بحث شامل عن مرض التصلب اللويحى ، بحث شامل عن مرض التصلب اللويحى
مرض التصلب اللويحي أو تصلّب الأنسجة المتعدّد ( Multiple Sclerosis)
هو مرض التهابي يأتي على شكل هجمات (relapsing and remitting) يؤثّر على النظام العصبي المركزي ويمكن أن يتسبّب بالعديد من الأعراض، من ضمنها تغيّر في الإحساس، مشاكل بصرية، ضعف عضلات، كآبة، صعوبات بالتنسيق والخطاب، إعياء حادّ، ضعف إدراكي، مشاكل بالتوازن، ارتفاع درجة الحرارة وألم. يسبب تصلّب الأنسجة المتعدّد أيضا ضعف في قابلية حركة وعجز في الحالات الأكثر حدة.
الدماغ:
هو مركز القيادة في الجسم. ففضلاً عن التفكير والشعور، يتلقى الدماغ المعلومات ويرسل الأوامر إلى مختلف أجزاء الجسم.
تنتقل أوامر الدماغ عبر الحبل النخاعي الشوكي. ومن النخاع الشوكي تنتقل إلى بقية أعضاء الجسم عبر الأعصاب المُحِيطِيَّة.
إن الدماغ والنخاع الشوكي يشكلان ما يدعى "الجهاز العصبي المركزي" أما بقية الأعصاب في الجسم فتدعى "الجهاز العصبي المُحيطي".
إن كل منطقة في الدماغ تسيطر على وظيفة محددة. فمثلاً، هناك منطقة في الدماغ مسؤولة عن الرؤية وأخرى عن المشاعر وأخرى عن اللمس، وهناك منطقة مسؤولة عن السمع وأخرى عن التفكير. يتألف الدماغ من خلايا مثل بقية أعضاء الجسم. تدعى خلايا الدماغ والأعصاب عَصبونات أو نورونات. ولكل عصبون جسم ومِحوار.
الخلايا العصبية، وهي خلايا الدماغ والحبل الشوكي التي تحمل المعلومات، وتخلق الفكر والإدراك، وتسمح للدماغ بالسيطرة على الجسم. يحيط ويحمي البعض من هذه الخلايا العصبية طبقة سميكة تساعد الخلايا العصبية على حمل الإشارات الكهربائية.
المحاوير:
هي ألياف طويلة شبيهة بالأسلاك الكهربائية. ومع أن العصبونات لا ترى بالعين المجردة، إلا أن المحاوير يمكن أن تمتد من الدماغ إلى اليد!
تتصل العصبونات فيما بينها عن طريق إرسال إشارات كهربائية عبر المحاوير. فمثلاً، إذا أحس عصب من أعصاب الإصبع بالحرارة فهو يرسل رسالة إلى الدماغ عبر المحاوير. وعند ذلك يرسل الدماغ أوامره إلى العضلات لسحب هذا الإصبع. وتقع العضلات الإرادية تحت السيطرة المباشرة للأعصاب التي تتلقى أوامرها من الدماغ.
في التَصَلّب المتعدد يصبح الميالين الذي يغلف العصبونات ملتهباً ومتورماً ومفككاً. بعد ذلك يَتلف مشكلاً ندبة على المحاوير. إن التصلب يعني تشكل هذه الندبة.
عندما يتلف الميالين يصبح التواصل بين العصبونات أقل فاعلية، وهذا ما يسبب أعراض التَصَلّب المتعدد. فمثلاً، إذا أصيب الميالين الذي يغلف عصبونات الرؤية بالتلف، فإن الرؤية تتضرر. وإذا أصيب الميالين في العصبونات العضلية بالتلف، تصبح العضلة ضعيفة.
في مرض التَصَلّب المتعدد تصاب مادة الميالين بدمار تدريجي لهذه الطبقة في كافة أنحاء الدماغ والحبل الشوكي
كما يمكن لمادة الميالين من ترميم نفسها أحياناً، وهذا ما يُفسر تحسن حالة معظم المرضى بعد هجمة التَصَلّبالمتعدد. ولكن الميالين يمكن أن يلتهب مجدداً في أوقات أخرى وأماكن أخرى.
قد يأخذ تصلّب الأنسجة المتعدّد عدّة أشكال مختلفة، وبأعراض جديدة قد تحدث إما في الهجمات المنفصلة أو المتجمّعة ببطئ بمرور الوقت. وقد تزول الأعراض بين الهجمات بالكامل، لكن المشاكل العصبية تستمرّ في أغلب الأحيان، خصوصا إذا كانت المرض في مراحله المتقدمة. لا يوجد حاليا علاج تام لتصلّب الأنسجة المتعدّد ولكن توجد عدّة علاجات متوفرة قد تبطئ ظهور الأعراض الجديدة.
