الحياء ... أمارة صادقة على طبيعة الإنسان .. فهو يكشف عن قيمة إيمانه , ومقدار أدبه .
وقد وصى الإسلام أبناءه بالحياء , وجعل هذا الخلق السامي أبرز ما يتميز به الإسلام من فضائل .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لكل دين خلقا , وخلق الإسلام الحياء . رواه مالك .
وكان النبي أرق الناس طبعا , وأنبلهم سيرة , وأعمقهم شعورا بالواجب , ونفورا من الحرام .
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : كان رسول الله أشد حياء من العذراء في خدرها ..مسلم .
لننظر إلى من ذكرها الله في كتابه بل وأعطاها شرف تسمية سورة باسمها , مريم عليها السلام , كيف حفظت نفسها , ولزمت الحياء في حياتها , فكانت ممن قال فيهن الرسول لم يكمل من النساء إلا أربع وكانت واحدة منهن ..
قال تعالى :{ واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا * فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا * قالت غني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا * قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا * قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا .....}
وهذه ابنة شعيب لما ذهبت إلى موسى لتخبره أن أباها يريد مقابلته , قال تعالى :{ فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ...}
فبحيائها نالت منزلة عظيمة وهي أنها أصبحت زوجة النبي موسى كليم الله عليه السلام ..
ولقد ضربت الزهراء رضي الله عنها أروع الأمثلة في ما يجب أن تكون عليه المرأة المسلمة من حصانة وعفّة وحياء ، فهي النموذج الأمثل الذي قدّمه الإسلام للمرأة ، فمن الحقّ أن يقتدى بها في كل ما أُثر عنها من مبادئ العفّة والحجاب ، فقد روي عنها أنّها قالت: « خير للمرأة أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجل » .
ومن مظاهر العفة والحشمة التي سجلتها الزهراء رضي الله عنها سُنّة تُقتدى إلى اليوم ، هي أنّها عندما اشتكت شكوتها التي قبضت فيها ، قالت لاأسماء بنت عميس : « ألا تجعلي لي شيئاً يسترني ، فإنّي أستقبح ما يصنع بالنساء ، يطرح على المرأة الثوب فيصفها » ، فقالت أسماء : إني رأيت شيئاً يصنع بالحبشة ، فصنعت لها هيئة النعش ، فقالت: « اصنعي لي مثله ، استريني سترك الله من النار » .
فكان نعشها أول نعش أُحدث في الإسلام ، واتخذ بعد ذلك سُنّة.
خافت على نفسها مع أنها ميتة ..
استمعن اخواتي الكريمات الى الصديقة عائشة بنت الصديق الطاهرة المبرأة من فوق سبع سماوات عائشة رضي الله عنها ماذا تقول؟
تقول كنت أدخل الغرفة التي دفن فيها رسول الله وأبي وكنت أدعو لهما فلما دفن عمر فلا والله مادخلتها إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر 0
والمرأة السوداء التي كانت تصرع على عهد رسول الله وجاءت إليه تطلب منه أن يدعو الله لها لتشفى من مرضها فقال لها رسول الله إن شئت صبرت ولك الجنة 0 فماذا قالت ؟ قالت يارسول الله ولكن ادعوالله لي ألا أتكشف مع أن الله لن يحاسبها لتكشف بدنها لأنها مغلوبة على أمرها,, بحيائها دخلت الجنة ..
فنا بال الفتيات اليوم يتكشفن وما بهن صرع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!
وصدق الرسول الكريم حيث قال : "الحياء خير كله "..
أما إذا سقطت صبغة الحياء عن الوجه , كما تسقط القشرة الخضراء عن العود الغض , فقد آذنت الحياة الفاضلة بالضمور , وتهيأ الحطام الباقي أن يكون حطبا لنار جهنم ..وذلك الذي يقال له : إذا لم تستح فاصنع ما شئت ..
أخواتي لقد أكرمكن الله ورفع قدركن وصانكن بالعفة والستر والمرأة الحيية العفيفة هي مطلب الرجل ومن تهفو إليها قلوب المتزوجين ولا يزال حياء المرأة يمدح على مر العصور0
وماظهرت العورات وخصرت العباءات وتهاونت المرأة بالحجاب وخرجت النساء شبه عاريات إلا لما قل الحياء ..
فتاة اليوم ضيعت الصوابا.. وألقت عن مفاتنها الحجابا .. فلم تخش حياء من رقيب.. ولم تخش من الله حسابا..
إذا سارت بدا ساق وردف.. ولو جلست ترى العجب العجابا..
أسأل الله العظيم أن يمن على بنات المسلمين أجمعين بالعفة والحياء إنه سميع مجيب..
وأختم مع المسامحة على الإطالة بقول الرسول عليه الصلاة والسلام:
" الحياء والإيمان قرناء جميعا , فإذا رفع أحدهما رفع الآخر "... الحاكم ..
الروابط المفضلة