احدثكم يا من يشاهدوننا على الشاشات ونحن نقطع اشلاء
ربما ينتظركم مسلسل او برنامج تندمجون فيه وتنسون
تتفنون في اعداد الطعام والحلوى
لا تمثل لكم غزة سوى دمعات تذرفونها عند نشرة الاخبار
البس اسدال الصلاة قبل ان اريح جسدى على السرير ولا انام
حتى اذا ما انتشلوا جسدى من تحت الركام اقابل الله مستورة
اسمع صوت الطائرة المقاتلة وهي تطلق الصاروخ يصم الاذان
وتمر اجزاء الثانية بين اطلاق الصاروخ وبين صوت الانفجار
انظر الى اطفالي هل هي اخر مرة تراهم عيني فيها
ام سوف اراهم اكوام لحم مبعثر
ياتي صوت الانفجار على مقربة من منزلى
تهتز الجدران ويتساقط زجاج النوافذ
ويصحو اطفالي مصعوقين من هول ضخامة الصوت
تسالني ابتى الصغيرة ذات الستة اعوام
هل سوف اتالم حين يمزق الصاروخ جسدى
لا املك حينها الا ان اتظاهر برباطة الجاش
واشرح لها ما في الجنة من خيرات
وفي كل مرة اتوقع انه علينا هذه المرة
اتساءل هل هناك قرعة يجرونها لاختيار المنازل التي يتم نسفها فوق ساكنيها
اغلب المنازل عندنا تتكون من ثلاث طوابق الى خمسة ويضم كل دور شقة او اثنتين يعيش فيها عائلات الاشقاء جنبا الى جنب
لا مسافات بين البنايات الا متر او اثنان للتهوية
والمنزل الذي ينسف بشكل كامل يتحول الى كومة تراب بكل ما فيه اما المنازل المحيطة قد تقع اوتتساقط الجدران ويحرق ولايبقى فيه الا الاسقف
وتتناثر اشلاء الجثث في المكان
ولكن الالعن من ذلك القصف المدفعى البري العشوائي الذي لايبقى ولا يذر
ان من لم يسمع في حياته صوت المدفعية او صاروخ ال0ف 16 وهو ينزل مدويا لا يمكن ابدا مهما وصفت له ان يتخيل حجم الصوت الصادر عنه الذي يدمر بقوته زجاج النوافذعن مسافة ليست ببعيدةويوقظك مذعورا من نومك مع انه سقط على بعد كيلومترات منك
تلقائيا تنطق بالشاهدتين عندما تسمع الصوت
صدقوني ليس ضعفا في الايمان
نقر ونعلم ان لكل اجل كتاب
ولكن هي غريزة الحياة التي اوجدها الله فينا
ثم صراخ وهلع الاطفال واسالتهم التي تقطع القلب
الحمد لله نحن دائما على الدعاءالذي هو قوتنا اليومي
ادعو الله ان يسلمنا ويحفظنا وابتهل بالدعاء فليس لنا الا الله وحده
ناكل فقط لنظل على قيد الحياة بعدما فقدنا طعم كل شىء
قصفوا المساجد والمستشفيات
الطائرات تغطى سماء غزة بالكامل
لا يوجد شبر من الارض ولا نافذة لمنزل الا وترصد بالكاميرات
لقد قصفوا الاطفال وهم يلعبون امام منزلهم
بل وحتى من النوافذ والبرندات
ان من يذهب لشراء ربطة خبز قد لا يرجع
لا كهرباء الا عدة ساعات كل عدة ايام في بعض المناطق المحظوظة
وطبعا لا مضخات تسحب الماء من الابار وتوصلها للمنازل
كم اصبحت ثمينة قطرة الماء نعيد تدويرها عدة مرات
لقد غذى الصمت العربي طائرات اليهود بل امدهم بالطلقات
ولو كنا قططا او كلابا نذبح ونمزق لثار الجميع
لا مظاهرة ولا احتجاج ولا راي عام يضغط على الحكومات لتفعل شيئا
لقد بخلتم علينا حتى بالدعاء
ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل
انتظر كل مرة الدقائق التى يغفى فيها اطفالي واسجد متضرعة لله
ان لم يكن بك علينا غضب لا نبالى
الهم نبث اليك المنا وحزننا
نعم لقد بخلتم علينا حتى بالدعاء
لقد الهاكم هم الدنيا فلم يعد همنا يعنيكم
لا نريد صدقات فالله اغنى واكرم
تدعو لنا في هذه الليالى المباركة
فلربما اشعث اغبر اذا اقسم على الله ابره
وان ينزل السكينة على قلوبنا
ويحفظنا وينزل رحمته علينا
ويشل اركان اعداء الله واعوانهم من المنافقين الذين يشمتون فينا ويباركون لليهود تنكيلهم لنا عليهم من الله ما يستحقوا
فهذا ما نحتاج اذا لم تقدروا على غيره
لقد انتهزت فرصة ان الكهرباء عادت لبضع ساعات قبل ان تقطع من جديد لاكتب هذه المناشدة بالدعاء لنا
فقد تكون اخر كلمات اكتبها في حياتي
اللهم اسالك طول العمر وحسن العمل وحسن الخاتمة
الروابط المفضلة