فليقل خيراً أو ليصمت
ننظر من حولنا فنرى أشخاص وقد ملأ الفضول قلوبهم .. و الرغبة القوية في معرفة
خصوصيات الغير و حب الاطلاع على أدق تفاصيل حياتهم !!!
و السؤال عن كل صغيرة و كبيرة ، فيدسون أنفهم فيما لا يعنيهم الشيئ الذي يجعل
الجميع يتحاشاهم و يتجنب مخالطتهم و الاحتكاك بهم ،
هؤلاء الناس يُطلق عليهم اسم .. " المتطفلين " فهم يشبهون الطفيل الذي يعيش و يتغذى على غيره من الكائنات ....
الغريب في الأمر أنهم يبررون فعلهم و ما يقومون به من تدخل في شؤون الغير على أنه شيئ عادي و لا يدعوا للانزعاج !!!!! لأنهم لا يقصدون من خلال ذلك سوى الاطمئنان على الأحوال و أن كلامهم هذا من باب المحبة !!!!!!مبررات و أعذار واهية وغير مقنعة البتة !!!!!
هناك وبكل تأكيد الكثير من التبعيات السلبية للفضول وأهمها وأولها أنها تقلب المواجع على أصحابها إذ ان من خلال الحديث عنها أو الخوض بها تذكر الناس بأشياء وأمور يحاولوا نسيانها ،وعدم الخوض بها لحساسيتها الشديده أحيانا لأنها تدخل في ادق تفاصيل حياتهم ،إن لكل أنسان حياتة الخاصه التي لا يريد لأي بشر مهما كان أن يخوض بتفاصيلها أو السؤال عنها ،وبتدخل الفضولين بها قد يسبب لأصحابها الأحرج لعدم قدرتهم على الأجابه أحيانا لأنهم بكل بساطة لا يحبذوا حتى التلميح بها لدقتها .
بالإضافة إلى أن هذا التصرف بعيداً كل البعد عن الذوق وعن الأخلاق التي أمرنا بها ديننا الحنيف ، و أوصانا بها
رسولنا الحبيب صلى الله عليه و سلم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من حسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه ) رواه الترمذي .
و قال تعالى في سورة النساء ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) 114
لذلك يجب على المؤمن أن يكون لبق مهذباً في تعامله مع الآخرين ،
وأن لا يتدخل فيما لا يعنيه و لا
يحاول تعريض الغير للأحراج بكثرة الأسئلة عن ادق تفاصيل حياتهم ،لأن كل إنسان له أموره
الخاصة التي لا يريد لأي أحد الاطلاع عليها أو الخوص بها .
هناك العديد من المشاهد و المواقف الصعبة
التي تمر بنا ونشاهدها أحيانا ، واجه أصحابها المواقف المحرجة
بسبب بعض المتطفلين !!!!!!
المشهد الأول
تتحدث و التأثر بادياً على وجهها فتقول ....
كانت أفضل الأوقات لدي وأسعدها ساعة
ذهابي إلى المسجد أجتمع بأخوات في الله
نتدارس القران الكريم معاً ، ولكن بسبب أحد
الأخوات هداها الله، أصبحت لا أذهب لكي لا
أجتمع بها !!! فأسلوبها في طرح الأسئلة علي
كان يحرجني جداً ، هى تعلم أني لم أرزق
بأبناء بعد وهذه كانت فرصتها الذهبية
لتمارس هوايتها بالتدخل و كثرة الأسئلة و
التحري عن كل ما يخصني ... المحرج في الأمر أنها تتحدث بهذه الطريقة و تلفت نظر الجميع
فأصبحت من لا تعلم أني لا أستطيع الأنجاب ..تعلم !!!!
و الطامه الكبرى أنها في الفترة الأخيرة أصبحت
تحرجني أكثر .... فعندما تصادف
أخت أخرى حاملاً توجه إليها الكلام و أمام الجميع و بصوت عالً
فتقول يا فلانة لا تنسي أختك من دعائك حين ولادتك أن يرزقها الله بأطفال !!!!!
كثيراُ ما نبهتها بأن هذا التصرف لا يليق ويسبب لي الإحراج أمام الجميع ولكن دون جدوى ،في النهاية قررت أن أتجنب التواجد في أي مكان يجمعني بها حتى لو كان هذا المكان هو المسجد ..أحب الأماكن إلى قلبي . فهل هذا التصرف من أخلاق المؤمنين ؟؟؟؟ .
