حظى من أبويه بحب فياض, قد استوثق من مكانته في أنفسهما, وضمن منهما الرضا على كل عمل يأتيه فلا زجر ولا منع, ولا كف ولا ردع , بل يرخيان له في عنانه, ويمدان أسباب الجري في ميدانه, وما ميدانه إلاإشباع حاجاته وغرائزه وميوله الفطرية. إن مثل هذا الطفل سيشعر أن كل شيء مباحٌ وأن مبدأ اللذة هو الدستور وأن الإثم مفيد, والجريمة نافعة والإغتصاب بطولة, فقد تعود أن يشعر الرضا في أذى سواه, وأن الحرية المطلقة أساس الحياة, ومثله لا يشعر بتبعه, ولا يرعى لأحد حرمة, لأنه لا ضمير له ولا وازع بل كان عبد غرائزه وطوع ميوله وأنه ليدهش بعد هذا إن وجه إليه لوم أوعوقب علي ذنب ويري ذلك عدواناعلي حريته وربمازاده العقاب إجراماً على إجرام, ومآل أمثاله إلي النفي والنبذ وبئس المصير.لا ريب أن حب الآباء لأبنائهم من أسس التربية الصالحة, ولكن الإسراف فيه مبعث شر ومصدر فساد, وما أجمل أن يكون هذا الحب جزاء على اتباع أمر بخير, أو استجابة لنهي عن شر ذلك أحرى أن يؤدي إلى ضبط خلقي وأجدي في تنشئة طفل ذي ضمير حي, يأبى إلا ما يقره المجتمع, أو ما توحي به الفضيلة.ولعل قسوة الآباء على الأبناء لا تقل شراً عن الإسراف في إظهار حبهم, فإن القسوة تدفع الأبناء إلى العصيان والمقاومة إن عاجلاً أو آجلاً, فإذا دأب الوالد على التهجم والغلظة, وعاقب على أتفه الأسباب, تمثل الطفل في ضميره صورة أبيه فظة عابسة, وفقد الإيمان بالعدل والحق والتمس اللذة الهمجية إرضاء للدوافع الأولية وهام في ضلالة عمياء لا يردعه قانون ولا يصده عن غيه أيلام إنه...... إنه ينتقم.وقد يكون الأب قاسياً على ابنه فيما يرسم له من مثل وتكون الأم رقيقة حانية, فيتمثل الطفل في ضميره صورتين متناقضتين ويتقمص في شخصيته مثلين متنافرين فينشأ في الحياة فيفعل الخير ويضعف حيناً فيقترف الإثم وهذه الذبذبة في العمل مظهر لصراع نفسي عنيف لا يكاد يحسم فيه بين نزعاته إلا بعد جهد وعناء.
    ولعل ما نراه من حيرة الشباب وقلقهم في الحياة قد نبع من اضطراب المثل في أنفسهم, واختلافها في ضمائرهم, فانقسمت شخصياتهم, ووقفوا في الحياة حائرين يعانون آلاماً خفية في أعماقهم لا يعرفون كيف ينهجون ولا يدرون كيف يسلكون.ولعل من أسباب الحيرة أيضاً أن يسمع الناشئون ضرورباً من القول تخالف ما يشهدون من فعل فإلى أي واد يدفعون؟؟وقد ينشأ الطفل نشأة طبية ويتمثل في ضميره مثلاً صالحة ثم تتجاذبه شخصيات أخرى زائفة فيتخذ من بعضها مُثلاً, ويشب في نفسه صراع بين المثل القديمة والمثل الجديدة, وهذا أيضاً سبب من أسباب الحيرة في أنفس الشباب.وبينما نرى شباناً خاضوا غِمار الحياة فخارت قواهم, ولا سيما إبان الأحداث التي تهز المجتمع إذ بنا نرى آخرين يجتازون المحن سالمين, ذلك بأن ضمائرهم كانت أصلب عوداً, وأقوى انسجاماً وأعظم استمساكاً من أن يجد الإغواء إليها سبيلاً.
    وأشقي الأشقياء أولئك الذين كتب عليهم أن ينحدروا من آباء لا حظ لهم من الصلاح ولا خلاق لهم من الإستقامة, فهم مثل سيئة لأبنائهم, ولا بد للأبناء أن يشبوا على مثال الآباء, فبئس ما رسموا لأبنائهم من أسوة وما نصبوا من قدوة.
    وليس أقل منهم شقاء أولئك الذين نشأوا في أسرة يسودها الخصام, ويحطمها الشقاق فما أشبه ضمائرهم بأسرهم.ولا يكاد يقع شيء في حياة الطفل الأولى إلا وله خطرة وأثرة في شبابه ورجولته, اللهم إلا إذا أتيح له في مدرسته أن ينقض بناءه الأول ليعيده خلقاً جديداً...............
    خالص محبتي وتقديري لكم .....................أخوكم/ سامي------ اليمن
    آخر مرة عدل بواسطة سامي3000 : 30-01-2008 في 12:51 AM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الموقع
    في ارض الحرمين الشريفين
    الردود
    917
    الجنس
    أنثى
    الله يعطيك العافيه
    جزاك الله خير

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الردود
    23
    الجنس
    تعقيب كتبت بواسطة معتزه بحجابها عرض الرد
    الله يعطيك العافيه
    جزاك الله خير
    شكرالمرورك الكريم أختي(الفاضلة).....وجزاك الله خيرالجزاء......

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الموقع
    مصرام الدنيا
    الردود
    1,284
    الجنس
    أنثى
    الله يعطيك الف عافية
    الله يحفظنا من شرور الناس

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الردود
    23
    الجنس
    تعقيب كتبت بواسطة EMAN2008 عرض الرد
    الله يعطيك الف عافية
    الله يحفظنا من شرور الناس

    شكرالمرورك الكريم أختي(الفاضلة).....وجزاك الله خيرالجزاء......

مواضيع مشابهه

  1. أي استفســـــار عن الضمان الإجتماعي؟؟ أنا موجودة
    بواسطة أم عزوووز في نافذة إجتماعية
    الردود: 84
    اخر موضوع: 03-06-2012, 05:54 AM
  2. الى الدكتوور <<< اختي مصابه بالخوف والرهاب الإجتماعي من تقريبا 3 سنوات
    بواسطة الفراشه الأنوثي في اللقاء مع البروفيسور عبدالله السبيعي استشاري وأستاذ الطب النفسي بكلية الطب (مغلق)
    الردود: 1
    اخر موضوع: 30-11-2007, 01:31 PM
  3. <> ~ مشكلة الخجل الإجتماعي ~ <>
    بواسطة * الفالحة * في نافذة إجتماعية
    الردود: 0
    اخر موضوع: 19-03-2007, 01:37 PM
  4. ........................جوهر السلوك....................
    بواسطة Mayoush_Baby في فيض القلم
    الردود: 17
    اخر موضوع: 06-02-2007, 06:40 PM
  5. إلى متى هذا النفاق الإجتماعي
    بواسطة omaymen في نافذة إجتماعية
    الردود: 0
    اخر موضوع: 07-01-2006, 11:27 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