يؤثّر تصلّب الأنسجة المتعدّد بشكل مبدئي على البالغين، نموذجيا بعمر بداية بين 20 و40 سنة، وأكثر شيوعاً لدى النساء منه لدى الرجال.
اعراضه :
الخدر (انعدام الاحساس والشعور) او الضعف في الاطراف، كلها او جزء منها، وعادة ما يظهر هذا الضعف او الشلل في جهة واحدة من الجسم، او في القسم السفلي منه.
فقدان، جزئي او كلي، للنظر، في كل واحدة من العينين على انفراد، بشكل عام (لا تكون المشكلة في كلتي العينين معا في الوقت نفسه)، واحيانا تكون مصحوبة باوجاع في العين لدى تحريكها (التهاب العصب البصري - optic neuritis).
رؤية مزدوجة او ضبابية.
اوجاع وحكة في اجزاء مختلفة من الجسم.
الاحساس بما يشبه ضربة كهربائية لدى تحريك الراس حركات معينة.
رعاش، فقدان التنسيق بين اعضاء الجسم او فقدان التوازن اثناء المشي.
تعب.
دوخة.
تظهر الاعراض عند معظم المصابين بمرض التصلب المتعدد ، وخصوصا في مراحله الاولى، ومن ثم تختفي بشكل كلي او جزئي. وفي كثير من الاحيان تظهر اعراض التصلب اللويحي او تزداد حدتها عند ارتفاع درجة حرارة الجسم
اسبابه:
لا يعرف العلماء ما الذي يؤدي إلى تلف الميالين في التَصَلّب المتعدد
يعتقد بعض العلماء أن خلايا الجهاز المناعي تهاجم الميالين في الجهاز العصبي المركزي. إن الجهاز المناعي يهاجم عادةً الجراثيم والأجسام الغريبة فقط.
ربما تهاجم خلايا الجهاز المناعي الميالين في داء التَصَلّب المتعدد لأنها تتعامل معه على أنه مادة غريبة ضارة. يدعى هذا النوع من الأمراض "أمراض المناعة الذاتية".
يعتقد بعض الباحثين أن الجهاز المناعي يبدأ بمهاجمة الميالين في الجهاز العصبي المركزي، كما لو أن الميالين بالنسبة إلى الجهاز المناعي فيروس، وذلك بعد تعرض الجسم إلى أنواع معينة من العدوى بالفيروسات.
لقد سُجلـت حتى الآن عدة ملايين من حالات التصلب المتعدد، في كـل دول العالم تقريباً، لكــن لوحظ شيوع المرض في شرائح معينة من الناس تبعاً للعمر والجنس والجغرافيا والطعام الذي يتناولونه.
العمر:
يتركز المرض في الفئات العمرية ما بين 20 و45 سنة، إلا أن بعض أشكال المـرض تكون أكثر شيوعاً في كبار السن.
- الجغرافيا:
لوحـظ أن نسب الإصابة بالمرض تزداد طردياً كلما ابتعدنا عن خط الاستواء. فمثلاً في الدول التي تقع بين خطي عرض 50 و65 شمال خط الاستواء، تصل نسبة المرضى إلى 60-100 لكل 100000 فـرد من السـكان، وتسـتمــر هذه النسبـة في الانخفاض كلما اتجـهنا جنوباً وصولاً إلى الدول الاستوائية التي يندر فيها المرض ، مما أدى الى التفكير بدور نقص فيتامين د في زيادة العرضة للاصابة بهذا المرض
الجنس:
احتمال اصابة النساء بمرض التصلب اللويحي هو ضعف احتماله لدى الرجال.
عوامل وراثية:
احتمال الاصابة بمرض التصلب اللويحي يزداد عند وجود افراد من العائلة مصابين، او اصيبوا، بمرض التصلب اللويحي . على سبيل المثال، احتمال الاصابة بمرض التصلب اللويحي عند شخص يعاني (او عانى) احد والديه او اخوته من المرض هو 1% - 3%، مقابل 1% فقط عند الاشخاص الاخرين.
ومع ذلك، اثبتت التجارب بين التوائم المتماثلة ان الوراثة ليست العامل الوحيد للاصابة بمرض التصلباللويحي . فلو كان مرض التصلب المتعدد يتعلق بالعوامل الوراثية وحدها فقط، لكان احتمال الاصابة لدى التوائم المتماثلة متساويا. لكن الوضع ليس كذلك، اذ ان احتمال الاصابة لدى توامين متماثلين هو 30% فقط اذا كان شقيقه التوام مصابا بالتصلب المتعدد.