المشهد الثاني
تقول هذه السيدة ذات الملامح الهادئه
ما يزعجني ويكدر حياتي و يسبب لي الأحراج
كثرة سؤال البعض عن سبب نحافتي !!!!
فتجد من تقول ....هل أنت غير سعيدة مع زوجك ؟؟
وأخرى تقول ... هل زوجك يحب نحافتك و لا يتذمر ؟؟؟هل فكرت بذهاب الى الطبيب لتبحثي عن سبب نحافتك ؟؟تقول ....أصبحت أتجنب الإجتماع بنساء كي لا يوجهون إلي مثل هذه الأسئلة والنظرات التي تتعب نفسيتي ....أتمنى أن يزداد وزني ولكن هذا ليس بيدي فلماذا بعض الناس لا يتركوني وشأني ؟؟؟هل التدخل في شؤون الغير
يسعدهم و يرضي فضولهم ؟؟لماذا لا يهتمون بأنفسهم فقط ويدعون الآخرين ،ألا يعلمون أن بتدخلهم هذا الغير مجدي ينفر الناس منهم ؟؟؟
المشهد الثالث
هى شابة في مقتبل العمر أنهت دراستها الجامعية ..أحد بشؤنهم وبأدق تفاصيل حياتهم ؟ .
على قدر لا بأس به من الجمال ...لم ترزق بعد بالزوج المناسب ،
تراها في كل مناسبة وقد وجهت إليها الأسئلة
من كل صوب !!!!! هذه تقول ....لماذا لم
تتزوجي للآن ؟ تتزوجي للآن ؟ هل أنت مضربة عن الزواج ؟؟؟
وأخرى تتحدث بسخرية ...هناك فتيات لا يقبلون بأي زوج يتقدم إليهم فهم يضعون العراقيل ويثقلون على الشباب بكثرة الإلتزامات المادية ما يجعلهم في النهاية يصبحون عوانس و لا أحد يطرق بابهم !!!!! ، وأخرى أكثر جراءة تقوم بتوجيه الكلام المباشر لهذه الفتاة المسكينة فتقول ...ألم تتزوجي بعد ؟ ولا حتى مخطوبة ... !!
لماذا ؟
إن فلانة و فلانة في مثل سنك تزوجوا منذ فترة وأصبح لديهم أطفال !!!!
كل هذا و المسكينة لا تجد أي جواب لأنها بكل بساطة لا تملكه فموضوع الزواج و الخطبة ليس بيدها ...
أنما هو بيد الله تعالى ،
تقول .... اتمنى أن يأتي اليوم الذي أقترن
فيه فهذا أسعد يوم بحياة أي فتاة و لكن كل شيئ بيد الله تعالى فلماذا لا يدعوني الناس و شأني هل بتدخلهم هذا و بدس أنفهم بما لا يعنيهم يشعرون بسعادة هل يحبون أن يتدخل
هذه بعض المشاهد وهذا فيض من غيض !!!!** قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر ، فليقل خيراً أو ليصمت )رواه البخاري
لذلك أقول
لكل هؤلاء الناس الذين يتلذذون في التدخل بأمور الغير
و يسببون لهم في الضيق الشديد .. أتقوا الله تعالى...... **و تذكروا حديث المصطفى عليه الصلاة و السلام ....عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ،(إنالعبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ، لا يلقي لها بالا يرفع بها درجات ، و إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ، لا يلقي لها بالا ، يهوي بها في جهنم ) رواه البخاري .
** وليتذكر الانسان قول الله تعالى :
( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ق 18
** إن حفظ اللسان و قلة التدخل بأمور الغير و الذوق في الحديث من أهم صفات المسلم ،
**إن اختيار العبارات عند التخاطب مع الآخرين من أهم الواجبات التي يجب على كل مؤمن عاقل الإهتمام يها في كل موقف .
** من أحب التقرب إلى الله تعالى فليلتفت لنفسه و يشغل وقته بطاعته سبحانه و يدع ما لا يعنيه
و ليشغل لسانه بذكر الله و بالاستغفار .
** يتذكر في كل و قت أن يعامل الناس كما يحب أن يعاملوه .... ويتذكر ان لكل فرد حياته
وظروفه الخاصة وأن هناك خطوط حمراء يجب الوقوف عندها فلا يتجاوزها .
الروابط المفضلة