بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
كان الحدث في مقهى من مقاهي مدينة جدة غير الحبيبة؛ جلست أنا وصديق من أصدقائي المقربين لي وإذا بأخت – هدانا الله وإياها – ترتدي عباءة مكتوب عليها ( Follow Me ) وهي عبارة لاتينية تعني (إتبعني!) وعلى بعد مسافات صغيرة من هذه الفتاة ظهر شاب من شباب 2006 الـ"كول" والـ"كلك حركات" وهو يلبي نداء الـ"واجب" المكتوب على عباية الأخت الكريمة؛ ولما كان يتبعها وجدنا الفتاة تصرخ وتقول: " لا تعاكس يا قليل الأدب وي عليك ما عندك أخوات ؟؟؟ "
أثار هذا الموقف إستهجاني وإستهجان كل ذو لب من الألباب ! فهذه الأخت تضع الزيت على النار ثم تقول "لماذا يحدث الإحتراق" ؟؟ عجيب ! هي ترتدي عباية مخصّرة على أحدث موضات العبايات وتضع جملة "إتبعني" ثم تقول "لماذا تعاكسني" ؟؟ بالتأكيد أنا لا أبرر للشاب هذا التصرف الأرعن الذي يُنقص من مروءته الكثير؛ فالشاب فينا عليه مهما كثرت المغريات أن يحتفظ ببعض المروءة التي ميزّنا الله تعالى بها ؛ ولكننا في زمن قال فيه الشاعر:
دخلت على المروءة وهي تبكي *** فقلت علام تنتحب الفتاة ُ ؟
فقالت كيف لا أبكي وأهـلـي *** جميعا ً دون خلق الله ماتوا ؟
لا شك أن المعاكسات صار لها أشكال وألوان من الجانبين سواء الشباب أم الفتيات؛ ولقد مضى الزمن الذي كنا نعتقد فيه أن الـ"ترقيم" هو الوسيلة الوحيدة للمعاكسة فقد قال الشاعر:
من لم يتعرف بالترقيم تعرّف بغيره *** تعددت الوسائل والـ"تشبيك" واحد ُ
لكن أن تصل أحد أسباب المعاكسات إلى البنات أنفسهن فهذا يحتاج إلى وقفة !! كيف ترضى أخت مسلمة عفيفة شريفة طاهرة أن تقلل من نفسها وترتدي عباية من عبايات الفرنسيين ؟ كيف ترضى مسلمة عفيفة شريفة طاهرة أن تـُغري شباب أمتها من إخوانها في الدين ؟ بل كيف ترضى مسلمة عفيفة شريفة طاهرة أن تجعل نفسها "سلعة" تذهب هنا وهناك بكامل زينتها لتصيب الشباب بحال من حالات الإثارة !!
لا نشك أن الشباب هم سبب من أسباب المشكلة لكن تقول العرب " لا يوجد دخّان من غير نار" وأنا أقول أن البنات هم "أصل المشكلة" وليس المقصود "كل البنات" لكن البنات الكاسيات العاريات اللائي يمشين في الأسواق بكل تغنج وضحكات عالية وإستفزاز لأي فطرة سليمة فطم الله بها الرجال !!
إذا أردنا أن نقضي على ظاهرة الـ"معاكسة" فعلينا تفعيل آلية عملية على ثلاث أوجه وهي بشكل رسائل إلى : الـشباب , البـنات , الأهالي
إلى الشباب
ضع في حسبانك أن أي فتاة تراها في الأسواق ولو كانت لا تضع طرحة أو حجاب أنها "أختك" التي لم تلدها أمك, وترفّع عن إيذائها بالقول أو الفعل لإنك تؤذي عرضك ولا يوجد لبيب يؤذي عرضه إلا أهل الدياثة ! وناصح أخواتك المسلمات بالتي هي أحسن أن يتقين الله فينا نحن معاشر الشباب وإياك أخي أن تتكلم بسوء مع أي فتاة ولو كانت تمشي في السوق بمنتهى المياعة فوالله إن كثير من البنات غافلات.
إلى البنات
إتقين الله فينا ! فوالله إنكن منا ونحن منكم وأنتم أعراضنا ونحن أعراضكم؛ فهل يرضيك ِ أيتها الفتاة أن تكوني سبب إنحطاط وإنحراف شاب من شباب أمة محمد صلى الله عليه وآأله وسلم ؟ هل تقابلين النبي بهذا الفعل والقول ؟ فأنا لا أقول لك ِ يا أيتها الفتاة ألا تخرجي من البيت إلى السوق ولكن أقول لك ِ : فليكن خروجك بإحتشام ومن غير تعطّر ومن غير إعلاء صوتك في الأماكن العامة وألا تثيري فتنة في اللبس مثل إرتداء العبايات المخصرة وما شابه واعلمي أن أي شاب غريب عليك ِ من أمة رسول الله إنما هو أخوك ِ فما ترضيه لأخيك ِ الذي ولدته أمك عليك أن ترضيه لأخيك ِ الذي لم تلده أمك.
إلى الأهالي
الله الله في التربية والنشأة ! فقد صح عن نبينا في صحيح البخاري ( 5067 ) أنه قال « كلُّكم راعٍ وكلُّكم مَسؤول: فالإِمامُ راعٍ وهو مسؤول، والرجلُ راعٍ على أهله وهو مَسؤول، والمرأة راعيةٌ عَلَى بيتِ زوجها وهي مسؤولة، والعبدُ راعٍ على مالِ سيِّدهِ وهو مسؤول، ألا فكلكم راعٍ وكلُّكم مَسؤول».
فاحرص أيها الأب أن تربي إبنتك تربية صحيحة فكثير من الآباء يكونوا على صلاح وبناتهم على قمة الفساد والعياذ بالله ! وكثير من الأمهات لا يكترثن بهذا الأمر ويقلن "ابنتي متربية وما يحتاج" وهذا لإنها ترى إبنتها فقط أمام عينيها ولا ترى حركات ابنتها مع صديقاتها ورفيقاتها.
وأريد تذكير كل أخت تقرأ كلامي وتقول ( أنا حرة ألبس قصير ألبس طويل ألبس مخصر مو شغلك يا متشدد ) أقول لها: ليس للمسلم أن يقول "أنا حر" حين يأمره الله بأمر وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا فالله قد أمرك بأمر عظيم إن إمتثلت ِ له كان خيرا ً لك ولكل المجتمع وإن لم تمتثل ِ كان وبالا ً عليك وعلى باقي المجتمع.
فاتقين الله فينا يا بنات فوالله نحن نعيش في زمن يصعب على الشاب أن يمسك نفسه عن الشهوات وإن أعظم فتنة وأعظم شهوة هي شهوة "النساء" فهي أكبر من شهوة الطعام والشراب وأكّد على هذا رسول الله حين قال « فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء» رواه أحمد (10939).
أسأل الله عز وجّل أن تنتهي مشكلة "المعاكسات" من بلادنا وبلاد المسلمين وأن يعرف الكل حجم هذه المشكلة وأن يهدي شبابنا وبناتنا لما فيه الخير.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
م ن ق و ل
الروابط المفضلة