سوسن سليمان شادلي، سيدة أعمال سعودية تواصل استثماراتها بنجاح.. تحدت الصعاب والعقبات لتدخل عالم "البزنيس" وتحقق فيه استثمارات رائدة، وهي أول سيدة أعمال تحصل على سجلين تجاريين بدون وكيل شرعي، وتسعى لحصول مجموعتها الاستثمارية على حق تنظيم وتسويق منتدى جدة الاقتصادي، بالإضافة إلى ذلك هي مهتمة بشؤون المرأة السعودية وقضاياها..

التقتها جريدة "عكاظ" السعودية ، وخلال الحوار الذي أداره الصحفي حامد عمر العطاس
ونشرته الجريدة الجمعة 17-8-2007 أكدت أن توفير المناخ الاستثماري للمرأة لا يتحقق إلا بتوفير التدريب الكافي لها للارتقاء بمهاراتها، وتفعيل دور الأقسام النسائية في الغرف التجارية.


تقول سوسن "إنها بدأت بداية بسيطة كأي فتاة عادية تطمح بأن تنهي تعليمها ومن ثم تحصل على وظيفة في مجالها، وكان يتملكها شعور قوي بأنها ستلعب دورا كبيرا في المجتمع!! ما هو؟ كيف سيتحقق؟ متى سيتحقق؟ كلها أسئلة لم تكن تعرف إجاباتها". وتضيف" أنهيت تعليمي الجامعي وحصلت على ماجستير محاسبة ومن ثم توظفت في أول وظيفة في نفس مجالي، تلتها الوظيفة الثانية والثالثة، وكلها أكسبتني خبرة عظيمة جدا وعلمتني الكثير مثل مبادئ وأخلاقيات العمل وأسلوب الإدارة وكيفية العمل في ظل وجود فريق عمل والتصميم والإرادة القوية لتحقيق الإنجازات إلى أن أصبحت مديرة للعلاقات العامة والتسويق في مركز السيدة خديجة في الغرفة التجارية بجدة". ومن هنا كانت الانطلاقة والبداية الحقيقية لسوسن، حيث اكتشفت عددا من الطاقات والمهارات والقدرات التي تمتلكها للتواصل مع المجتمع كمديرة للعلاقات العامة، هذا غير أنها كانت في موقع هو بمثابة كنز من العلاقات، حينها قررت أن تجمع كل خبراتها التي تعلمتها وعلاقاتها التي اكتسبتها ومقدراتها، وأن تضعها كلها في مكان واحد لتكون هي حجر الأساس الذي بدأت به شركتها الخاصة.


وأسست سوسن مجموعة المركز الدولي السعودي ثم أصبحت عضوا في مجلس سيدات أعمال دبي وظهرت كمتحدثة في العديد من المؤتمرات المحلية والخارجية إضافة غلى عدد من المشاركات الاجتماعية والفعاليات التي تعني المرأة السعودية وتقترب من قضاياها.


توضح سوسن "حقيقةً لم تواجهني صعوبات في مجال العمل لأن الفترة التي بدأت أمارس فيها نشاطي كسيدة أعمال هي نفس الفترة التي صدر فيها القرار الوزاري رقم 120 الذي عالج معظم العوائق والصعوبات التي كانت تواجه سيدات الأعمال، ولكن تطبيق وتنفيذ هذا القرار لم يكن سهلاً على الدوائر الحكومية التي تعاملت معها لإصدار التصاريح اللازمة، فقد كانوا مصرّين على التعامل بالأنظمة القديمة التي كانت تنص على أنه محظور على المرأة أن تحصل على سجل تجاري بدون وكيل شرعي، لذلك كان لا بد لي أن أتسلح بسلاح القوة لمجابهة ذلك ومطالبتهم بأن يطبقوا القرار الوزاري رقم 120 إلى أن استطعت بفضل الله أن أحصل على سجلين تجاريين أحدهما في تنظيم الفعاليات والآخر في الخدمات التجارية وبدون وجود وكيل شرعي وكنت بذلك أول سعودية تحصل عليه في مجال عملي".

ولكن مازال النظام القديم يمارس سلطته إلى الآن فعندما رغبت سوسن في الحصول على السجل التجاري الثالث فوجئت بوجود مادة تنص على أنه ممنوع على المرأة الحصول على أكثر من سجلين وهو ما يتعارض جملةً وتفصيلاً مع خطة التنمية الثامنة التي شملت فصلاً كاملاً بعنوان زيادة مشاركة المرأة الاقتصادية. تهدف مجموعة سوسن إلى تغطية أكبر قدر ممكن من الفعاليات المتنوعة التي تقام في السوق مثل المعارض أو المنتديات أو المهرجانات أو أي تجمع يكون له مردود إيجابي على المجتمع. وجل اهتمامها اليوم منتدى جدة الاقتصادي حيث إنها ستتقدم للغرفة التجارية بجدة بطلب تنظيمه وتسويقه.

وترصد السيدة سوسن جملة من التحديات والصعوبات التي تواجه مسيرة عمل المرأة السعودية فتقول "ينقصهن توفير المناخ التجاري والاقتصادي الذي لا يتعارض مع القيم الإسلامية ودون المساس بالخط العام للمجتمع". ولتوفير هذا المناخ لا بد من سد النقص الذي يواجه سيدات الأعمال حيث إنهن في حاجة إلى التدريب الذي تحتاجه سيدة الأعمال والذي تتعلم من خلاله كيفية الاستمرارية في عملها في القطاع الخاص والحاجة إلى المزيد من مشاركة سيدات الأعمال في الوفود التجارية السعودية المغادرة إلى خارج السعودية والتي تفتح لها آفاق تجارية أوسع. بالإضافة إلى تنظيم العديد من المؤتمرات والملتقيات والمنتديات المحلية بصفة دورية التي تناقش أوضاع سيدات الأعمال من جميع الجوانب. وتتابع "لا بد من تركيز الضوء على سيدات الأعمال الناشئات من خلال تشكيل لجان خاصة بسيدات الأعمال المبتدئات أو من نسميهن المستثمرات الصغيرات، لأنهن الجيل القادم. وتفعيل دور الأقسام النسائية في الغرف التجارية والاطلاع على تجارب سيدات الأعمال حتى تعم الفائدة على الجميع".