~
تراكمت علىَّ المشكلات ولا أجد لها حَّلاً
فأخذت أبحث عن حل فى كل مكان
ولكن أصبح لا يوجد لدى صبر وقدرة على التحمل والإنتظار
وأنا مازلت أبحث عن حل أو وسيلة مناسبة للخلاص مما أنا فيه
فخطر ببالى أن الخلاص من هذه الدنيا هو الحل
ولكن كيف يكون الخلاص والأعمار بيد الله تعالى ؟!
ولحظات وجاءتلى فكرة لا أدرى هل هى من نفسى الضعيفة ؟!
أم من الشيطان الذى أعرف أنه عدوى ويريد بى الهلاك بإستمرار ؟!
فماذا كانت الفكرة التى يكون بعدها الخلاص ؟!
كانت الفكرة التى أعتقد أنها الحل هى الإنتحار
قررت أن أنتحر ولا أدرى لماذا كنت سريعة فى إتخاذ القرار فى هذا الأمر بالذات
فى حين يعرض علىَّ أعمال كثيرة جيدة ونافعة
فأتردد وأستشير الآخرين ولا أقبل على إتخاذ القرار بسهولة
وعلمت بسبب ضيق نفسى وانعدام الحلول وقلة الخبرة
ونفاذ الصبر أن الإنتحار هو الحل ..
فأنا أسكن فى بيت كبير وأسكن فى الطابق العاشر منه
وفعلاً قفزت ، وأنا فى طريق سقوطى .. ..
نظرت فى الطابق التاسع
إنه الزوج والزوجة السعيدان المعروفان فى المبنى
إنهما يتشجران الآن ، لم يكونا سعيدين أبداً ومطلقاً كما كنا نعتقد
وننظر إليها على أنه لا يوجد لديهما مشكلات
والآن إنه الطابق الثامن
أليس هذا الشاب الضحوك المعروف فى المبنى ؟!
إنه يبكى ، يبكى بشدة ! ولا أدرى ما الذى يبكية
هذا يعنى أنه لا يضحك باستمرار
وكنا نعتقد أنه فى حالة سرور فى كل الأوقات
والآن إنه الطابق السابع
أليست هذه المرأة الأكثر نشاطاً فى المبنى ؟!
ماذا تفعل ؟ ما هذا الوجه الشاحب ؟!
وما كل هذه الأدوية؟!
إنها تأخذ أدويتها ، تبدو مريضة جداً ، سبحان مغير الأحوال
إنه الطابق السادس
أليس هذا جارنا المهندس لقد تخرج منذ 5 سنوات
مازال يشترى سبع صحف يومياً ليبحث عن عمل!!
إنها فعلاًحياة صعبة وظروف قاسية ...
إنه الطابق الخامس
إنه جارنا العجوز ينتظر أحداً يزوره ويسأل عن أحواله
إنه ينتظر بناته ، أولاده المتزوجين
ولكن بابه لم يدق يوماً ، يبدو حزيناً
إنه الطابق الرابع
أليست هذه جارتنا الأنيقة الجميلة المبتسمة ؟!
إنها تنظر إلى صورة زوجها الراحل منذ ثلاث سنين وتبكيه
قبل أن أقفز من المبنى اعتقدت بأننى الشخصية الأكثر حزناً وبؤساً
الآن أدركت أن لكل شخص مشاكلة وأحزانه الخاصة ..
وبعد ما شاهدت كل هذا وجدت أن حزنى وبؤسى فى الحقيقة
لم يكن سيئاً على الإطلاق ..
الناس الذين رأيتهم وأنا أقفز ينظرون إلى الآن!
لو أن كل واحد منا فكر أن لغيره مصيبة أعظم من مصيبته
لكان سعيداً فإحمدى ربكِ على ما انتِ فيه
لا تبتئسى لدنيا فانية .. كل ما فيها لا يساوى عند الله
جناح بعوضة ، وأعلمى أن الله مع الصابرين
~
الروابط المفضلة