بسم الله الرحمن الرحيم
الرومانسية..ذلك الحلم الذي يرواد الكثير من الأشخاص خصوصا النساء..
فتجدها ذات روح شفافة..وعاطفة جياشة..وحنان متدفق..وحب لاينتهي عند حد..
مما يجعلها تكثر التحليق في عالم ما تسميه بالرومانسية..فتجد فيه حلما جميلا
ثم تطلق آآآآآه لكن زوجي لا يتجاوب مع تطلعاتي هذه..فكثيرا ما يعتبرها
تفاهات..وأمور مضيعة للأوقات..فكثيرا ما يحدث الموقف التالي..
الزوجة مشغولة بالإعداد لليلتها الحالمة..لقد نظفت المنزل وأضفت عليه لمسات
جديدة رائعة..أطفأت الأضواء المشعة وأبقت إضاءة هادئة..
المنزل تفوح منه الروائح الجميلة..جهزت مائدة جميلة للطعام عليها أصناف جديدة لم
تعملها من قبل..ربما وضعت بعض الشموع(عقلها الله يخلف عليه) ..
تجملت ولبست أجمل زينتها..وبقيت بانتظار زوجها الحبيب..
إنها تتوقع عند دخوله ..أن ينبهر و يثني على جميل ما صنعت..
إنها تتوقع عند دخوله أن يشم تلك الرائحة الزكية فيقول الللللله ما أجمل هذه الرائحة..
تتوقع أن ينظر إلى لمساتها الرائعة ويقول كم أنت مبدعة..وبينما هي محلقة في خيالها
وإذا بها تسمع صوت الباب يفتح ..دخل زوجها سلم قامت إليه رحبت به..
دخل بهدوء كالعادة نظر إلى صنيعها..ما هذا؟؟..أخبرته عن ليلتها الحالمة..
نظر إليها بهدوء..ثم قال فعلا النساء ناقصات عقل ودين!!!..طلبت منه الجلوس..
-ماني فاضي لهالتفاهات عندي أعمال مهمة!..
أوف!!!..لم تتوقع منه ذلك ..ما باله لم يثن على شيء مما صنعت لقد تعبت كثيرا
في الإعداد..وتعبت أكثر في تخيل ليلتها تلك..تحطمت نفسيتها ذهبت تجر أذيال الخيبة
وجلست واجمة حزينة أو ربما ذهبت لتنام..وهي تفكر "زوجي غير رومانسي ماذا أفعل؟"
إننا نجد الكثير من الشباب والفتيات قبل زواجهم يطيرون في عالم الأحلام الوردية..
فيتخيلون الحياة الزوجية عشق وغرام ..وحب وهيام فقط.. فنجدهم يسبحون في عالمهم
هذا دون التفكير بأن الحياة الزوجية أيضا تبعة ومسؤولية..فالحياة على وجه الحقيقة بعد
الزواج تختلف عن الحياة في تلك الأحلام الوردية..لذلك قد ينصدم البعض بعد الزواج
حين يرى مسؤوليات لم يحسب لها حسابا ولم يلق لهل بالا ..ونجد أن الكثيرين
في بداية حياتهم الزوجية مؤشر الحب والعواطف الجياشة في أعلى ارتفاع له..ومع
الأيام ومع الانشغال بأمور الحياة قد يبدأ المؤشر بالنزول.. خصوصا عند عدم تعاهد
كل من الزوجين للآخر..لذلك فالرومانسية كما تسمى يجب أن تكون في الحياة الزوجية
مثل الملح في الطعام فإذا نقص الملح أو زاد خرب الطعام..
وإذا لم يرض الزوجين بأن تكون مثل الملح وأرادوها أكثر فلتكن مثل السكر على الشاي
(ما أدري يمكن بعضهم ما يحب سكر كثير الله يعينهم)
فمن غير المعقول أن تكون الحياة الزوجية كلها رومانسية في رومانسية..إذ أن كلا الزوجين
لديهما أعمال واهتمامات أخرى من الدعوة إلى الله وطلب العلم الشرعي والأعمال التطوعية
بل حتى الأعمال الدنيوية..فعليك أيتها الزوجة أن تراعي الأعمال الأخرى المتحتمة على زوجك
قبل أن تشتكي من أنه غير رومانسي..
