:
أعتذر والله مررة نسيت الهرجة
[ خيال الابداع ] أيوا دافعي عنّي
وهذي التكملة لعيون نانا والبااااقيااات :
أقول سمية يا ليت انك تضيفي في العنوان ان التكملة نزلت وتضيفي كل
الأجزاء الثالثة في الموضوع الرئيسي بدل اللخبطة دي ..
وبكل براءة نمت في حضن أمي وبجانبي لينة ..
وبعد مدة قصيرة استيقظت على أصوات غريبة .. أسمع أصوات رجالٍ يقولون : هل من أحد بالداخل ؟ هل يوجد أحدٌ هنا؟
فصرخت : ساعدوني أنا أختنق .. كح .. كح .
ولكنّ رائحة الدخان كانت قوية فسقطت على الأرض وفقدت وعيي .
أسرع رجال الإطفاء نحوي وألبسوني كماماتً، ووضعوني في النقالة وأسرعوا يحاولون إخراجي من بين اللهب .. فاستيقظت وصرخت : أمي .. خذوا أمي .. لا تتركوها .. أمي تحترق .
رأيت أمي أمام عينيّ والنيران تلتهما وشبت النار فجأة وكبرت .
فقام فريق من رجال الإطفاء بإخراج طفايات الحريق ، وقاموا بنزع مفتاح الأمان ، ووجهوا الطفايات على الحريق الذي حولهم ، وقاموا بضغط المكبس بقوة ..
حتى استطاعوا المرور .. حاولت النزول من النقالة ولكن رجال الإطفاء قالوا لي : ابقي مكانك.. المكان خطر ..
النيران مشتعلة في كل مكان .. وللأسف لن نستطع أخذ أمــك !!
فأجبتهم : ولكن .. أبي محجوز في المطبخ .. وأخي الصغير عمر في الطابق الثاني والطابق مشتعل .. أرجوكم .. أنقذوهم بسرعة ..
رَدُّوا عليّ : لا تخافي .. سوف ننقذهم بإذن الله ..
حملوني في الإسعاف ونقلوني إلى المستشفى ..
قاطعتها المعلمة حنان وقالت لها : تالة .. ولكن ما هو سبب تسرب الغاز ؟
تالة : نسيت أن أخبرك أن سبب تسرب الغاز هو أن لينة استيقظت في منتصف الليل .. ونزلت من الدرج حتى وصلت إلى المطبخ .. وعبثت بأنبوبة الغاز الممتلئة ..
وتسرب الغاز .. حتى اختنقت أختي الحبيبة لينة ..
وأنا أعلم أنه كان خطأً وضع الأنبوبة في متناول أيدي الصغار .. وأنه مخالفة لقواعد الأمن والسلامة للمنزل.. لكن قدر الله وما شاء فعل..
وعندما أشعلت أمي المصباح حدث التماس كهربائي بسبب الغاز المنتشر ..
فانفجرت تمديدات الكهرباء في الدور السلفي ..
وفتحت تالة يديها وقالت : أنظري يا معلمتي .. هذه آثار حروق في يدي ..
عندما حاولت إنقاذ أمي .. احترق جزء من يدي ..
فقالت لها المعلمة حنان : سوف تأجرين يا تالة عند الله .. إن صبرتي ..وماذا عن أباك وعمر ؟
تالة : آه .. الحمد لله على سلامتهما .. لكن إنقاذهما لم يكن سهلاً ..
وفجأة رن الجرس .. يعلن انتهاء الدوام ..
وقفت المعلمة حنان وأمسكت بيد لينة وضمتها .. وقالت لها :
تالة أريد أن أراك مبتسمة .. لا تحزني ..
الآن عليك الإسراع لَلحاق بالحافلة ..
ولا تنسي حل الواجبات .. غداً بإذن الله سوف تكملين لي باقي القصة ..
وداعاً ..
وخرجت تالة من الباب وخرجت المعلمة حنان وراءها ونادتها :
تالة انتظري ..
التفتت تالة .. قالت لها المعلمة حنان : نسيت أن أخبرك ..المعلمة سحر قالت للطالبات أن غداً بإذن الله لديكم امتحان فقه .. في الحصة الخامسة .. ذاكري جيداً ..
جرت تالة نحو المعلمة حنان وضمتها وقالت لها : شكراً . . شكراً لكي يا معلمتي ..
