قليلات مثيلاتها في عصرنا ممن رفعن لواء التحدي بالصبر والاحتساب، ومجاهدة النفس رغم وطأة الفقر وقساوة العيش وضنك الحياة.
غاب عنها الزوج تاركا لها فراخا لاحول لهم ولا قوة في بلد لاسند لها فيه الا الله،خاصة بعد رحيل والديها الكريمين تغمدهما الله برحمته الواسعة واسكنهما فسيح جنانه.ضربت هذه السيدة الطاهرة اروع الأمثلة في التضحية من اجل صغارها،فقد وهبت لهم حياتها وشبابها وراحتها قصد توفير لقمة العيش ومتطلبات التنشئة والتعليم.
لأجل ذلك عملت خادمة و سقاءة وحاملة اغراض،فكانت تطوف بيوت اكابر القوم والميسورين بأجر زهيد لايعدل مابذلته من عرق الجبين.كل معاناتها تهون وتتبدد عندما تعود كالة الى صغارها حاملة اللقمة الحلال والدفء والأمل الجميل.ورغم اميتها كانت تحفز فلذات كبدها على الاستقامة والدراسة والمثابرة،وتحرص على انيعيشوا طفولتهم بعيدا عن الانحراف والاستغلال.
وبتوفيق من الله تعالى لم تذهب جهودها سدى بل اثمرت،فلقد كبر الأطفال واشتد عودهم وشقوا طريق النجاح مخلفين لها الأحفاد والأسباط فإخضرت مروج حياتها من جديد.إنها الأن مقعدة،منهكة القوى من اثر ما كابدته طوال السنين العجاف والزمن المر.
اتعرفون من هذه السيدة الكريمة؟
إنها امي الفاضلة (ماما بنت علي) جزاها الله عنا خيرا وجعل صنيعها النبيل في ميزان حسناتها و يسر طريقها الى الفردوس الأعلى.
أوصى نفسي وابنائي وبناتي وزوجتي الفاضلة ببرها وطاعتها والاحسان اليها واكرامها وإلتماس رضاها في القول والعمل،فكل ما حققناه في هذه الحياة كان بفضل الله ثم بجهدها.ونصيحتي للجميع الحرص على حسن صحبة الوالدين الكريمين امتثالا لقوله تعالى:**وقضى ربك ألا تعبدوا الا اياه و بالوالدين احسانا إما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلاهما فلا تقل لهما إف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما *واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي إرحمهما كما ربياني صغيرا"الإسراء23-24واعلموا حفظكم الله أن من اطاعهما واحسن إليها سيجمع له الله خيري الدنيا والأخرة.
منقول من مذكرات أبي الفاضل
الروابط المفضلة