صباحكم / مساءكم ،‘ رحمَة من ربكم ( )


ودعنَا المدرسة .. تركنَا تلكَ المقاعد .. وتخلينا عن " المريول "..

دموع حزن تختلطها بسماتُ فرحْ..

أحضان .. ونظرات اشتياق .. وركضٌ الأرواحِ بالممرات تودّعها ..
لكن خطاها " حثيثَة " ..

المرور في الفصول التي دُرس فيها .. هُنا جلست .. وهُنا كنت أختبر ..
هذه السبُورَة التي ياما تسابقنا للإجابَة والكتابَة عليها ..
وهذه الجدران .. ضمت أيامنَا ..
جدران .. ضمت صديقاتي .. ضمتني .. وضمت معلماتي ..
ضمت أحزاننا .. أفراحنا .. ذكرياتنا .. إنجازاتنا .. حتى الزعل ..
تلكَ الإدارَة .. بداخلها المديرَة .. يا كثرَ ما هربنا خوفاً من أن ترانا بالممرات ..
وتلكَ المرشدَة .. التي كانت الواسطَة بيننا وبين المعلمات والأهل ..
وهُنا كنت أقف .. لألقي كلمات في الإذاعة الصباحيَة ..
وأستمع للتوجيهات اليوميّة من الإدارَة ..
وهذا المصلى الحبيب ( )
الذي احتضن خيرَة الفتيات .. وأفضل المعلمات ..
وأسمى الأفكار وأرقى الأنشطة ..

هل سنترك كل هذا ؟!
ونستبدل كلمَة " أبلة / معلمة " بكلمَة " دكتورة / أستاذة " ؟!
هل سنترك مريولنا ونستبدله بما نشاء ؟!
هل سننسى عبارَة " نسيت .. تعبت .. غبت .. أأجل اختباري " !
مجلس الأمهات .. الأنشطَة .. المسابقات .. الإذاعَة الصباحية ؟؟

الآن ..
انتهت تلكَ المسرحيّة .. انتهت تلك القصة .. يُقال : أقفل السّتار !
لكن .. هل بالفعل أقفل الستار ؟
هل المدرسَة تُعتبر كَطريق للعبور إلى العالم الجامعي فقط لا غير ؟
أم هيَ وسيلَة لكسب المزيد من المعارف والعلوم والخبرات والتجارب والصديقات ؟
هل سننسى كلّ ما تعلمناه بمجرد حضورنا لأول محاضرَة تخص تخصصنا الذي نريد ؟
هل سنجبر على الحضور بالوقت والمغادرَة بالوقت المناسب فلا جرسَ هُناك يدلّنا على البدء والانتهاء ؟

هل ستسحق كل تلك المعلومات والمهارات النصائح التي اكتسبت ؟
هل ستنسى كل تلك الرفقة الطيبة التي أسعدت أيامنا؟
هل سننسى طريق الدعوة التي بدأناه في مصلانا الحبيب ؟


:

المدرسَة .. الكلّ يعلمُ أهدافها ..
ولمَ قسمت على 3 مراحل في الغالب أو مرحلتين في بعض الدول ..
الإجابَة / لِتوافقْ أغلب مراحِل الشخص ..
الابتدائية : الطفولَة
المتوسطة : المراهقة
الثانوي : النضج
ثم الجامعَة وما تلاها لتحدد مسار باقي المشوار


كم من معلومات اكتسبناها أثناء مشوارنا الدراسي ؟
وكم من مواد دُرّست لأبنائنا وبناتنا؟

كم بذل الأهل ووفروا وسعوا جاهدين لتلبية جميع المتطلبات .. ؟

وكم من المعلومات خُلدت في الذاكرة ؟

وهل تطور التفكير ورقى العقل خلال تلك السنوات ؟

هل هناك فرق ملحوظ في الأسلوب ؟
الأهداف ؟
الطموح ؟

أم أن طالبَة الابتدائي .. بعقلها وتفكيرها ..
استلمت شهاداتها لتصل إلى تلك الطالبة في الصف الثالث الثانوي بنفس العقل والتفكير وطريقة الحديث ؟






~ أولاً / دور الأهل والأسرَة ~

على الأسرَة تُصب أغلب المسؤوليَة .. فغرس حب العلم والتعلم في قلوب الأطفال منذ
نعومَة أظفارهم شيء واجب ومطلب مهم ..

وهُنا بإذن الله سيتم تخصيص وذكر بعض الأفكار والأسباب التي بإذن الله ستساعد في
تنميَة مهارات الأبناء وغرس حب العلم في نفوسهم


~ ما قبل سن المدرسة ~
قد يُجبر بعض الأبناء على دخول التمهيدي / الروضَة وإجبارهم على تعلم ما بها وتخصيص
المناهج البسيطَة جداً التي تعطى لهم كبدايَة لتعليمهم ومشوارهم الدراسي ..
وهذا خطأ بل هو كل الخطأ فالطفل في هذه المرحلَة يتميز بعدة مميزات :
- تسهل السيطرَة عليه .
- سهل التعلم فكما يُقال : العلم بالصغر كالنقش على الحجر .
- سريع الحفظ فعقله كما يُقال ( نظيف ) وذهنه صافٍ .
- يكون لديه الشغف وحب الإطلاع على كل جديد والعلم والتعلم ينمي ويوجه هذا الأمر .

وبسبب تلك الأسباب يجب الاهتمام بالأطفال في هذا السن ..
ويجب الانتباه أنّ المناهج التي تُدرس لا تعكس أبداً العقلية التي يستوعبها الطفل
فالمناهج تعتبر بسيطَة جداً وبديهيّة بل وتقتل الإبداع في الطفل .. وتظلم عقله ..

كيف يمكنكِ توفير البديل المناسب لطفلك ؟
بدايَة .. اعرفِي مهارات وقدرات طفلك ..
ابدئي معه أنتِ بتعليمه الأرقام والحروف .. وذلك بأن تجلسيه بجوارك ثم وبورقة وقلم تعلميه
مثلاً رقمين .. ( تكتبي له الرقم وتذكري له اسمه وتطلبي منه الإعادة )
وبكل يوم اسأليه عن الرقمين السابقين وإن حفظهما فعلميه شيئاً جديداً .. : )
وكذلك الحال بالنسبة للحروف لكنها تختلف بأن تذكري له كلمَة مناسبَة ..
يعني مثلاً :
أ > ألف > أرنب
وهكذا .. ويمكن الاستعانة بالكتيبات المساعدَة التي تربط له الحرف بالصورة المناسبة .. : )

وبعد أن تعلم الحروف ابدئي معه بالقصص القصيرة المصورة التعليمية .. وتجدينها كثيراً
بالمكتبات الكبرى وغالباً تسمى بسلسلة " تعليم الأطفال "
وتتميز بكبر الخط .. ووضع الحركات على الأحرف

ولا تنسي أن ابنك لو تعلم القرآن قرآءة وحفظاً ولو جزءاً بسيطَاً فإنه سيجري لسانه عن تجربَة
واني أعرف امرأة مصرية بارك الله فيها كان ابنها قد تجاوز الأربع سنوات ولم يتكلم إلا بكلام
غير مفهوم فبدأت تعلمه القرآن وتحفظه إياه ليلاً نهاراً وقد واجهت صعوبة لكن الحمد لله أتم حفظ
القرآن الكريم قبل الصف الأول الابتدائي حفظاً وتجويداً وأجري لسانه بما ينفعه ..

وكذلك علميه بعض العمليات الرياضية البسيطة ( الجمع ، الطرح ، الضرب ، القسمة )
وقد تكون ( الضرب ، القسمة ) أصعب بقليل لكن ان وجدت له استجابَة ورغبَة بالتعلم فعلميه ..
وابتكري له أساليب جديدة بالتعليم وتجذبه يعني مثلا ً:
الجمع : أحضري له مجموعَة من ألعابه وضعي منها لعبتين ..
ثم اطلبي منه عدها فسجيب بأنها 2
ثم قولي : نجمع لها 3 .. كم تصيير ؟
واطلبي منه العد ..
وبهذه الطريقة سوف يرتبط التعليم بالصورة والتجربة ..

واستمري بتعليمه بالمنزل سواءً أأدخلتيه التمهيدي / الروضَة أم لا .. !

~ مرحلة الدراسة ~

أغلب الآباء يرمون بثقل التعليم على عاتق المدرسة والمدرسين ..
فقد تُوأد وتقتل مهارة الطفل .. فيُجب على تعلم ما يتعلمه كل الأطفال في سنه .. وقد يكون
لهذا الطفل مجال يتميز فيه - سواءً أأكتشفه أهله أم لا - فإنه يجب هنا متابعَة دروس الابن بشكل
مستمر ومتتابع لأن المدرسة قد تغفل لكثرة عدد الطلاب إلا أن اللوم سيصب على الأهل ..
فجيب على الأم بالذات ( أو احدى الأخوات ) أن تراجع يومياً دروس الابن ..
كيف قام بحل الدروس بالحصة ؟
هل يستطيع تطبيق ما تعلمه بحله للواجب ؟
تختبره اختبارات بسيطَة لتعرف مستواه ..
وبهذه الطريقة تستطيع الأم أو الأهل بشكل عام اكتشاف مهارات ابنهم أين تكمن ..
هل يستطيع استيعاب دروس الرياضيات بشكل كبير ؟
أم يعاني مثلاً من مشاكل في حفظه لجدول الضرب ؟
وهكذا ..
ويجب أن تستمر هذه المتابعة إلى نهاية المرحلة الابتدائية ..
مع التطوير المستمر ..