أعدك بإذن الله أن أنجح في الامتحان .. أشكرك على اهتمامك ..
السلام عليكم ..
ابتسمت المعلمة حنان وقالت لها : هذا واجبي .. مع السلامة ..
عادت تالة إلى المنزل ولأول مرة لا حظ أبوها سامر بأن تالة بوضع جيد ..
كان سامر مستغرباً .. لكنه لم يسألها عن سبب ذلك ..
وبمجرد أن انتهت تالة من الغداء ذهبت إلى غرفتها .. وأغلقت الباب .. وبدأت تذاكر دروسها .. وبعد انتهاءها .. بدأت تذاكر مادة الفقه ..
وبعد أن انتهت نامت ..
أشرقت الشمس .. واستيقظت تالة من نومها .. صلت صلاة الفجر .. وارتدت ملابسها .. وودعت أباها .. وركبت الحافلة ، ووصلت إلى المدرسة ، وسلمت على زميلاتها ..
وبعد الانتهاء من الطابور الصباحي ، ذهبت المعلمة حنان إلى تالة وسلمت عليها ..
وأخذتها إلى مكتبة المدرسة .. وبدأت تسألها ..
المعلمة حنان : هل ذاكرتي جيداً مادة الفقه ؟
تالة : نعم ..
المعلمة حنان : سوف أختبرك فيه بإذن الله لكن بعد أن تخبريني..
كيف نجا أبوك وعمر ؟
تالة : حسنا .. ظل أبي في المطبخ ..
والمطبخ كاد أن يحترق كلياً لكن رجال الإطفاء كانوا يحاولون رفع الباب ويحاولون إخماد النار .. وبعد محاولات كثيرة استطاع رجال الإطفاء رفع الباب بصعوبة ..
ووجدوا أبي ممداً على الأرض فاقداً الوعي ..
فأسرعوا إلى أبي وحملوه في النقالة ..
ووضعوا على أنفه كمامات .. وقاموا برش الماء على وجهه ..
فاستيقظ أبي من إغمائته ونزل من النقالة ..
وأبعد رجال الإطفاء من حوله ..
وأسرع يحاول الصعود على الدرج وهو يتنفس بصعوبة ..
فقد كانت إصابته بليغة بسبب الحروق ..
ورجال الإطفاء يحاولون اللحاق به وإرجاعه للنقالة ..
ولكنه رفض وهو يردد : لا .. هناك عمر .. عمر ..
وصل أبي إلى الطابق الثاني .. وإذ به مشتعل ..
صرخ أبي وقال : عمر عــــــــــــــماااااااااااااااااااااار .. حبيبي .. أين أنت ؟
ودخل أبي غرفة عمر .. وقام بحمل عمر على ظهره .. ونزل
مسرعا..من الدرج .. وبسبب الدخان .. وهو في منتصف الدرج .. فقد وعيه .. (والمشكلة أن أبي كان يعاني من مرض الربو) .. وسقط من الدرج..
حتى وصل إلى نهايته ..وصرخ عمر يبكي بكاءً شديداً ..
و التم رجال الإطفاء حول سامر وعمر.. ونقلوهم بسرعة للمستشفى ...
أما عني أنا .. فاستيقظت على صوت العصافير . . وأرى ضوء الشمس ساطعاً ..
.. أشرق يوم جديد بالمأساة..أشرقت الشمس على مأساة كبرى .. نظرت يميناً وشمالاً .. ماهذا أنا في غرفة غريبة !!
أين أنا ؟ آه تذكرت أنا في المستشفى .. نظرت إلى يدي .. كلها مليئة بإبر المغذيات .. نظرت إلى السرير الذي بجانبي ..إذ به عمر !! إنه أخي الصغير الحبيب الذي وصتني به أمي .. أراه أمام عيني مغمض العينين .. لا يتحرك !!
حاولت الجلوس لكني لم أستطع .. وما هي إلاّ دقائق .. وإذ بي أسمع صوت أحد يطرق الباب.. ثم دخل .. إنه أبي ..وعندما دخل كانت لحظات مؤلمة !!
.. دخل أبي وهو مبتسم ابتسامة حزينة مشفقة ..
كان شكل أبي محزناً .. رأيته متكأ على عصاه .. وأحد ذراعيه ملفوفة بلفافة !!