لكن إذا وجدت المرأة بأن زوجها غير رومانسي فعلا وهي رومانسية جدا
(أكيد الحين كل وحده تقول زوجي غير رومانسي)
وتريد أن يكون زوجها رومانسيا عليها مراعاة التالي ..
بالتأكيد أن لزوجك قلب مفعم بالحب والوفاء ولكن قد يتعرض لبعض الضغوط في حياته خصوصا إذا كان كثير الأعمال كثير المشاغل قد وهب للأمة كثيرا من وقته..
فعليك مراعاة حالته النفسية والضغوط التي يتعرض لها..
أيضا قد يكون زوجك نشأ في بيئة خالية من الحب وفي أسرة تغلب عليها الغلظة والجفاء
فتأثر بأسرته..وكيف لايتأثر وهو قد عاش معهم 20 عاما أو تزيد..
قد يكون في تفكير زوجك بأن إظهار الحب عيب فهو يستحي من إظهار حبه لك..
وإنما يعبر عن حبه بالإنتاج ..يعني بما يوفره لك وما يشتريه لك وللمنزل مما تطلبين
فيعبر عن حبه لك بذلك..
وهذا حال كثير من الرجال خصوصا عندنا بالجزيرة العربية نظرا للطبيعة الصحراوية
التي تورث الغلظة والجفاء غالبا..
إذا راعيت الفروق بينك وبين زوجك والتي هي الفروق بين طريقة الرجل في التفكير
وطريقة المرأة في التفكير..فتعلمي كيف يفكر الرجل وماذا يريد وكيف يعبر عن حبه..
إن هذه من أهم النقاط فكثيرات لايعرفن كيف يتعاملن مع أزواجهن لأنهن لا يعرفن
طريقة تفكير الزوج ولا طريقة تعبيره عن مشاعره..فتجدها دائمة الشكوى من جفاء
زوجها وغلظته مع أنها لو فهمته لرأت فيه إنسانا آخر..
(وهناك مجموعة أشرطة ممتازة في هذا الموضوع بعنوان فهم النفسيات لجاسم المطوع)..
**هل أستطيع تغيير زوجي..
هذه أهم نقطة في الموضوع وهي المقصود..
كم تتمنى بعض الأخوات المباركات أن تتمتع بليلة رومانسية حالمة مع زوجها..
خصوصا إذا كانت متزوجة منذ زمن فتريد إعادة أيام الزواج الأولى والتي هي
بنظرها من أجمل أيام العمر..
لذلك ابدأي بالخطوة الأولى تغيير طريقة زوجك في التعبير عن الحب..
إذا كان زوجك لا يعبر عن حبه بالكلام (وهذا يثقل على الكثير من الرجال)..
فاجعليه يعبر عن حبه بالكلام.. كيف؟؟..عبري دائما عن حبك له.. نوعي في الكلمات
أبدعي في الألفاظ..في البداية لا تستغربي سكوته وعدم رده أو حتى لو اعتبر هذا من
تفاهات الحريم..لا تلتفتي إلى ذلك فقد يكون محرج وغير متعود ولا يدري ماذا يقول
فرجع يريد أن يقلب السحر على الساحر..لكن استمري معه دوما في التعبير عن مشاعرك
وعواطفك ستجدين بعد فترة بأنه بدأ يتجاوب معك أو على الأقل يشكرك على مشاعرك
(ولاتنسي أن أي مشكلة زوجية تسحب من عواطفكما الإيجابية فحاولي السيطرة على حياتك الزوجية خصوصا في فترة تدريب زوجك هذه)..وبعد أن تري تجاوبه معك ابدأي بسؤاله..
هل تحبني؟؟..وحاولي دوما استخراج الكلمات منه ولكن إياك أن تغضبيه وإلا (تطفشينه)
بالإكثار عليه..لأنه ممكن يقول (أوووه خلاص ما أحبك ولا شيء)..
