أنا رمضان ♥ ؛


السلام عليكم ورحمة الله ؛

لله الحمدُ ربي ..

أيّها الفضلاء ..

.
.

رمضان قد بدأ ؛

بل واقترب من الانتصاف ..

وسينقضي كما انقضى رمضان الماضي ..

بل وسينقضي العمر كله كما انقضت الشهور والدهور ..

فهل يكتبنا الله من العتقاء في هذا الشهر ؟

هل كتب الله لنا أن يبلغنا ليلة القدر وخيرها أم كتبنا من المحرومين ؟



قال الفضيل بن عياض رحمه الله :

إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان أخلصه وأصوبه ..

فالإخلاص أن يكون لله وحده ..

والصواب أن يكون على سنة النبي صلى الله عليه وسلم ..

انتهى كلامه رحمه الله ..

.
.

أيها الفضلاء ..

الأمرُ يحتاج إلى صبر وإخلاص ومجاهدة النفس ..

يحتاج إلى صدق مع الله ..

يحتاج إلى صدق في الطلب ..

يحتاج إلى صدق في الرجاء والإخبات إلى رب البريات ..

يحتاج إلى صدق في طلب العفو والمغفرة من الله ..

” إذا اجتمع على الإنسان قلبه ؛ وصدقت ضرورته وفاقته ؛ وقوي رجاؤه ؛ فلا يكاديرد دعاءه ” ..

ابن القيم رحمه الله ..

.
.

ومن أروع الكَلِمِ التي سمعتُ قبل فترة بسيطة ..

أن المشتاق إلى رحمة ربه لا ينام ..

وأذكركم بحديث ربما لم يسمعه الكثير من الناس ..

روى أبو هريرة أو أبو سعيد الخدري رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :

إن لله عتقاء في كل يوم وليلة لكل عبد منهم دعوة مستجابة ..

المحدث : أحمد شاكر – المصدر : مسند أحمد – خلاصة الدرجة : إسناده صحيح ..

.
.

فيا نفسُ أفيقي ..

يا نفسُ إنما هي أيام قلائل ..

” وأجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم ؛ وأن من رافق الراحة فارق الراحة ؛ فإنه على قدر التعب تكون الراحة ” ..

ابن القيم رحمه الله ..

أسأل الله لنا جميعا الإعانة ..

.

.

ويحدوني الشوق أن أتذكر قصيدة عبد المعطي الدالاتي وفقه الله ..

” عـُد يـا هـِلال ” ..

وَأَجْمِلْ بما فيها من معان سامية ؛

وأسلوب أدبيّ إسلاميّ رفيع ؛

.
.

عد يا هلال لكي نصوم ونفطرا

فالصوم والإفطار رهنُ ضياء ِوجهك إذ يُرى

هذي وَصاة نبينا خيرِ الورى

كم كان يدعو ربـَّه حتى تعودْ ..

باليُمن والإيمان في الشهر الجديد ْ؟

وكذا يكون دعاء كل موحِّدِ ..

لمـّا يراك على قباب المسجدِ

” ربي وربك واحدُ “..

وله جبيني ساجدٌ وله جبينك ساجدُ

ها أنت تسجد بالسناء على السماء

عند السرى

وأنا سجدت لخالقي عند المساء

فوق الثرى

” ربي وربك واحدُ “..

وله جبيني ساجدٌ وله جبينك ساجدُ

.
.

أبثها لأنفس قد اشتاقت إلى رمضان ؛

قد اشتاقت إلى مغفرة من الله ورضوان ..

لكن الأيام تمضي ؛

والسباق لن يمهل أحدا من المتخلفين ..

ويوم إعلان الجوائز يفرح الفائزون ..

ويتحسر المقصرون ؛

فاختر لنفسك ..

.
.

قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله ..

طبقات الصائمين ..

الصائمون طبقتين :

إحداهما :

من ترك طعامه وشرابه وشهوته لله تعالى يرجو عنده عوض ذلك في الجنة ..

فهذا قد تاجر مع الله وعامله والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا ..

ولا يخيب معه من عامله بل يربح عليه أعظم الربح ..

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل : إنك لن تدع شيئا اتقاء الله إلا آتاك الله خيرا منه ..

فهذا الصائم يعطى في الجنة ما شاء الله من طعام وشراب ونساء ..

وعن بعض السلف قال : ” بلغنا أنه يوضع للصوام مائدة يأكلون عليها والناس في الحساب ..

فيقولون : يا رب! نحن نحاسب وهو يأكلون ؟ فيقال : إنهم طالما صاموا وأفطرتم وقاموا ونمتم ” ..

الطبقة الثانية من الصائمين :

من يصوم في الدنيا عما سوى الله ..

فيحفظ الرأس وما حوى ويحفظ البطن وما وعى ويذكر الموت والبلى ؛

ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا ؛

فهذا عيد فطره يوم لقاء ربه وفرحة برؤيته ؛

من صام عن شهواته في الدنيا أدركها غدا في الجنة ومن صام عما سوى الله فعيده يوم لقائه ..

انتهى كلامه رحمه الله ..

.
.

رمضان يحدثنا عن نفسه ؛

أنا رمضان ♥؛

أسكب الأنوارَ فجرًا في قلوبٍ مظلمة ..

أملأ الأرواحَ طهرًا في نفوسٍ هائمة ..

أجعل التقوى دليلا كي تعود إلى الطريق ؛

أمة عزّتْ وسادتْ يوم عاشتْ مسلمة ..
.
.

أنا رمضان♥؛

دمعة العاصي دليل خجله ممن عصاه ..

سجدة الملهوف للرحمن يستجدي رضاه ..

موجة الإيمان ألقت نحو شطآن النجاة ..

نفحة من فضل ربي جل ربي في علاه ..

.
.

أنا رمضان ♥؛

قوة الإيمان في حرب لظاها دائرة ..

نجدة الأقصى الذي يشكو الجراح الغائرة ..

دمعة المسكين أمحوها بوعد لن يغيب ..

نصركم آت قريب يا قلوبًا طاهرة ..

.
.
.
.

[ لا أسمح بالنقل إلا بالإشارة بكونه منقولا من هذه الشبكة المباركة ]

.
.

دعواتكم ؛

12 – رمضان – 1430 هـ

أبو الوليد ؛

قد يعجبك أيضاً ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *