[قبل البدء آسفة لأن الموضوع أتى متأخراً رغم أني كتبته منذ أكثر من أسبوع؛ و ذلك لأسباب خارجة عن إرادتي، و لأني لم أطلع عليه إلاّ متأخرة، فاعذروني مرة أخرى]
بسم الله الرحمن الرحيم
مما لا شك فيه أن الله يهب لعباده من الإمكانات و الطااقات ما يتميزون به عن غيرهم،
بل منهم من يكون رحمة لخلقه.
الأخت الفاضلة الدكتورة ناعمة لا شك أنها تبذل ما بوسعها لكي تساهم في حلول كثير
من المشاكل الأسرية ، و الواقع شاهد بأسر كانت على شفا الإنهيار فصمدت بفضل الله
(أولاً و آخراً) ثم بما هيئة من أسباب على أيدي خلقه و مثال على ذلك د ناعمة الهاشمي
لكن مما يؤسف له و يحز في النفس
.
.
.
أن البعض ترك الخالق و توجه بمسألته إلى المخلوق!!
تعلق بالمخلوق الضعيف الذي لا يملك من أمره شيء و ترك من بيده ملكوت السماوات
و الأرض الذي يقول:
{أدعوني أستجب لكم}
{أمن يجيب المضطر إذا دعاه و يكشف السوء}
نعم.. تترك من بابه لا يوصد في وجه أحد و تأتي لتطلب استشارة في مشكلة زوجية
و كلها رجاء و كلها أمل أن تجد الحل عند الدكتورة و إلاّ .... انهارت!!!
من اطلاعي على موضوع الإستضافة لاحظت التعلق الشديد من الأخوات بالدكتورة
و ثقتهن بما تملكه من مواهب و كأنها مدبر الكون!!
حزنت كثيراً و أنا أقلب صفحاته.... هل الدكتور إلاّ خلق من خلقه سبحانه لا تملك نفساً
واحداً من أنفاسها!!
و هل ما أعطيت من ذكاء و موهبة إلاّ بتيسير من الله؟!
عندما تولى عمر الخلافة عزل خالد بن الوليد من إمرة الجيش (رضي الله عنهما) !!
لماذا؟!
هل هو لقلة كفاءه في خالد أم لغرور أصاب عمر أم خوفاً منه؟
كلا لا هذا و لا ذاك (و حاشاهما ذلك)..
إنما عزله (خوفاً من افتتان الناس به) لا سيما و أنه لم يتولى إمرة معركة إلاّ كان النصر
حليفهم، قتعلقت الآمال به دون الله و تعلقت قلوب الناس به –أي خالد-!!.
لذا قدم عمر سلامة الإعتقاد على سلامة الأجساد.. (رضي الله عنك يا عمر ما أحكمك)
أخواتي الحبيبات..
أين المسلمة الصادقة...
التي أن نابها أمر فزعت لربها و لصلاتها تضرعت.. بكت انكسرت
تذكرت ذنوبها فاستغفرت الله فلعل هذا البلاء بسبب هذا الذنب
يقول أحد السلف:
(كنت أذنب الذنب فأرى أثره في خلق زوجتي و دابتي)
فأين من تتذكر ذنوبها عندما تسوء علاقتها بزوجها؟!! .. نادر..
إحدى النساء تشاجرت مع زوجها فخرج و ترك المنزل و هو غضبان
فأخذت تستغفر ربها و ما هي إلاّ لحظات و الزوج يدخل مبتسماً
قالت: كنتُ على يقين أنك سترجع!!
قال: كيف، قالت أخذت استغفر الله فلعله ذنب عوقبت به فيك –أو كما قالت-
باختصار..
أنا لا أدعو إلى تجاهل مثل هذه التخصصات أو الوقوف ضد مثل هذه الاستشارات،
لكن ما أردت ان تفهمه كل مسلمة:
-أن لا تعلق قلبها في المخلوق فما هو إلاّ سبب . . سبب ..فقط .. لا غير
يعني ابذلي السبب و توجهي لخالقك بأن يجعل في هذا السبب الدواء..
- أن تلجأ إلى الله و تفزع إليه و تدعوه، و لا تترك اللجوء له في آخر المطاف عندما
تعييها الحيل!!
- أن تتعامل بحذر مع هذه العلوم المستحثة من البرمجة اللغوية و تطوير الذات... الخ
فهي و إن كانت فيها إيجابيات فلا تخلو من سلبيات –نظراً لطبيعة البيئة التي نشأت فيها-
خاصة ما يمس العقيدة..
أتمنى أن لا يُساء فهمي..
أنا لا أدعو إلى نبذ كل جديد...
خذي لكن بحذر فبعض أفكار هذه العلوم يهدم أبواب في العقيدة..
و لا أنصح من ليس لديها قاعدة علمية شرعية صلبة بتعاطي هذه العلوم حتى و لو كانت
على أيدي مدربين مسلمين لآن غالب من تبنوها تبنوها على علاتها من غير تمحيص.
و إن محصوا فغاية ما عملوه أن جاءوا بنصوص من الكتاب و السنة على صحة ما جاء فيها!!
كلمة أخيرة للدكتورة (ناعمة) :
لا أخفيكِ لكم استفدت من السبعة أسرار (و إن لم تكتمل) فجزاك الله خيراً
و أكذب إن قلت لم تغير في حياتي شيء...
لكن واجبنا كمسلمين أن ننتقي أطايب الثمر و نترك الرديء، و كل يؤخذ من كلامه ويرد،
و لابد للإنسان أن يذكر أفضال ربه فيشكرها، و يسأله سبحانه أن لا يجعله فتنة لغيره و لا
يفتنه بغيره.فكم من نعمة صارت نقمة، و كم من منة كانت استدراج لصحابها و ما قصة
قارون عنا ببعيد.
لكن يبقى سلاح العلم الشرعي هو السلاح الوحيد الذي يستطيع المسلم أن يصمد به أمام
التيارات الفكرية الدخيلة على مجتمعنا المسلم.
و طبتم جميعا في أرغد عيش..
الروابط المفضلة