لَيْلَهٌ بَحْريّهٌ مُقْمِره
ذَاتَ مَسَاءٍ كُنتُ مُسْتَلقِيه
اسْتَرجِعُ مَا رأيّتَهُ عَلى شَاطئُ الصّباحْ
كَانَ السَاحِلُ مَلِيئاً بـ الأَطْفَالِ يَمْرَحُون
يَسْتمَتِعُونَ بِـ وَقْتِهِم بِـ شَكْلٍ وَاضِحْ
:
وَرُؤيَةُ لَهِيبُ الشّمْسِ يَسْطعُ عَلى البَحرِ
يَكادُ يُبهِي العُيونَ لَمَعانُه
:
بَيِنَمَا كُنْتُ اسْتَرجِعُ ذَاكْ
حَنيِتُ لِـ مُرورِ الوَقْتِ بِـ سُرعَه
لِـ يَأتيَ الصَبَاح :
وَقْتُ الظَهِيرَهِ
والعَصْرِ
المُمْتِعَينْ
فَـ تَنَاوَلْتُ كِتَاباً أقْرأ فِيه لِـ يُذهِبَ سَآمَتـِـي
وَمَا إن فَتَحْتُ أوّلَ صَفْحَه
حَتّى هَبّ هَواءٌ قلَبَ صَفَحَاتِي
فَـ ذَهبَتُ لاُغْلِقَ ذَلكَ المَنْفَذ
وَمَا إنْ نَظَرتُ حَتّى اصْبَحْتُ شِبْهَ مَشْلُولُه
مِنْ مَنْظَرٌ قَابَلَنِي وَسَرَقَ كيَانِي
فَـ لَم اسْتَطِع ْالحِرَاكْ
وَلاَ التّعبِيرْ ولاَ حَتّى لِـ أخْذِ نَظَري مِنْه ,
أَحْسَسْتُ حِينَهَا انّي ذَلكَ التَائِهُ العَطْشَانْ
فِي صَحْرآآآءٍ
ظَل سَبِيلُهُ فِيهَا ..
وَمَا إنْ عَادتِ الحَياةُ الى جَسَدِي حَتْى اسْتَطَعتُ الذّهَابَ لـِ ذَلِك المَكَانْ
الذّي شَدّ عَقْلِي وَكَيَانِي..
جَمَالهُ الخلاّب ..
ذَهَبْت .. جَلَسْت .. اسْتَقَريْت .. هَدَأت
واسْتَنشَقْتُ ..
هَوَاءُ البَحْرِ
:
لَمَعَانُ الرِمَالِ
وَروْعَةِ السّمَاءْ
فَـ قَلتُ وبِـ صَوتٍ خَافِتْ
سُبْحَآنَ الله .. سُبْحَآنَ الله .. سُبِحَآنَ الله
رَأيْتُ السّمَاءَ فَـ وَجَدّتَهَا مَلِيئَه بِـ النّجُومِ المُتَوَهْجَه
يَتَوسْطُهَا القَمَرُ بـِ نُورِهِ الفِضّي
وكَأنّ السّمَآء مُخمًلٌ أسّوَد نُثرت عَليْه اللآلئُ المُثيرَه
مِمَّا جَعلَنِي اُحسُّ بِـ مَعْنى الجَمَالُ الرّبَانِي
::
أخَذْتُ نَسِيمَاً عَمِيقاً
وكَأنّي ارِيدُ أنْ اسْتًنْشِقَ هَواءَ البَحْرِ كُلّه
:
فَجْأة .....!!
أَحْسَسْتُ بِـ شَيءٍ يُداعِبُ قَدَميّ وإذَا بِها أمْوَاجُ البَحرِ تَهْتُـفُ بي
قَائِله.. [ لِمَا لا تَنْظُرينَ اليّ..]
:
قَبِلْتُ دَعْوَتُهَا بِـ كلِ طِيبِ نَفْسٍ وخَاطِر
شَيءٌ عَجِيبْ !!
أعجبُ من الخيال !!
:
فَقَد كَانَ يَبْدُو لِي فِي بَادِئ الأَمِرْ
بَحْر .. سَمَكٌ وَمَآء ..!!