تلوثات:
من المعروف ان كثيرا من الفيروسات لها علاقة بمرض التصلب اللويحي . الموضوع الاكثر اثارة، في الاونة الاخيرة، هو العلاقة بين مرض التصلب اللويحي (ms) وبين فيروس ابشتاين – بار (EB - epstein barr) - وهو الفيروس المسبب لمرض كثرة الوحيدات العدوائية (Infectious mononucleosis) (والمعروف ايضا باسم: داء التقبيل - Kissing Disease). وحتى الان، ليس معروفا كيف ينشا الفيروس ويتطور في الحالات الصعبة من مرض التصلب اللويحي .
امراض اخرى:
ثمة اشخاص اكثر عرضة (اكثر بقليل) للاصابة بمرض التصلب المتعدد، اذا كانوا مصابين باحد امراض المناعة الذاتية التالية:
الامراض التي يختل فيها عمل الغدة الدرقية
السكري من النمط الاول
التهاب الامعاء.
في بعض الحالات، يمكن ان تتطور لدى مرضى التصلب اللويحي امراض اخرى مثل:
قساوة / تيبس (Hardness) العضلات او تشنج العضلات (Myospasm)
شلل، وخاصة في الساقين
مشاكل في كيس المثانة، في الامعاء، او في الاداء الجنسي
مشاكل عقلية، مثل النسيان او صعوبة التركيز او الاكتئاب
مرض الصرع (Epilepsy).
تشخيص التصلب اللويحي:
لا توجد فحوصات محددة لتشخيص التصلب اللويحي . وفي نهاية المطاف، يعتمد التشخيص على نفي وجود امراض اخرى قد تسبب الاعراض نفسها. بامكان الطبيب تشخيص مرض التصلب اللويحي بناء على نتائج الفحوصات التالية:
فحوصات الدم:
فحوصات الدم يمكنها ان تساعد في نفي وجود امراض تلوثية او التهابات اخرى، تسبب هي ايضا نفس اعراض التصلب اللويحي.
البزل القـطـني (lumbar puncture):
في هذا الفحص يقوم الطبيب او الممرضة باستخراج عينة صغيرة من السائل النخاعي (Cerebrospinalfluid) الموجود في القناة النخاعية (او: النفق السيـسائي - Spinal canal) في العامود الفقري وفحصها مخبريا. نتائج هذا الفحص يمكن ان تدل على خلل او مشكلة معينة لها صلة بمرض التصلباللويحي، مثل مستويات غير طبيعية من كريات الدم بيضاء او البروتينات. هذه العملية يمكنها ان تساعد، ايضا، في نفي وجود امراض فيروسية وامراض اخرى قد تسبب اعراضا عصبية مماثلة لاعراض التصلب اللويحي .
فحص التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI - Magnetic Resonance Imaging):
في هذا الفحص يتم استخدام حقل مغناطيسي عالي الشحن، لتشيكل صورة مفصلة للاعضاء الداخلية. فحص MRI يمكنه الكشف عن اضرار في الدماغ والعامود الفقري تدل على فقدان الميالين، بسبب التصلباللويحي . ومع ذلك، فان فقدان الميالين قد يحدث جراء امراض اخرى، كالذئبة (Lupus) او مرض لايم (Lyme Disease) (ويسمى ايضا: داء البورليات - Borreliosis). اي ان وجود هذه الاضرار لا يعني ان المريض مصاب بالضرورة بمرض التصلب اللويحي.
خلال فحص MRI يستلقي الشخص على طاولة قابلة للتحريك ويتم ادخالها الى جهاز يشبه انبوبا طويلا يصدر اصوات طرق، خلال اجراء الفحص. معظم فحوصات MRI تستغرق وقتا لا يقل عن ساعة واحدة. الفحص ليس مؤلما، لكن بعض الناس ينتابهم رهاب الاماكن المغلقة (Claustrophobia) عندما يكونون داخل الجهاز. ولذلك، قد يحرص الطبيب على ان يجرى الفحص، عند الحاجة، تحت التخدير.
وفي بعض الاحيان، يتم حقن مواد ملونة في الوريد، يمكن بواسطتها الكشف، بسهولة اكبر، عن اضرار "فعالة". هذه العملية تساعد الاطباء في تحديد ما اذا كان المرض في مرحلة فعالة، حتى لو لم يكن يشعر المريض باعراض المرض. التقنيات الاكثر تطورا لفحص MRI يمكنها تزويد صورة تفصيلية اكثر عن درجة اصابة الليف العصبي, او حتى عن التلف التام للميالين، او استصلاحه.
فحص التدفـعات العصبية (Neuralimpulses): في هذا الفحص يتم قياس الاشارات الكهربائية التي يرسلها الدماغ كرد فعل على المنبهات. في هذا الفحص يتم استخدام منبهات بصرية او منبهات كهربائية، لليدين او الرجلين.
