عمليات شفط الدهون تدخل ضمن عمليات جراحة التجميل بصفة عامة، وعمليات تحسين تناسق بصفة خاصة. فبعد أن كانت عمليات شفط الدهون قديماً تعتمد على إزالة الجلد والدهون من المنطقة المراد التخلص منها، أصبحت الآن تطور جديد وتعتمد على إزالة الدهون من فتحات صغيرة في المنطقة المراد إزالة الدهون فيها. وهي عملية آمنة ذات فعالية عالية، تسمح للرجال والنساء على السواء بتحسين تناسق أجسادهم بدون ندبات كبيرة مما جعلها من أكثر عمليات التجميل شيوعاً. وينبغي القول أنه من النادر حدوث مضاعفات بعد هذه العملية، وعادة ما تكون غير ذات أهمية مثل بعض التجمعات الدموية أو تجمع السوائل تحت الجلد، ولكنها سرعان ماتزول مع مرور الوقت، وإذا حدثت مضاعفات كبعض الالتهابات فإنها لا تحتاج إلا إلى مضاد حيوي
تستخدم هذه الجراحة كثيراً لتشكيل الجسم وإزالة التراكمات الدهنية من تحت الذقن والبطن والخصر والأرداف والفخذين والمقعدة والركبة والساق والكاحل وتبدو حاجة الرجال إلى هذه العملية بشكل أكثر عند تراكم الدهون بمنطقة الخصر، أو الذقن المزدوجة أو زيادة الدهون بجدار البطن. أما عند النساء فإن حاجتهن إلى هذه العملية عادة ما تكون لإزالة التراكمات الدهنية بمنطقة الأرداف أو منطقة الفخذين أو البطن أو الذقن كما تستخدم كجزء مكمل لعملية شد البطن، أوشد الوجه أو تصغير الثدي، لحصول على أفضل النتائج من هذه العمليات
أما عن معدل كمية شفط الهون من الجسم، فقد كان من غير المستحب شفط أكثر من لترين أو ثلاثة لترات من الجسم في المرحلة الواحدة، إلا أنه ومع زيادة الخبرة في هذه العملية، واستخدام حقن المواد القابضة للشعيرات الدموية، واستخدام تقنية الموجات فوق الصوتية، لتفتيت الدهون قبل شفطها أصبح ممكناً التخلص من 15 لتر أو أكثر في خلال العملية الواحدة. وينبغي أن نعرف أن النتيجة النهائية لهذه العملية لا تظهر إلا بعد شهور من إجراءها
وتختلف النتيجة من شخص لآخر حسب طبيعة الجلد، فقد يتم الحصول على أفضل النتائج عند إجراء هذه العملية للشباب، نظراً لطبيعة حالات كبار السن خصوصاً إذا لم يكن هناك ترهل للجلد.. يتم إجراؤها لهم ويتحقق الهدف منها
كيفية إجراء عملية شفط الدهون
تستغرق العملية زمناً ما بين نصف ساعة على عدة ساعات وذلك تبعاً لكمية الدهون المستخرجة من الشخص. ويمكن إجراء هذه العملية تحت مخدر موضعي أو كلي. وفي كلتا الحالتين يمكن للمريض الخروج من المستشفى في نفس اليوم إذا كانت كمية الدهون المستخرجة صغيرة، أما إذا كان العكس فينصح بأن يبقى المريض في المستشفى يوماً على الأقل . وتبدأ العملية بإجراء فتحات صغيرة بالجلد تتراوح ما بين 5 إلى 10 ملليمتر، ويراعى عادة أن تكون في الأماكن غير الظاهرة بالجسد ومن خلال هذه الفتحات يتم حقن كمية من المخدر الموضعي مع مادة قابضة للشعيرات الدموية، ويتم إدخال أنبوب معدني وغير حاد يتم تحريكه برفق، تحت الجلد في الأنسجة الدهنية العميقة، لتحرير الدهون، ويكون هذا الأنبوب متصلاً بجهاز امتصاص ذي ضغط عالي لشفط الدهون ويقوم الطبيب بتحديد كمية الدهون التي يجب التخلص منها أثناء العملية، للحصول على أفضل منسوب للمنطقة المراد إصلاحها عن طريق النظر واللمس والضغط على الجلد، وحتى لا ينتج اختلال في تناسق الجسم خلال هذه العملية ولا تتم إزالة كل الدهون الموجودة، بل يراعى دائماً ترك الطبقة السطحية من الدهون
وبعد الانتهاء من الشفط يقوم الطبيب بإغلاق هذه الفتحات وتضميدها ثم وضع الأربطة الضاغطة على المنطقة كلها، لتفادي حدوث نزيف أو تجمع دموي تحت الجلد، كما يساعد ذلك على تقليل التورم بمنطقة العملية ، ويعمل على التصاق الجلد في المكان الجديد. بعد ذلك يتم ارتداء كساء خاص ضاغط مطابق للمنطقة التي أجريت بها العملية تحت الملابس العادية لمدة شهر على الأقل بعد العملية حتى يلتصق الجلد في المكان الجديد بعد تفريغ الدهون منه
وعادة ما يشعر المريض ببعض الألم بعد إجراء العملية، شبيهة بألم الكدمات ولكنه لا يستمر طويلاً ويمكن التغلب عليه بسهولة ببعض العقاقير المسكنة البسيطة وعادة ما تتناسب هذه الآلام مع كمية الدهون المشفوطة. كما تظهر على الجلد بعض الكدمات الزرقاء، ولكنها عادة لاتستمر أكثر من 10 إلى 15 يوماً ، إلا أنه يفضل عدم التعرض لأشعة الشمس لعدة شهور بعد العملية حتى لاتترك آثار دائمة
وقد يظهر تغير ملحوظ في الوزن، إلا أنه يقل تدريجياً من الأسبوع الثامن بعد العملية كما أن مقاسات المنطقة تقل تدريجياً لفترة تتراوح بين ستة إلى ثمانية أسابيع و ذلك نتيجة للانتفاخ والتورم الذي عادة ما يصيب المنطقة بعد العملية. وإذا كان التورم شديداً فيمكن استعمال المساج أو الموجات فوق الصوتية للمساعدة في تقليل التورم. ويمكن للمريض مزاولة نشاطه الطبيعي بعد أسبوع من إجراء العملية، ولكن يفضل الانتظار عدة أسابيع قبل القيام بأي مجهود شاق أو مزاولة تمارين رياضية
الأضرار الجانبية
المشكلة الأساسية التي يمكن أن تحدث تبعاً لهذه العملية هي تموج الجلد الناتج عن شفط الدهون بطريقة غير مستوية أو ارتخائه وترهل الجلد، في مريض عنده ترهل قبل العملية، مما يؤدي إلى انكماش الجلد بطريق غير ملائمة، وذلك يستلزم أحياناً إجراء عملية جراحية أخرى للوصول إلى أفضل النتائج
أما بالنسبة للتموج الجلدي فانه لايختفي بعد العملية المعتادة، ولذا يستلزم تطوير العملية بإجراء شفط من طبقة الدهون السطحية حيث يفيد في علاج بعض الترهلات البسيطة بالجلد. أيضاً لابد من ذكر أن العملية لا تؤدي إلى أورام خبيثة كما كان شائعاً قديماً ، وأيضاً لا تؤثر على القدرة على الإنجاب عند النساء والرجال. وبذلك يستمتع الإنسان بحياته بعيداً عن السمنة وأضرارها
منقول للافادة
الروابط المفضلة