وَلكَنْ وبَعدَ أنْ مَعنْتُ النّظَر
وَجَدْتَه كَـ [ صُنْدُوقٌ ] عَمِيقْ
لَو فَتَحْتَهُ لَـ وَجَدْتَهُ مَليِئَاًَ بِـ الاسْرَارِ والعَجَائِبْ وَالمَخَاوِفْ
فَـ أخَذْتُ اسْتَرجِعُ فِي مُخَيلَتِي
بَعْضُ القِصَصِ المُثِيرَه التِي بَآتَتْ فِي ذِهْنِي
فَـ أوّلَ مَا طَفَى عَلىَ تَفْكِيرِي كَيْفَ انْشَقّ هَذا البَحْرِ نِصْفَينْ
لـِ نَبِي اللهِ مُوسَى ؟!
كَيفَ سَارَ عَليهِ يَابسٍ مُسْتَوي ؟!
وتَذكَرْتُ حِينَهَا
قَوْلً الله عَزّ وَجَلْ:
[ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي
لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ]
الكهف ايه 109
تَذَكرَتُ حِينَها كَمْ فَقِيدٍ إبْتَلَعَتْهُ هَذِهِ البِحَارْ
فَـ هُوغَدّار لا يَأمَنَهُ أحدٌ عَلىَ حيَاتِه
لَحَظَآآآت ..
أخَذْتُ أَقْربُ نَظَرِي شَيئاً فَـ شَيئاً
حَتّى َوصَلتُ يَدآيَ وَهِي عَلىَ رِمالٍ وَاسِعةُ الأرجَاء
بَيْضَآآء
تَتَخَللُها أَحَجَارٌ غَرِيبَه
أَصْدَافٍ ذَاتَ أشْكَالٍ زُخْرُفِيِّهٍ جَذّابَه
وَبَعْد َسَآعَـآتٍ
مَضَتْ
مِنْ غَيّرِ شُعُورْ
:
أَتْمَمّتُ السَاعَهُ التِي كَانَتْ وَقْتَ فُرآق ٍ
بَيْنِي وَبَيْنَ صُنْعِ البَارِي
:
فـَ ذَهَبْتً وَبـِ نَفْسٍ ثَقِيلَه
ذَهَبْتُ..
بَعْدَ أَنْ وَعَدّتَ نَفْسِي وَذاََك الَمنّظَر أنْ أقْدِم عَليَه مَرةًَ اخُرَى
::
فَـ سُبْحآن الله بَدِيعَ السّمَاواتِ والأَرضْ
ويآآآآآآ.. فَتَاتِي
أَتَى دَوْرُكِ الاَنْ
هَلْ كُلّ مَا نَنْظُر الَيّه نُسَبّحَ الله ؟!
::
انْظُروا !! مَآآآآ أروَعَه
نَعًم يُعْجِبُنا !!
وَلِكنْ نَعْجَزُ انْ نُطْلِقَ كَلمَاتٍ تُعَظّم الخَالِقْ
سُبْحَآآنَ الله
كَلمِه تُريحُ الفُؤادَ بِـ ذِكْرِهَا
تُجْبِرُكِ عَلى الإبْتِسَام بـ نُطْقِهَا
:
سُبْحَآآنَ الله
مَنْ قَالهَا حُطَتْ خَطَاياَه وَلوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبدٍ البَحْر
قَال رَسُولُ الله صَلّى الله عَلَيّه وَسَلّم:
[ مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحْ وَحِينَ يُمْسِى سُبْحَانَ الله وَبِحَمِدِه مَائَة مَرّه لَم ْيَأتِ احَد يَومُ القِيَامَهِ
بَأفْضَل مِمّا جَاء بٍه الاّ احَدٌ قَال مِثْلَ مَا قَالَ اوْ زَادَ عَليَه ]
رواه مسلم
:
فَـ لِما نُحْرَمُ مِنْ هَذا الفَضْل
عَجَباً مِنّا وَمِنْ حَالِنَا
يَآآ امّةُ مُحَمَد
ادْعُُوكنّ اخَواتِي لِـ حَمْلَهِ تَسْبِيحْ ومَعِي
دُمْتُم بِـ حِفْظِ الرّحْمَنْ
مِحْبَرَتِي
مِنْ وْحْيِ
قَلَمِيـ : فِسْفُوِريّه :
الروابط المفضلة