وداعاً 1429 / 2008 ..!

تمر الأيام سريعاً .. وينتهي عام ويأتي آخر ونحن سائرون وعجلة الزمن تدور بنا ولا تأبي بما حدث من أحداث حلوة وحزينة .. يرحل عنا عام 1429 هـ ، ويرحل عنا عام 2008م .. ورغم أنني أكره الرحيل والفراق إلا أنني تمنيت أن يعجل هذا العام بالرحيل ، حتي ترحل عنا كل الأحداث المؤسفة والحزينة ..
أتمني أن يرحل هذا العام ويأخذ معه كل ألم أصابنا وكل أحداث مؤلمة .. أحداث القتل والتدمير والاغتيالات والاحتلال والانهيار الاقتصادي والغلاء ……….. ألخ !! على كافة المستويات الدولية والنحلية ..

توقعنا مع بداية هذا العام الذي أوشك أن يذهب ، أن يودع العراق الغالي المطحون بحرب شرسة غير متكافئة أحزانه وأن يتوقف الدمار الشامل الذى أخذ كل ما هو جميل .. ونفس الشيء توقعناه لفلسطين الحبيبة الذى تعرض لكل أنواع الظلم والإبادة والتدمير .. ولكن خابت توقعاتنا وخاب ظننا ، حيث تضاعفت الأعمال الإجرامية خاصة في العراق وفلسطين .. ونحن نتألم ونقف موقف المتفرجين .. نثور سريعاً ونستنكر ونشجب ، وسريعاً ما ننسى ، لأننا ننشغل بأحداث جديدة تطل علينا لم نكن نتوقعها .

يذهب هذا العام بعد أن كسرتنا الأحزان وبعد أن كسروا كل شيء .. حتي الكلمة الحلوة التي تخرج من بين الشفاة كسروها .. حتي الحب دمروه لأنهم لا يعرفون لغته الجميلة .. لقد اغتالوا البسمة من عيون الأطفال وحتي الشجرة والوردة والطير الجميل والفراشات وألعاب الاطفال ودفاترهم ، لم تسلم من بطشهم .

ذبحوا ما ذبحوا في عالمنا العربي خاصة .. وكانوا يتلذذون في ذبح الأباء والأمهات والشباب والأطفال وهم يستقبلون ضوء الفجر .. ونقف عاجزين ونحن نردد لماذا قتلوهم ؟؟؟

يا أحباء القلب في فلسطين والعراق .. سامحونا أن تركناكم في الساحة تواجهون كل أساليب العذاب والتدمير والبطش وحدكم .. سامحونا بعد أن جعلناكم وقوداً وحطباً للخلافات التي تنهش اللحم العربي .. سامحونا ياكبارنا وسامحونا أكثر يا أطفانا يا أحباب القلوب الطيبة والشريفة لأننا ساعدنا في عمليات الاغتيالات والقتل والتدمير بوقوفنا متفرجين .. تشغلنا عنكم مباراة كرة قدم يتشاجر فيها أبناء العرب عندما يفوز أحدهم على الأخر .. وعندما ننسي ونتفرج يتواصل قتل الأهل والأحباب ونتألم في صمت .. فماذا يقدم لكم صمتنا ؟

أيها العام : أرحل .. خذ معك كل شيء .. علنا أن نفكر جدياً كيف نستطيع أن نعيد حساباتنا ونجمع أشتات أنفسنا التي مزقتها الخلافات والكراهية والاحقاد .

عن نفسي أستعجلك الرحيل ، وكل أمنياتي أن يطل علينا العام الجديد ، ببارقة أمل تشرق علينا تبشرنا بخير يحمل إلينا الترابط والتمسك بما أمرنا الله به .. وعودة الحب المفقود ، ونكون أقوياء بالله .. أشداء على الكفار الذين يريدون أن تستمر الفرقة بيننا معرب ومسلمين .

ياعامنا الجديد : ننتظرك بشوق وأمل كبير متمنين أن يتحقق مع بدايتك ما غاب عنا سنوات طويلة .. ننتظرك عساك تحمل إلينا غداً أفضل من الأمس..


بقلم قلم صادق

قد يعجبك أيضاً ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *