تعامله صلى الله عليه وسلم مع زوجاته :
إن الناظر إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
يجد أن رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم
كان يقدر المرأة (الزوجة) ويوليها عناية فائقة... ومحبة لائقة.
ولقد ضرب أمثلة رائعة من خلال حياته اليومية.. فتجده أول من يواسيها..
يكفكف دموعها... يقدر مشاعرها...
لا يهزأ بكلماتها... يسمع شكواها... ويخفف أحزانها...
من الامثله :
• الشرب والأكل في موضع واحد:
لحديث عائشة: كنت أشرب فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه
على موضع فيّ, و أتعرق العرق فيضع فاه على موضع فيّ. رواه مسلم
• الاتكاء على الزوجة:
لقول عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكئ في حجري وأنا حائض.
رواه مسلم
• التنزه مع الزوجة ليلاً:
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث.
رواه البخاري
• مساعدتها في أعباء المنزل:
سئلت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟
قالت: كان في مهنة أهله.
رواه البخاري
• يهدي لأحبتها:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح شاة يقول:
أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة.
رواه مسلم.
• يمتدحها:
لقوله: إن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام.
رواه مسلم
• يسرّ إذا اجتمعت بصويحباتها:
قالت عائشة:كانت تأتيني صواحبي فكن ينقمعن (يتغيبن) من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكان يُسربهن إلي (يرسلهن إلي ).
رواه مسلم
• يعلن حبها:
قوله صلى الله عليه وسلم عن خديجة: "أني رزقت حُبها ".
رواه مسلم
• لا يضربها:
قالت عائشة رضي الله عنها: "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة له قط"
. رواه النسائي
• يواسيها عند بكائها:
كانت صفية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر, وكان ذلك يومها,
فأبطأت في المسير, فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تبكي,
وتقول حملتني على بعير بطيء, فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها, ويسكتها..
رواه النسائي
::
:
ومع أبنآءه :
الأولاد زينة الحياة الدنيا، سواء كانوا بنين أو بنات، وقد رزق النبي [ بثلاث بنين، وأربع بنات، وهم على التوالي:
القاسم، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وعبد الله، وإبراهيم، وولدوا كلهم من زوجته خديجة، إلا إبراهيم فأمه مارية القبطية، التي أهداها إليه المقوقس ملك مصر، وكانت بيضاء جعدة جميلة، فتسرى بها، -تزوجها-،
وقد مات أولاده قبله، إلا فاطمة ماتت بعده بستة أشهر، وكانت قد أنجبت من زوجها علي أحفادا للنبي هم:
الحسن والحسين رضي الله عن الجميع .
وقد تجلى تعامله [ مع أولاده وأحفاده بالعديد من المظاهر الإنسانية الكريمة الرحيمة، ومن ذلك ما يلي:
1- فرحه بولادتهم وحبه لهم ورحمته لهم وممازحته إياهم:
كان النبي [ يحب أولاد المسلمين عامة وأولاده وأحفاده خاصة، ويفرح لولادتهم، وإذا ولد له مولود أذن في أذنه اليمنى، وأقام في أذنه اليسرى،
ليكون أول ما يطرق سمعه في الدنيا تمجيد الله وتعظيمه، ويحنكه بشيء حلو كالتمر، ويسميه باسم حلو جميل، ويذبح عنه عقيقة، ويختن الصبي، ويحلق رأسه ويتصدق بوزنه فضة، وكانت هي النقد يومئذ .
وكان أرحم الناس بالصغار، يمسح رؤوسهم، ويقبلهم، ويداعبهم، ويطيب خواطرهم، ويحملهم بين يديه وينفق عليهم، ويسوي بينهم في العطية،
وكان يقبل ابنه إبراهيم ويشمه وحمل حفيدته أمامة بنت زينب وهو يصلي، رحمة بها وكفا لبكائها ، وحينما عجب الأقرع بن حابس من تقبيله لحفيده الحسن بن علي،
وأن له عشرة من الأولاد ما قبل واحدا منهم، أجابه قائلاً: من لايرحم لا يرحم ،
وروي عنه أنه كان يمازح الحسن أو الحسين، ويأخذ بكفيه ويجعله يرقى بقدميه على صدره، ثم يقبله.
وكان يخاف على أولاده وأحفاده، ويرقيهم بالمعوذات، ويقول للحسن والحسين: >أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة.
2- تعليمه لهم واهتمامه بتربيتهم وتنشئتهم على مكارم الأخلاق ومعالي الأمور:
كان النبي [ حريصا على تعليم أولاده وأحفاده وتربيتهم وإرشادهم إلى مكارم الأخلاق ومعالي الأمور،
وقد روى عنه أنه قال: >أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم< .
وروي عنه أنه صافح وبايع أطفالا صغاراً من أقربائه، منهم الحسن والحسين.
وليست هذه بيعة تكليف ، وإنما يراد بها تعويد الأولاد على تحمل المسؤولية، والتأسي بالكبار·
وحينما أراد حفيده الحسن وهو صغير، أن يأكل تمرة من الصدقة، نهاه عن ذلك،
تنشئة له على معالي الأمور ومكارمها·
3- تدريبهم على أنواع النشاطات البدنية والرياضية:
اهتم النبي [ القدوة بتدريب أولاده وأقربائه على أنواع من النشاطات البدنية، لتقوى أجسامهم، وتصلب أعوادهم،
ويذهب عنهم الخمول والكسل، ويتعودون على النشاط والعمل الجماعي، فكان يُركب الحسن والحسين على ظهره،
ويقول: >نعم الجمل جملكما، ونعم العدلان أنتما ، وكان يقول: من كان له صبي فليتصاب له<.
وكان يصف عبدالله، وعبيد الله، وكثيراً بني عمه العباسي،
ثم يقول: من سبق إلى فله كذا وكذا، فيتسابقون فيقع بعضهم على صدره وبعضهم على ظهره، فيلتزمهم ويقبلهم ،
وفي هذا ونحوه ما لا يخفى من التعويد على العمل الجماعي، فضلا عما فيه من إضفاء جو الحماس والفرح والمنافسة الشريفة بين الأولاد·
الروابط المفضلة