من آداب الإسـلام || سَـترُ عَـوراتِ المُسلميـن


العَـورةُ : كُلُّ ما يستره الإنسانُ استنكافًا أو حياءً .


ومعنى ذلك : أنَّه لا يُحِبُّ أنْ يطَّلِعَ غيرُه عليه أو أنْ يعلمَ به .


فعلى كُلِّ مُسلمٍ أنْ يُراعىَ حُرمَةَ غيره ، ولا يكشف أسراره ، ولا يفضحه بين الناس بإظهار عيوبه وكشف عوراته ، فرُبَّما نفَّر هذا الناسَ عنه ، وأوجد في قلوبهم بُغضَه . واللهُ تعالى يَسترُ عوراتِ عِباده ولا يفضحهم بين خلقه ، إلَّا مَن استكبر وعاندَ وخالفَ شرعَ الله .






وللأسف ، فإنَّ بعضَ الناس يكشفون عوراتِهم بأنفسهم ، ويُظهرون لغيرهم عيوبَهم ونِقاطَ ضعفِهم ومعاصيهم . فتجدين الشخصَ يفعلُ المعصيةَ ولا يعلمُ بها أحدٌ إلَّا الله تعالى ، وبدلآً مِن أنْ يسترَ نفسَه ويسكُت ، وبدلاً مِن أنْ يتوبَ إلى الله عَزَّ وَجَلَّ مِن معصيته ، يذهبُ ويُحَدِّثُ الناسَ بما فعل ، وقد يشمتون به ، ويُبغضونه ، ويستصغرونه .


يقولُ نبيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( كُلُّ أمَّتي مُعافَى إلَّا المُجاهِرين ، وإنَّ مِن المُجاهرةِ أنْ يعملَ الرجلُ بالليل عملاً ، ثُمَّ يُصبحُ وقد ستره اللهُ عليه ، فيقول : يا فُلان ، عملتُ البارحةَ كذا وكذا ، وقد بات يستره رَبُّه ، ويُصبِحُ يكشِفُ ستر اللهِ عنه )) مُتَّفَقٌ عليه .. عافانا اللهُ مِن ذلك .

ومِن ذلك أيضًا : مُحاولةُ التجسُّس أو التَّنَصُّت على الآخرين لمعرفةِ أحوالهم وأسرارهم ، وكشف عوراتهم ونشرها ، وقد ورد الوعيدُ مِن ذلك في قول نبيِّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( مَن تسمَّعَ حديثَ قومٍ وهم له كارهون ، صُبَّ في أُذُنَيْه الآنُك يوم القيامة )) صحيح الأدب المُفرد ،، والآنُك : هو الرَّصاص المُذاب .. فهل يُطيقُ المُتنصِّتُون ذلك ؟! وهل يَرضونه لأنفسهم ؟!

ومِن أكثر وأهم العورات التي يجبُ المُحافظةُ عليها وسترها : المرأةُ المُسلمة ، لقول رسولنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( المرأةُ عَورة )) حديثٌ حَسَنٌ رواه الترمذىّ ، لذا وجَبَ سترها باحتجابها في بيتها ، وتمسُّكها بحجابها الشرعىِّ الكامِل عند خروجها مِن بيتها .

والذين يكشفون عوراتِ المُسلمين لا شَكَّ أنَّهم يعملون بذلك على إشاعةِ الفاحشةِ في المُجتمع المُسلم ، وقد توعَّد اللهُ تعالى أمثالَ هؤلاءِ بالعذاب الأليم في الدُّنيا والآخرة ، يقولُ رَبُّنا تبارك وتعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ ﴾ النور/19 .


بل إنَّ هذا الوعيدَ لِمَن يُحِبُّون إشاعةَ الفاحشةِ في المُجتمع المُسلِم ، فما بالُنا بمَن يقومون بإشاعتِها فِعلاً ..؟!

وعلى كُلِّ مَن سمع مَن يتكلَّمُ في عِرضِ أخيه أنْ يَـذُبَّ عنه ، وأنْ يمنعه مِن ذلك ، يقولُ نبيُّا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( مَن رَدَّ عن عِرضِ أخيه رَدَّ اللهُ عن وجهه النارَ يومَ القيامة )) حديثٌ حَسَنٌ رواه الترمذىّ .

أسألُ اللهَ جَلَّ وعَلا أنْ يَستر عوراتِنا ، وأنْ يحفظنا ، ويُجنِّبنا ما يُسخِطه .

بقلم / الساعية إلى الجنة


1431 هـ

قد يعجبك أيضاً ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *