فلسطين في وجدان التلميذ المغربي
- لماذا تبدأ المظاهرات الإحتجاجية ضد العدوان الصهيوني من المدارس دائما؟
- لماذا يكون التلميذ سباقا لإعلان الرغبة في التضامن مع الشعوب المضطهدة ؟(….لبنان/العراق/فلسطين)
- لماذا تغلق بعض المدارس و تتوقف الدراسة مع بداية كل أزمة؟
أسئلة كبيرة تصب في تساؤلات أكبر كبر قضايا الأمة
وقضايا التربية.في تعالقهما وتقاطعهما
- كيف نربي أبناءنا حتـى يكونوا مواطنين واعين بقضايا أوطانهم و أمتهم؟
حتى يرفضوا الظلم بشتى صوره و يناصرون الحق
ويكونون مواطنين صالحين يسعون إلى البناء لا التخريب؟
من هذا المنطلق نظمت لقاءات تربوية مع المدرسين لتأطيرهم
في أساليب التنشيط حيث تم التأكيد على أهمية وضرورة
توظيف الطرائق الفعالة في التربية و التعليم – لأنه لا جدال في أهمية الجانب الوجداني /العاطفي في التكوين المتكامل لشخصية المتعلم باعتباره
أهم و أخطر جوانب تكوين الشخصية لأن إهماله
أو استعماله استعمالا غير مضبوط
تتولد عنه أعطاب في تعلم و شخصية التلميذ
ــ موضوع مستقل قد أعود إليه ــ
و لأن التجربة بينت أن التلميذ يكون متفاعلا و إيجابيا
في النشاطات المدرسية الموازية أكثر من الدروس الرسمية
التي تسودها الرتابة و غياب الإبداع.
قامت التجربة على اختيار نشاطات تمنح التلميذ الشعور الإيجابي
بالإنتماء إلى مدرسته ووطنه وصولا
إلى المواطن الصالح في الوطن المنشود.
ظاهرة انتبهنا إليها خلال تنفيذ منهاج اللغة العربية في المستوى الأول الثانوي.
الذي بني بناء موضوعاتيا..
(الإنسان و القيم الإسلامية.. الإنسان و المكان.. الإنسان والحرية.)
فما الذي يتخذه التلاميذ محورا لانجازاتهم ؟
كنت عرضت على الأساتذة ضمن تقنيات التنشيط التربوي
العمل بتقنية العروض وإعداد الملفات.
نقل الأساتذة التجربة للتلاميذ ؛ فانهال عليهم سيل من الملفات
تضم صورا و قصاصات صحف و تقارير
ومختارات شعرية و قصصيةجعلتهم يعيدون النظر
في أساليب عملهم .
وفي محوري الإنسان والمكان ، و الإنسان و الحرية ، تأخذ القضية الفلسطينية
النصيب الأوفر من الاهتمام ،و كأن الإنسان الفلسطيني هو التجسيد
الحقيقي الوحيد للإنسان المحروم حق الحرية، و التجسيد الحقيقي
للإنسان الذي يسعى ويستحق الحرية.
*وفي نهاية دورة تكوينية حول التربية على حقوق الإنسان وفي مرحلة
تقييم الدورة ،و تقييم تقنيات التنشيط
التي تم تنفيذها، نظم الأساتذة معرضا لإنتاجات التلاميذ.
و كانت الملاحظة الأساس هي طغيان المواضيع و الرسوم المتعلقة بفلسطين .
و لأن موضوع الجلسة كان هدفه استثمار و قياس أثر إدماج هذه التربية،استدعينا عينة من التلاميذالذين ساهموا
في البداية في تزيين القاعة/تنظيم .و في تنظيم المعرض/ملفات/صور/رسوم كاريكاتورية /جرائد و كتب.
و مما أثار دهشة الأساتذة قدرة التلاميذ على الحوار و الدفاع عن أفكارهم .
و ما زلت اذكر تلميذا قدم مجموعة رسوم كاريكاتورية موضوعها فلسطين ...
سأله أستاذ: لماذا لم تعبر كتابة أو شعرا؟ ألا ترى أن الشعر أو القصة أقوى تعبيرعن المواقف .
فأجاب :الكاريكاتير أكثر بلاغة في التعبير عما أشعر به
ولا أجد كلمات لما يتزاحم داخلي .
و بعد هذه الدورة احتفظت بهذه الملفات التي تتناول القضايا التالية :
*الجذور التاريخية للقضية الفلسطينية
*العنف العنصري عند اليهود
*تعبئة الطفل الإسرائيلي ضد الفلسطينيين
*الأسباب الحقيقية للمحاولة الصهيونية الأمريكية لاغتصاب الحرم القدس
*خصال اليهود في القرآن الكريم
*ما هي مآسي العالم
*مسلسل بلا سلام
*الطفل الفلسطيني عدو إسرائيل رقم واحد
*مقارنة بين أيام السلم و الحرب
*التسامح
*يا عرب- يا مسلمين
*رسالة إلى العرب
*مختارات شعرية – من شعر المقاومة
*واجب المسلم تجاه القضيّة الفلسطينية
وفضلا عن هذه النشاطات المدرسية أو الموازية
يساهم التلاميذ في التظاهرات الثقافية التي تنظمها الجمعيات
وفي الأسابيع الثقافية التي تنظمها المؤسسات التعليمية
والتي يجعلون في مقدمة نشاطاتها العروض والمسرحيات
التي محورها القضية الفلسطينية.
وتجلت مؤخرا في جمع التبرعات لفائدة أهل غزة
بينت هذه التجربة بالملموس أن للتربية دورا مهما
في تطوير الشخصية وتشكيل الوعي وتبني قضايا الأمة
و الاِقتناع بضرورة الدفاع عنها.
الروابط المفضلة