تدرجي قليلا قليلا..وثقي بأنه مع مرور الأيام سيتجاوب معك..
وسيبادلك نفس الكلمات لأن أذنه تعودت عليها مع كثرة ذكرك لها...
ثم إذا أردت أن تعيشي ليلة رومانسية حالمة..انظري لزوجك هل يحب المفاجآت أم لا..
إذا كان يحب المفاجآت بإمكانك التجديد وصنع ما تريدين فجأة لكن
إذا كان زوجك يحب الروتين فعليك بالتدرج فمثلا ..
في إحدى الليالي جددي أصناف الطعام..
وبعد أسبوع مثلا وبعد جلوسه على المائدة أبقي الأنوار هادئة قد يسألك لماذا؟؟..
قولي بأن ذلك أهدأ للعينين..........الخ..
إذا كنت تحبين الشموع ومصرة إلا تبين شموع .. عودي زوجك بوجود
الشموع في البيت دوما وإشعال بعضها من فترة لأخرى إما في المداخل أو غيرها..
وبعد فترة اجمعي هذه الأشياء كلها بعد اختيارك لليلة المناسبة بحيث يكون فيها
زوجك غير مشغول لا بدنيا ولا ذهنيا ويكون مرتاح نفسيا..لكي يتقبل ما تقومين به..
لكن لا تجين لزوجك وفجأة وإلا كل شيء جديد وإلا الشموع وأشياء غير متعود عليها..
بالتأكيد سيعتبرها تفاهات لكن عوديه بالتدريج وسيتعود في النهاية ويكون لك ما أردت
وستعيشين أحلامك الممتعة بليلة رومانسية..
لكن قللي من الليالي الرومانسية عشان يسير لها طعم وبعد زوجك ما يطفش منها
ويتركك أنت والليالي حقتك
همسة إلى كل رجل:
زوجتك بحاجة للحب والحنان..بحاجة لأن تظهر لها عواطفك..بحاجة لأن تشبع لها عواطفها
فتجاوب معها..وأظهر لها حبك الكبير وحنانك المتدفق ..ولا تستح من إظهار عواطفك وتعلم
من قدوتك صلى الله عليه وسلم وكيف كان يتعامل مع زوجاته..
ثم إذا كان هناك أمور تعتبرها أنت تفاهات ومضيعة ..
فلا تظهر ذلك لزوجتك بل أرضها وشاركها ما تحب حتى وإن كنت لا تحب ذلك وتعتبره تافها..
فإن من أولى الناس بكرم سجاياك وأخلاقك زوجتك ..فلا تكن لئيما تشارك زملاءك أحيانا
مالا تحب إرضاء لهم وجبرا لخواطرهم ولا تشارك زوجتك إرضاء لها وجبرا لخاطرها..
همسة إلى كل امرأة:
تحملي زوجك وعوديه على ما تحبين ولكن لابد أن تتنازلي لما يحب هو أحيانا حتى يتنازل
لك فيما تحبين..فالحياة مشاركة من الطرفين ..ولا تيأسي من تغيير زوجك ولكن عليك بالصبر
ولا تظني أنه سيتغير في يوم أو يومين وهو قد عاش بطبيعته تلك سنوات وسنوات
فالصبر الصبر حتى تبغلي ما تريدين..ثم لا تكثري على زوجك خصوصا إذا كان مشغولا بأمور كثيرة وحاولي أن تشغلي نفسك باهتمامات أخرى ولا تجعلي الرومانسية كل همك فالأمة بحاجة
لجهودك فلا تحرمي نفسك وغيرك من الخير(عليك بالتوازن فخير الأمور أوسطها)..
هذا الموضوع اجتهاد بشري من أخوكم فما كان فيه من صواب وفائدة فمن فضل الله وما كان
من خطأ وزلل فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله وأتوب إليه..
وأرجو ألا أكون قد أضعت أوقاتكم بموضوعي هذا..لكن أحببت أن أحاول حل هذه
المشكلة التي تشتكي منها الكثير من الأخوات..
الروابط المفضلة