سيداتي
قصتي بدأت عندما تعرفت عليه.. شاب وسيم جميل المحيا رائع بكل المقاييس التي تتمناها كل فتاة في شريك أحلامها.. تقدم لخطبتي بعد أقل من شهر على تعارفنا فطلب منه والدي مهلة 15 يوما للسؤال عليه.
ولم تمض يومان حتى أتاني والدي بالخبر اليقين أنه على علاقة بطليقته من جهة وبسيدة تكبره بعشرين سنة من جهة أخرى، والأدهى من ذلك أنه لن يتمكن من قطع العلاقة بهما خصوصا وأن طليقته تأمل بالرجوع إليه أما السيدة الأخرى فهي ملاذه الأخير ومعها يمكث ويعيش وكأنهما زوجان عاديان.
طبعا وقع الخبر كان مفاجأة بالنسبة لي خصوصا وأنني بدأت أميل إليه وأحلم بالزواج منه، تبخر كل شيء في لحظة واحدة ووجدتني أمام والدي وكأنني قطعة ثلج تذوب وتذوب ولم أجد جوابا لأسئلته :
"كيف يمكنك الزواج بهذا الشخص يا بنيتي؟ عرفت الآن لماذا طلبت مهلة؟ هذا الشاب ليس سوى شخص جشع يريد التلاعب بك ويطمع في مرتبك ويحلم بزوجة ذات أصل وفصل وهو غير أهل لك..و..و..و"
جلست مندهشة من الأمر وقررت مصارحته بكل شيء.
بعد ذلك بلحظات إتصل بي فأخبرته بما سمعت ووضعته أمام الأمر الواقع وأخبرته أنه لا يمكنني الزواج به طالما يتصف بهذه الصفات وكان رده أنه على محاسبته في الحاضر والمستقبل أما الماضي فليس لدي الحق في الرجوع إليه فمطلقته حسب قوله لو أراد رجعتها لفعل منذ أربع سنوات أما السيدة الأخرى فهي ليست سوى مومس - أعزكن الله- يلجأ لها الرجال لقضاء حاجاتهم وأنه لو أراد التلاعب بي لما تقدم لخطبي بغرض الزواج مني.
وجدتني إثر ذلك في حيرة من أمري ما عساي أن أفعل؟ هل أصدقه أم أكذبه هل أتبع رأي والدي خصوصا وأن قطار الزواج قد فاتني وربما هذه فرصتي الأخيرة.. أعلم مسبقا أن والدي يقف حجر عثرة أمام زواجي في كل مرة يتقدم فيها شخص لخطبتي.. أم ماذا أفعل.
بعد يوم من ذلك نفس المعلومات قدمها لي أخي الأكبر عن هذا الشخص.. جيران الصديقة... المطلقة نفسها أعلنت أنها لا زالت على علاقة به.. صديقته أتت إلى مقر عملي محذرة إياي من الزواج به.
كدت أجن فطلبت منه أن يتركني وشأني لست في حاجة إليه أريد زوجا يرضى عنه الجميع وليس العكس.
مرت الأيام والأسابيع لم نعد نلتقي ولا حتى نتحدث عبر الهاتف ووجدتني أشتاق إليه وأحن إليه ولكنني أحارب نفسي ,اقمع رغبتي في رأيته أو الحديث إليه.. فحاولت بشتى الوسائل إلى أن صادفتني مشكلة أخرى الا وهي الشك من طرف أسرتي .. فكلما تأخرت في العودة من العمل.. أو الخروج للتبضع أو التنزه أجدهم ينظرون إليه بعين الشك والريبة هل كنت معه؟ هل لا زلت على علاقة به؟ إنه يتلاعب بعواطفك..إبتعدي عنه.. وهكذا في كل وقت وكل حين أسمع نفس الموال.. حاصروني من كل جانب هناك من يتنصت علي.. وهناك من يتبعني في الطريق.. حتى صرت كالمجنونة. فقررت العودة إليه نتيجة كل هذه الضغوطات.. فما دمت متهمة بالعلاقة معه فلماذا لا تكون هذه العلاقة حقيقية؟
فعلا عدنا لبعضنا خفية عن كل العالمين نلتقي في خلوتنا ونعيش لحظات سعيدة لكنها قليلة إلى أن فكرنا في الزواج وفعلا تم المراد وتزوجنا علم أهلي بذلك فطردوني من المنزل شر طردة.. لملمت حاجياتي المبعثرة وانتقلت إلى العيش معه في منزلنا وأصبحت حديث المدينة الصغيرة لكنني لم آبه لكل شيء معلنة أنني لم أقم بأي شيء حرام فالزواج حلله الله.
وهكذا عشت منبوذة من طرف أهلي مدة سنة ونصف لكنه عوضني عن كل شيء بالحب والإحترام والتقدير.. فكنت أقول لو لم أتزوج منه لعشت نادمة طوال حياتي.
الآن بعد كذبة سنة ونصف اكتشفت أنه لازال على علاقة بتلك السيدة وأنه يعيش معها في أوقات عمله يصاحبها يخرج معها وكأنها زوجته وأنا في غفلة من كل شيء يعيش معها بالنهار ويعيش معي بالليل.. كذبت من أتوني بالأمر اليقين وقلت كاذبون فكان ردهم : حسنا يمكن اكتشاف ذلك بسهولة عندما يوصلك في الصباح بالسيارة ويذهب لمقر عمله اتبعيه بطاكسي وسترين بنفسك. فكرت مليا في الأمر وقلت في نفسي ماذا سأخسر لو فعلت ما يقولون سأجرب وأتبعه
فكانت المفاجأة والصاعقة مباشرة عندما يوصلني للعمل يذهب إليها ويدخل المنزل كأنه صاحبه يترك السيارة أمام البيت دون أدنى خوف أو حذر.. انتظرت إلى أن خرج بعد ساعتين ليعود بعد أقل من نصف ساعة يحمل سلة التبضع إنه يصرف عليها من مالي.. إنه يعاشرها ويخونني وأنا الوفية المخلصة الأمينة على بيته وماله.. لماذا كل هذا مع سيدة في سن والدتي ووالدته.. لماذا .. ولماذا ولماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عدت للبيت خائرة القوى واعترفته له بأنني علمت بعلاقته وطلبت الطلاق.. أتدرين ما كان رده؟؟؟ لماذا لم تطلبي الشرطة عندما رأيتيني أدخل منزلها لن يلومك العالم لو فعلت ذلك.. أنت تكذبين و لن أطلقك مهما حصل..( الي في جهدك عمليه)
مرت أسابيع وشهور على هذا الموال حتى وصلت به الوقاحة ليمد يده ويضربني ويقول افعلي ما شئت لن تتمكني من ضبطي.. وهكذا
وجدتني أمام المطرقة والسندان لا أستطيع العودة لأهلي ولا أستطيع الطلاق منه.. فأرجوكن أعينيني لو تدرون الجحيم الذي أعيش فيه عندما أعلم أنه كان معها وأنه قادم من عندها وأنا لا أستطيع أن أنبس بحرف خشية تعرضي للضرب والجرح المبرحين.. لو تدرون كم مرة تساقطت دمعتي وأنا أكتب قصتي لأول مرة مع إحساسي بضيق العالم الكبير..
متمنية أن لا أكون قد أطلت عليكن أرجو منكن نصيحتي ومد يد المساعدة ولكن أجر من الله تعالي.
مع تحياتي
الروابط المفضلة