فحص التدفـعات العصبية (Neuralimpulses):
في هذا الفحص يتم قياس الاشارات الكهربائية التي يرسلها الدماغ كرد فعل على المنبهات. في هذا الفحص يتم استخدام منبهات بصرية او منبهات كهربائية، لليدين او الرجلين.
الادوية المتداولة والمعروفة لمعالجة هذا المرض تشمل:
لا علاج شاف للمرض. علاج التصلب اللويحي يتركز، اجمالا، في مقاومة (معالجة) رد الفعل المناعي الذاتي والسيطرة على الاعراض. هذه الاعراض تكون، لدى بعض المرضى، خفيفة وبسيطة جدا الى درجة انه لا حاجة لاي علاج لها، قطعيا.
وهذه بعض الادويه المتوفرة التي قد تبطئ ظهور الأعراض و تخفف من وطأة الهجمات (النوبات):
كورتيكوستيرويد (corticosteroid)، وهو العلاج الاكثر انتشارا لمرض التصلب المتعدد، اذ يحاصر ويقلص الالتهاب الذي يشتد، عادة، عند النوبات
انترفيرون (enterperone)
غلاتيرمر (Glatiramer)
ناتاليزوماب (natalezomab)
ميتوكسينوترون (metoxenotrone)
العلاجات:
في العلاج بالتدليك (العلاج الطبيعي – فيزيوترابيا) او العلاج بالتشغيل يتم تعليم المريض وتدريبه على تمارين للشد والتقوية، كما يتم توجيه المريض حول كيفية استخدام اجهزة يمكنها تسهيل الحياة اليومية.
تنقية فصادة البلازما (Plasmapheresis):
هي تقنية مشابهة بعض الشيء لغسيل الكلى، لانها تقوم بفصل كريات الدم عن البلازما (التي هي الجزء السائل من الدم) بشكل الي. يتم استخدام فصادة البلازما في حالات الاعراض الشديدة لمرض التصلب اللويحي ، خصوصا عند الاشخاص الذين لا يبدون تجاوبا ولا يطرا لديهم تحسن عند حقنهم بالستيروئيدات في الوريد.
يمكن أن تكون المعالجة الفيزيائية والمهنية مفيدة في تخفيف الضعف الذي يبقى لدى المريض بعد النوبة.
يمكن أن ترافق التَصَلّب المتعدد نوبات من الاكتئاب وإذا حدث هذا، يمكن معالجتها بمضادات الاكتئاب والأدوية التي تخفف التوتر النفسي.
إن التقيد بعادات صحية في الحياة يساعد المريض على التغلب على التعب والتوتر النفسي الذي يسببه التَصَلّب المتعدد ومن هذه العادات الصحية:
الراحة الكافية
التمارين الرياضية المنتظمة
تناول أغذية صحية متوازنة غنية بالألياف
الاسترخاء والحد من التوتر في الحياة
تناول الاطعمه المقويه للمناعه ومنها :
العسل الاصلي وحبة البركة.
التصلب اللويحي وصيام رمضان:
لا توجد توصيات قاطعة وحاسمة بخصوص الصوم لدى مرضى التصلب المتعدد، ولكن في جميع الاحوال, لا يجوز التوقف عن تناول الادويه ويجب التوقف عن الصوم اذا احس المريض بالضعف او بسوء الحالة عامة.
الخلاصه:
إن التَصَلّب المتعدد مرضٌ يصيب الدماغ والنُخاع الشوكي. يمكن أن يكون التَصَلّب المتعدد منهكاً للمريض، ولكن معظم مرضى التَصَلّب المتعدد قادرون على عيش حياة طبيعية فعالة وعلى ممارسة هواياتهم.
إذا ظهرت لدى الإنسان أعراض التَصَلّب المتعدد، مثل الخدر أو التنميل في أي جزء من جسمه فعليه أن يراجع الطبيب. ومن الأعراض الأخرى للتصلب المتعدد ازدواجية الرؤية والعمى والارتعاش العضلي والتعب والدُوار.
يمكن السيطرة على مرض التَصَلّب المتعدد بواسطة الأدوية.
إن التقيد بعادات صحية في الحياة والحرص على الصلة مع الأصدقاء والعائلة أمور مهمة في التغلب على التَصَلّب المتعدد وفي التخفيف من ما قد يسببه للمريض من إرهاق وتوتر نفسي.
ويبقى لدينا الامل والثقه بالله والرضا بالقضاء والقدر من اكبر الاشياء التي تساعدناعلى العيش والتعايش مع هذا المرض والسيطره عليه ولو لوقت مؤقت .
ياايها الذين امنو لاتقنطو من رحمة الله )
الروابط المفضلة