السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دائما نسمع كلمة
جيلكم غير جيلنا
هل هذا حقيقي ؟
أم هناك فجوة بين جيلين ؟
بين أب وولده وأم وبناتها او اولادها
اسمع كثيرا بوجود فجوة بين الاباء والابناء
فأسمع
ان الاباء في وادٍ والابناء في وادٍ آخر
بينما أشاهد أمهات
تحاول المخاوة بينها وبين ابنائها
وتفهم احتياجاتهم وتطلعاتهم
فتحاول تقرب وجهات النظر بين الجيلين
رغم محاولاتها
الا انها تشعر
بشئ بينهم يدعوا الى الصمت
والصمت معناه توقف الحوارفلا يوجد اي تفاعل
مما يؤدي الى زيادة الفجوة وكبر البعد
فلماذا يسود الصمت بين الاباء والابناء؟
ايعقل ان الاباء لم يعودوا قادرين على قول مايريدون قوله
او ان الابناء لم يعدوا قادرين على الاستماع ؟
فما الذي ادى الى فقدان الحوار بينهم
هل هو البعد الزمني بين الجيلين
رأي الاباء
كنا ابناء ولكن
مواقفنا مختلفة الى حد كبير عن موقف ابنائنا معنا
كنا نعمل للاب ألف حساب
فله احترام كبير
فلم يكن الاب مصدرا للمال فقط
بل كان مصدرا للقوة والسلطة والتوجيه
كنا نتحاور بأسلوب ممتاز ومقنع وبدون استخفاف بأي فكرة يطرحها
مما يجعل ا باؤنا يعطونا الثقة الكاملة في أنفسنا وقدراتنا ومن سن مبكرة
فيعاملوننا كأشخاص مسؤولون عن أشياء كثيرة
فانسان الجيل الماضي كان عصاميا
صنع نفسه بنفسه فكان يتحمل المسؤلية من صغره فيحصل
على ثقة ابيه واحترامه
اما الان أصبح الاب فقط مصدر التمويل يريدون الابناء كل شئ
بدون تقديم اي كلمة نصح
بالتالي عدم تحميل الابناء أي مسؤلية
فأين المسؤلية في الابن يريد كل عام سيارة جديدة
واذا واجه اعتراض
ورأي على ان تصرفه يدل على عدم تفكير للمستقبل
اعتبرتنا غير متفهمين لاحتياجاته
رأي الابناء
صحيح كان ابي عصاميا
اجتهد وكافح ليصبح له مكانة مرموقة
ولكن انا ولدت في ظروف غير ظروفه
ولدت بوجود اسم أبي
وفي حالة مادية أفضل
فلماذا نوصف بالاستهتار وعدم تحمل المسؤلية
والداي يريدون منا ننظر للمستقبل من خلال نظرتهم هم
لا يمكنني !!!
فالظروف تختلف
فلماذا لا لايعطونا خبراتهم كنبراس
نهتدي به في مسيرتنا وليس كمصدر
لتحدي قدراتنا وكفاءاتنا
فاحترامهم لاباؤهم لايقل عن احترامنا لهم
ولكن قد تكون طريقة التعبير مختلفة
بسبب اختلاف المفاهيم
فمثلا الاحترام عند الاب كان متمثلا في الخوف والطاعة
بينما في نظرنا الان المناقشة والاقتناع
نجد ان هناك اختلافات بين الجيلين
ولكن الاختلافات دائما
تخضع لمبدأ الحوار من أجل التقريب بين وجهات النظر
فمبدأ الحوار يتطلب المواجهة والمناقشة
والاخذ والعطاء
والمرونة والتنازل
إذاً الأمر سهل جدا
ولكن دون التشبث من الاب برأية منتظرمن الابن المرونة والتنازل
او التشبت من الابن منتظرا من الاب التنازل
فالتشبت بالرأي
يوصد أبواب الحوار
فيصم أذن كل طرف عن الاخر
مما يؤدي الى التجاهل
والتجاهل يؤدي الى تحجر المشاعر
فجميل ان يسمع الاب ويعطي كل الثقة للابن
والاجمل
ان تبدأ المسيرة من الابن
لتقنع الاب بالحوار
مما يزيل هذه الفجوة
الروابط المفضلة