الحب عاطفة تملكها الأرواح والقلوب، وهو من أعظم العواطف إذ كان جزءا من شخصية الإنسان
و ذكره في النور؛ برهان عظمته، وكُتب الحديث تنطق
و بعيدًا عن أصحاب التيم و شعراء الهوى
سيكون حديثنا عن صافي الود وَطاهر الحب
اللذان تستقر النفوس بهما وتطيب العلاقات
فلا يقودان لخطيئة و لا يجلبان ندم.
و بادئ ذي بدء علينا أن نتيقن أن عاطفة الحب كماء جدول يجري
إن لم توجه إلى طريق سليم سلكت الخطأ ولا شك.
وعندما نتساءل عمن يستحق حبنا في المرتبة الأولى ونتفكر
نجد أن الله ربنا وهبنا نعم غمرتنا فلا تحصى، وعبادته جلَّ تؤكد حبنا له
و حب الله من صفات المؤمنين فقال جل علاه: { وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ } البقرة:165
❤ ❤ ❤
و حبنا لربنا مرتبط بحب رسولنا حيث لا يتحقق الإيمان إلا بحبه فقال عليه الصلاة و السلام:
{ لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } صحيح
و هذا هو الحب الذي يسمو بالإنسان ويعلي قدره.
وحين نتحدث عن علاقتنا بمن حولنا وأولاهم حب و مودة
فسنجد أنه ثمة حب زرع الدين بذوره في نفوسنا كمسلمين
وهو أخوة الإسلام التي تتطلب الود و الرحمة و لا يخفى علينا حديث رسول الله
إذ قال عليه الصلاة و السلام: { مَثَلَ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وتَعَاطُفِهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ.. } صحيح
وليس هذا فحسب بل علمنا إسلامنا طرق كسب القلوب
و من أبرزها ما ورد في الأثر عن أثر السلام و الهدية.
❤ ❤ ❤ و الحب في الله أعظم حب؛ فسمته الصدق والعطاء ونماؤه التقى
و قد قيل إن أبقى وأنقى قصة حب هي ما كانت في الله؛ فقامت بالخير ودامت عليه
وللمتحابين في الجليل ثواب؛ فهم ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله
كما أن ديننا لم يقف موقف التجاهل أمام فطرة الإنسان
حيث أنه جُبل على الانجذاب للجنس الآخر، فأحاطنا بضوابط
ترقى بنا وتحمينا من الزلات و الهفوات
فأمر بغض البصر ونهى عن الخضوع بالقول
و أمر بالحجاب و الزواج ... وغيرها الكثير.
❤ ❤ ❤ و قد تنشأ علاقة حب بائسة بدأت بعد إعراض عما شُرع
و نهايتها و لا ريب حسرة، و يا للعجب من أخبار العشاق !
فما يكون مآلهم إلا دموع أسى و بكاء ندم
و مع هذا نجد التشجيع لهذا العشق في سماء إعلامنا الناطق بلغتنا الحامل لفكر غيرنا
وما فيه من تناسي لعواقبه على مجتمعنا النقي، و من المؤسف أن نرى سلبه للعقول.
❤ ❤ ❤
و هدف مقتطفاتنا عن الحب ذا المجال الرحب
هي أن نقف مع أنفسنا و نسأل
من نحب ؟ و هل سرنا على ضوابط الدين حتى لا نسقط كما سقط بعض العشاق؟
الروابط المفضلة