اقترب مني وقال :
الأب : كيف حالك يا تالة ؟
فقلت له بعينين دامعتان : الحمد لله .. ولكن أبي لماذا أنت تتكئ على عصا ؟؟
هل حدث لك مكروه ؟؟
ردَّ أبي : الحمد لله على كل حال .. قدر الله وما شاء فعل ..
فقلت : أبي كيف حال عمر؟؟ لماذا لا يتحرك ولا أسمع له صوتاً ؟
وكيف حال أمي ولينة ؟؟
الأب : الحمد لله عمر بخير بإذن الله .. لكنه متعب قليل ..
أما أمك ولينة وأنزل أبي رأسه وأنا أنظر إليه وعيناي تبرقان ..
قلت له : ما بها أمي .. أين هي .. أجب يا أبي أرجوك .. قل لي أين لينة ..
قال لي أبي بحزن وألم : تالة .. ادعي لهما .. ادعي لهما بالجنة ..
فأمك ولينة قد .. قد .. قد توفاهما الله ..
وأدار أبي رأسه عني ودمعت عيناه وهو يحاول إيقاف دمعاته ..
وأخذ يردد .. حسبي الله ونعم الوكيل .. حسبي الله ونعم الوكيل ..
وعندما أراد أبي الخروج ..
قلت له : أبي .. هل سأعيش حياتي من دون أمي ؟
لم أسمع من أبي جواباً..
وبدأت أبكي وأبكي وازدادت حالتي تدهوراً .. وبقيت في المستشفى 5أيام ..
وفي يوم الجمعة جاءني أبي يبشرني بأنني سوف أخرج بإذن الله اليوم
سوف أخرج من المستشفى ..
ففرحت وحمدت الله .. ولكني نظرت جانبي .. فرأيت عمر لا زال دون حراك ..
وإبر المغذيات تملأ يداه الصغيرتان ..
فقلــت لأبي : وهل سيخرج عمر اليوم بإذن الله ؟
قال لي أبي : بصراحة عمر .. لم يخبرني الأطباء عن حالته ..
تالة : أبي ولكن لماذا هو متعب هكذا ؟
أبي : ليتني أعرف يا ابنتي..
وفي الليل .. جاء أبي وأخذني من المستشفى .. ركبت السيارة ..
وأنا في الطريق قلت لأبي : أين سوف نسكن يا أبي .. والمنزل قد احترق ؟
رد عليّ أبي : الحمد لله بالأمس لقد استأجرت منزلا صغيراً يفي بالغرض ..
وصلت إلى المنزل .. ما هذا .. أنا لم أتعود على منزل صغير ضيق كهذا !!
فقلت لأبي بتعجب : أبي هل سوف نسكن في هذا المنزل القديم ..
رد أبي علي باستنكار : لا تقولي هذا يا تالة واحمدي ربك على نعمته ..
فهناك من الناس من لا يجد مسكناً،.. اصبري يا تالة وسوف يعوضنا
الله خيراُ منه إن شاء الله ..
مرت الأيام وأبي يزور عمر في المستشفى بشكل يومي وفي يوم من الأيام بينما كنا أنا وأبي نتناول الغداء رن جوال أبي، فنظر أبي إلى اسم المتصل وقال : ما هذا !! اتصال من المستشفى اللهم استر ..
ألو السلام عليكم .. ماذا قلت .. عمر .. حسناً حسناً أنا آت ..
أقفل أبي السماعة وقام من الغداء مسرعا وسألته عن سبب نهوضه بشكل مفاجئ فلم يجب علي ، وخرج مسرعاً إلى لمستشفى ..
وذهبت إلى غرفتي ولم أكمل غدائي وبكيت .. لأنني شعرت بأن أخي عمر في خطر ..
وبعد مرور 3 ساعات من الانتظار شعرت بالخوف .. فاتصلت على جول أبي ..
لأطمئن على أخي عمر ..
اتصلت على رقم أبي ولكن أبي لم يرد .. فاتصلت مرة أخرى فلم يرد علي .. وكررت المحاولة عدة مرات .. لكن أبي لم يرد .. فشعرت بالقلق .. فقررت أن أذهب إلى المستشفى مشياً على قدمي ( لأن المستشفى كانت قريبة جداً من منزلنا ..) .
وصلت إلى المستشفى .. وصعدت للطابق الثالث .. وجدت في طريقي ممرضة فسلمت عليها .. وكانت تعرفني جيداً لأنها هي التي كانت تداويني عند مرضي ..