أما بالنسبة للمرحلة المتوسطة فأرى هنا أن الابن يحتاج لزرع الثقة بنفسه والاعتماد على ذاته في الحل
والإجابة والبحث عن المعلومات المفقودة وتطوير نفسه بتوجيه من الأهل بشكل دائم
لأنه في هذا السن يميل للعب والخروج مع الأصدقاء والترفيه بشكل كبير .. فيجب توفير ما يريد
لكن بشروط ..

فمثلاً : اقرأ جزء من الكتاب ثم سأدعك تذهب للعب في النادي ..
وهكذا ..

أما في المرحلة الثانوية
وهنا إن رأيتم من ابنكم / ابنتكم أنها محلاً للثقة وأهلاً لها فلا يجب أن تلاحقوها وأن تجبروها ..
أم إن رأيتم أن مرحلَة المراهقة قد امتدت هنا فاحرصوا عليهم أيما حرص سواءً في الخروج والدخول
والأصدقاء بالنسبة للذكور ..
واللباس والتعليم والصديقات أيضاً بالنسبة للإناث ~

:

~ ثانياً / دور المدرسة ~


دور المدرسة ممتد في كافة المراحل الدراسية .. سواءً قبل دخول المدرسة .. أو أثناء الدراسة ..
ويكون دور المعلمة بشكل خاص أن تحرص على اكتشاف مهارات الطالب وتنميتها ..
وإلحاق الطالب المتميز بالمسابقات والأنشطة التي تناسبه وتناسب مهاراته ..


،‘

ويأتي هنا الجزء المهم في الموضوع ..
والسؤال الأهم ..

لم ينسى الطلاب أغلب المهارات التي تعلموها ولقّنوها خلال فترة التعليم ؟
هل توقفت طموح الطلاب والطالبات إلى هذا القدر ؟
أخذ الشهادة ذات الدرجات المرتفعَة ثم تنسى كل تلك المعلومات ؟

هل أصبحت المدرسة وسيلَة فقط لدخول الجامعَة وأخذ الشهادة التي يفخر بها الأهل
ثم تصبح بلا معنى ؟

أو بلا قيمة ؟


وأين دور الأهل في الحفاظ على كم المعلومات التي اكتسبها أبناؤهم ؟

لمَ لا يحرصون على مراجعة أبنائهم لبعض المواد المهمة أثناء فترة الإجازة الصيفية ؟

قد يعتبر البعض ذلك شيء صعب أو مستحيل !
لكنه شيء مهم ..
وما المانع من أن تبذل الأم بعض الوقت لتلخيص بعض المواد الأساسية والمهمة والتي تترتب عليها
السنوات القادمة مثل الرياضيات / العلوم أو الفيزياء / الكيمياء / الرياضيات / ...
ثم تقوم بإعداد أسئلة عليها وتعطها لابنها كواجب يومي بالمنزل يؤديه
ثم تقوم بتصحيح الورقة له ؟ كاختبار بسيط تقيم من خلاله فهمه وإدراكه وحفظه ؟

وهنا بالطبع تكمن أهمية التعليم لأولياء الأمور ..
وإن لم يتيسر للوالدة أن تكون ذات خبرة وعلم فكتب أبنائها لديها
ما المانع من أن تأخذ بعض الكتب وتقرأها وتحاول فهم ما بها ؟؟



،‘




( ) الحوار ( )
س / من وجهة نظرك لم تُنسى كل تلك المناهج والمعلومات التي دُرست وحفظت خلال السنة الدراسية ؟
س / تمزيق الكتب وإتلافها في نهاية السنة .. على ماذا يدل ؟

س / على من يصب اللوم عند نسيان المعلومات أو تمزيق الكتب .. على المنزل / المدرسة ؟

س / ما هو الدور الذي يجب أن تتبناه الأسرة لتنشئ طفلاً محبا ًللعلم مثقف ؟

س / ما هو الدور الذي يجب أن تحتله المدرسة لتنمية مهارات الطلاب ولتخرج جيلاً على أبواب الجامعات واثقاً
من نفسه عالماً لمصلحة نفسه يسهل عليه اختيار تخصصه ؟

س / كلمَة أخيرة ومساحَة حرة ..

،‘



أختكم في اللهْ
الدّرَرْ..~

وشكر للحبيبة جوري للتصميم ()

بارك الله فيك يا غاليه ... لي عوده مره ثانيه

.،

بِيبي .. ( )

أنتظِر إطلالتكْ مرّة أخرَى ..
حفظكِ الله .. ~

ماشاء الله الدرر راااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائع جدا
كلما نويت التعليق بشئ اجدك ذكرتيه
مميز جدااااااااااااااااااا
بارك الله فيك

ما شاء الله ، لا قوة الا باللـه
آســــلوبـ رائع وراقــى جـــداً .,
وتنسيق جميل جداً
الموضوع محتاج قرأه فى جو هادى ..
انتظرينى
فلى عوده باذنـ الله

دمتِ بكل الود

و

الخـــير