الأخوات الفضليات .. الأخوة الأفاضل..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أتوجه إليكم بالسؤال لأن لدى طفلين توأم عمرهما ثلاث سنوات أتمنى أن أراهما قادة للأمة وأئمة وعلماء مسلمين يحملون راية الدين، وأنا مقبلة على اختيار المدرسة التى تضمن لى تنشئة إسلامية لا تتعارض مع التنشئة الإسلامية فى المنزل. بل إن المسألة أكبر من ذلك، فوالدهما أبعد ما يكون عن الالتزام وقد انفصلت عنه لذلك السبب وأخشى عليهما منه فى المستقبل لأنه يأتى بكل الموبقات وقادر على التأثير عليهما وجذبهما إليه إن لم يتحصنا بالدين ويتمسكا بالدعوة والتأسى بالنبى صلى الله عليه وسلم. هو كذلك انسحب من حياتهما من زمان واختفى حتى انهما لا يكادون يتذكرونه، ولله الحمد.
بعد البحث الطويل، الخص لكم ما وجت في أربع نقاط:
1. وجدت مدرسة تعطى الأولوية للدين واللغة العربية لدرجة أن المواد العلمية تدرس باللغة العربية حتى الصف الأول الإعدادى، واللغة الإنجليزية تدرس كلغة فقط ولا تدرس أى لغة ثانية، ولكنها فى المقابل تهتم بالفروسية والسباحة والكاراتيه والبلاغة والشعر والدعوة. عيبها من وجهة نظرى هو إهمال اللغات الأجنبية التى أجدها من أهم أدوات الدعوة.
2. ووجدت مدرسة أزهرية لغات تدرس منهج وزارة التربية والتعليم الذى لا يتوقف عن الاعتماد على الحشو والتلقين. تدرس المواد العلمية باللغة الانجليزية، ويبدأ تدريس اللغة الفرنسية من الصف الرابع الابتدائي.. وفضلاً عن ذلك، فإنها تستقطع من الحصص المخصصة لذلك المنهج حصصاً تخصصها لتكثيف دراسة القرآن وتعليم منهج القرآن الخاص بالأزهر بحيث يحفظ الطفل 18 جزء فى المرحلة الابتدائية، ثم يختار بدءاً من المرحلة الإعدادية إما الاستمرار فى النظام الأزهرى أو الانتقال إلى النظام العام. الجو العام إسلامى واللغات التى تدرس هى الإنجليزية والفرنسية. عيبها من وجهة نظرى هو احتمال إصابة أولادى بالضجر من الدين بسبب هذا التكثيف، فقد تعاملت مع كثيرين من خريجى الأزهر هم أبعد ما يكون عن الدين بسبب الكبت الذى عانوه فى هذا النوع من الدراسة. ولكن اختلاف هذه المدرسة عن غيرها من المدارس الأزهرية هو انها لا تدرس العلوم الشرعية كالفقه والسيرة والشريعة إلخ الخ إلا ابتداء من المرحلة الإعدادية وبشكل اختياري.
3. ووجدت مدرسة أجنبية مختلطة تدرس اللغة الفرنسية كلغة أولى (وهى المدرسة التى تربيت فيها والفرنسية هى اللغة الأولى التى أتقنها) واللغة الإنجليزية كلغة ثانية ولكن الدين الذى يدرس فيها هو منهج الوزارة العادى. وفى هذه الحالة سيكون مصدر المستوى الذى أطلبه فى العلم الشرعى هو شيخ أو محفظة فى المنزل فى أيام العطلات وفى الصيف، هذا فضلاً عن البرنامج الصيفى الذى تقيمه المدرسة الأولى والتى أثبتت من خلال تجربة بعض صديقاتى نجاح فى ترغيب الطفل فى التعمق فى الدين. عيب هذه المدرسة من وجهة نظرى هو التعرض للفتن منذ الصغر كالاختلاط والبدع وسفور المعلمات، إلخ
4. والنوع الأخير من المدارس التي نصحني بها البعض هي مدارس الرهاب الفرنسية مثل الفرير أو الجيزويت ..الخ. تتميز هذه المدارس بالانضباط والظبط والربط، بالإضافة إلى رفع شعار "لكم دينكم ولي دين"، طبعا المستوى التعليمي من حيث التعليم واللغات فوق الممتاز.. ولكن الجو الإسلامي منعدم.. فسيصبح على الأولاد ان يمسكوا على الجمر منذ نعومة أظافرهم.
أنا متخبطة، ولا أدرى إلى أى نوع من المدارس أتوجه، هذا علماً بأن لخالتهم تجربة فى التدريس فى المدارس الاستثمارية التى تتخذ الدين واجهة لها من أجل التربح، وهذا هو ما عاشته فى كواليس تلك المدارس ورأت فيها ما جعلها تفر منها فرار السليم من الأجرب.
أريد أن أنشئ أولادى تنشئة إسلامية سليمة ترسخ أقدامهم فى الدين وتحببهم فيه وتجعل منهم قادة للأمة الإسلامية وتحفظهم من خطر أبيهم الذى سلبنا كل ما نملك لإشباع مطامعه التى لا تنتهى والتى يعتبر هذين الطفلين من ضمنها، وأخشى ما اخشاه ان يعاود الظهور فيما بعد، ويحاول التأثير عليهما، لذا أريد أن أبذل كل ما فى وسعى لتحصينهما منه أولاً ومن فتن هذا الزمان التى تحيط بنا من كل جانب ثانياً.
عذراً للإطالة، ولكن الأمر جد خطير.. فى انتظار ردكم على تلك الاستشارة وأرجو أن يكون ذلك فى أقرب فرصة..
جزاكم الله خيراً ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى..
الروابط المفضلة