طيب قبل الجواب ... ليه سميتك نفسك احساس القلب؟؟
لأن القلب سر السعاده .... وسعادة القلب بما يمليه عليه العقل ... ومايمليه العقل يتأثر بالمحيط الخارجي و النفس البشريه...ويبدأ الصراع ... وبالنهايه اذا أرسل العقل اشارات السعاده هنإنا أما اذا أرسل اشارات التذمر والشعور بالنقص دخلنا بدوامه كبيره ...
إن الله سبحانه وتعالى خلق الانسان ذو خطأ ولم يجعلنا ملائكه ... والنفس البشريه فيها نوع من الطمع والتمرد ...
فمثلا الزوج المتزوجه من سيده جميله جدا ...
يرغب أن تكون غنيه واذا كانت غنيه يرغب أن تكون متدينه واذا كانت جميله ومتدينه يرغب أن تكون عمليه ومثقفه وهكذا ...
والموظف يرغب براتب أعلى وبعد الزياده يرغب مسمى وظيفي أفضل وهكذا ...
والتاجر يطلب من الله أن يرزقه الرزق الحلال بدكانه الصغير ... يرغب أن يكبر المحل ... ثم بكبر ثم يتمنى أن يفتح فرع أخر وهكذا ...
الفتاه تطلب من الله أن يرزقها زوج محب ... والله لو كان غني أحسن ... ووسيم ... ويحبني ... ويكتب البيت باسمي .. ويسفرني أوروبا متل زوجة فلان وهكذا !!
البعض يسميه نوع من الطموح ولكن الكثير من الطموح يكون وراءه الطمع والرغبه بالمزيد والتغيير والأفضل
وهكذا ..
أنا لست ضد الطموح ولكن عندما نصل لدرجه ولا نستطيع فيها تحقيق " الطموح " المطلوب نبدأ بالتذمر وتبدأ المشاكل وربما الانحراف للأسف !!
وهكذا الماده ... هي وسيله لحياه أفضل ولكن اذا كانت هدف أصبحنا أنا وأنت وغيرنا الوسيله !!
ونعود بعد هذه الأمثله لشيء فيه السر بالراحه ألا وهو الرضا والقناعه !!
وهذا مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس الغنى عن كثرة العَرَض ولكن الغنى غنى النفس" رواه البخاري، وعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "أترى يا أبا ذر أن كثرة المال هي الغنى?؟? إنما الغنى غنى القلب والفقر فقر القلب، من كان الغنى في قلبه فلا يضره ما لقي من الدنيا، ومن كان الفقر في قلبه فلا يغنيه ما أكثر له في الدنيا". رواه ابن حبان وصححه الألباني.
وقيل لبعض الحكماء: ما الغنى؟ قال: قلة تمنيك، ورضاك بما يكفيك.
ويقول الشاعر:
ما ذاق طعم الغنى من لا قنوع له ولن ترى قانعا ما عاش مفتقرا
فالعز كل العز في القناعة، والذل والهوان في الحرص والطمع؛ ذلك أن القانع لا يحتاج إلى الناس فلا يزال عزيزا بينهم، والحريص قد يذل نفسه من أجل أن يحصل المزيد؛ ولذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس". رواه البيهقي وحسنه الألباني.
القناعه كنز لا يفني
هذه الجمله حفطناها عن ظهر قلب بالمدرسه !!
ولكن مع التجارب بالحياه تأكدت أن القناعه كنز ...وأن المشكله ليست بالظروف المحيطه بنا ولكن نحن المشكله ... وللعلم الرضا والقناعه تحتاج لصبر وتمرين وتربيه من الصغر وتهذيب للنفس هي ليست شيء سهل ..
أفادتني القناعة كل عــز وأي غنى أعز من القناعة
فصيرها لنفسك رأس مال وصيرها مع التقوى بضاعة
.
.
أعلم أنني أطلت عليكم أخواتي وأترككم أخيرا مع هذه القصه :
في حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل , عاشت الأرملة الفقيرة مع طفلها الصغير حياة متواضعة في ظروف صعبة . . ... إلا أن هذه الأسرة الصغيرة كانت تتميز بنعمة الرضا و تملك القناعة التي هي كنز لا يفنى . . . لكن أكثر ما كان يزعج الأم هو سقوط الأمطار في فصل الشتاء ,
فالغرفة عبارة عن أربعة جدران , و بها باب خشبي , غير أنه ليس لها سقف ! . . و كان قد مر على الطفل أربعة سنوات منذ ولادته لم تتعرض المدينة خلالها إلا لرخات قليلة و ضعيفة , إلا أنه ذات يوم تجمعت الغيوم و امتلأت سماء المدينة بالسحب الداكنة . . . . . و مع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها , فاحتمى الجميع في منازلهم , أما الأرملة و الطفل فكان عليهم مواجهة موقف عصيب ! ! . .
نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة و اندسّ في أحضانها , لكن جسد الأم مع ثيابها
كان غارقًا في البلل . . . أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته و وضعته
مائلاً على أحد الجدران , و خبأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر . . ...
فنظر الطفل إلى أمه في سعادة بريئة و قد علت على وجهه ابتسامة الرضا , و قال لأمه : " ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب حين يسقط عليهم المطر ؟ ! ! " لقد أحس الصغير أنه ينتمي إلى طبقة الأثرياء . .
. ففي بيتهم باب !!!!!! , ما أجمل الرضا . . . إنه مصدر السعادة و هدوء البال , و وقاية من أمراض المرارة و التمرد و الحقد
الروابط المفضلة