وسألتها: هل تعرفي أين أبي ؟
فقالت لي : تقصدين أباك سامر ؟
فقلت لها : نعم هو .
فقالت لي : هل لك أخ يسمى عمر ؟
فقلت لها : نعم .
فقالت لي بإشفاق : للأسف .. جاء أبو ك قبل ثلاث ساعات ونصف .. وبمجرد سماعه للخبر فقد وعيه وهو الآن منوم في غرفة رقم (34)
فقلت لها : لكن أي خبر تقصدين ؟
فقالت لي بتعجب : يبدو أن أباك لم يخبرك !!
للأسف يبدو أن عمر عند سقوطه من الدرج أثرت السقطة على عاموده الفقري ..
ولا يوجد أي مستشفى في المملكة العربية السعودية يستطيع علاج هذه الحالة ..
فلابد من علاج عمر في الخارج ..
توقفت عن الكلام .. لم أستطع أن أستوعب مايحدث حولي .. أي درج ؟
ومتى سقط أخي عمر ؟
التفتت تالة إلى معلمتها وقالت لها : ( أنا لم أكن أعلم شيئا عن تفاصيل ما حدث في منزلنا يوم الحريق ..
ولكن أبي أخبرني بكل شيء عندما انتقلنا إلى مدينة ينبع ) ..
وبعد مرور 3 أيام خرج أبي من المستشفى وهو حزين جداً ..
وطلب مني تجهيز حقيبة سفري .. وبسرعة .
فقلت له : أبي .. إلى أين ؟
فقال لي : سوف آخذك إلى عمك حاتم .. في الرياض لأني سأسافر بأخيك عمر إلى الخارج ليتعالج هناك ..
ومرت الأيام وسافر أبي .. وكنت أفتقد أبي بشدة..
مرت سنة كاملة وأنا أعيش في منزل عمي .. وقد سجلني في أحد مدارس الرياض ..
وفي يوم من الأيام استيقظت من نومي على صوت بنات عمي يوقظنني ويقلن لي : استيقظي بسرعة يا تالة .. ارتدي هذا الفستان الأحمر .. لقد اشتراه لك أبونا ..
فجلست .. وسألتهم : لماذا ألبسه ؟ هل هناك مناسبة ؟
فقالوا لي اليوم سوف يرجع عمنا سامر ( أبي ) بإذن الله ..
ففرحت ولبست .. وتجهزت وكنت مشتاقة لأخي الصغير عمر .. ولأبي .. و ماهي إلا دقائق وطرق أبي الباب ودخل .. وذهبت إليه وضمني وسألني عن حالي .. فحمدت الله ..
وقلت له : أبي كيف أصبحت حال أخي عمر؟
فقال لي : الحمد لله .. لقد تعالج وعاد إلى صحته ..
ولكن المشكلة أن أبي قد دفع ما يقارب نصف مليون لمعالجة أخي .. لأنه كان على وشك أن يصاب بشلل نصفي في جسده ...
وحدثت ظروف إلى أن أصبحت على أبي ديون كثيرة .. حتى اضطر أبي أن ننتقل إلى مدينة ينبع الصناعية .. والحمد لله أن أبي الآن سدد كل الديون التي كانت عليه ..
نظرت المعلمة حنان إلى تالة وقالت لها : تالة حبيبتي اعتمدي على الله ثم على نفسك ..
واعملي بوصية أمك التي أوصتك بها .. وسوف يعوضك الله بإذنه .. لا تحزني .. ولا تجعلي الحزن يغلبك ..
وقفت المعلمة حنان وضمت تالة وقالت لها : أعطيني كتاب الفقه ..
تالة : كما تريدين .. تفضلي ..
قامت المعلمة حنان باختبار تالة اختباراً قصيراً وأجابت تالة على جميع الأسئلة ..
وتحسن مستوى تالة كثيراً في الدراسة .. وجاء وقت إعلان النتائج وحصلت تالة على المركز الأول على دفعتها .. بفضل لله ثم بفضل المعلمة حنان التي أخذت بيد هذه الطفلة ..وشاركتها أحزانها وشجعتها على أن تكون فتاة صابرة مجتهدة منتجة .
: ~ : : ... النهاية ... : : ~:
الروابط المفضلة