فضــــــــــــــــــاء" أَمْ.. "بِنَـــــــــــــــــــــــاء
متأمِّلين دقّة بنائِها وإحكامها.. متدبِّرين دِلالاتها ومعانيها..
متفكِّرين في عجائبها وعلومها..
علوم في جميع المجالات، سماها العلماء بـ”علوم القرآن”..
ولكن.. ما لا يعرفه أغلبنا، أن العلماء بدأوا باستعمال مفردات القرآن
أي بدأوا بالعودة إلى التعبير القرآني..
لأن الاكتشافات والأبحاث والبراهين،
برهنت وبالأدلة القاطعة عن قصور المفردات العلمية المستعملة سابقا للدلالة عن الحقيقة المكتشفة حديثا..
منذ أكثر من 1400 سنة، عندما نزل القرآن الكريم..
كان الاعتقاد السائد عند الناس آنذاك أن الأرض هي مركز الكون وأن النجوم والكواكب تدور من حولها..
فلم يكن لأحد علم ببنية الكون أو نشوئه أو تطوره..
لم يكن أحد يتخيل الأعداد الضخمة من المجرات..
بل لم يكن أحد يعرف شيئاً عما يدور في العالم الخارجي..
وبقي الوضع كما هو حتى جاءت النهضة العلمية الحديثة..
عندما بدأ العلماء بالنظر إلى السماء بأدواتهم المختلفة..
وذلك لظنّهم أن الكون مليء “بالفراغ”..
عندها.. تأكدوا أن الكون لا يوجد فيه أي.. فراغ،
يعني أنه ما كان يسمى فراغا ظهر أنه مادة موجودة فعلا،
وهي “المادة المظلمة”،
وهذه المادة الغير المرئية تملأ الكون وتسيطر على توزيع المجرات فيه،
وهي تشكل جسوراً تربط المجرات بعضها ببعض،
فسبحان الذي قال: (فلا أُقْسٍمُ بما تُبْصٍرونَ وما لا تُبْصِرونَ) الحاقة/ 38-39
أدت بدورها للحديث عن مصطلح “هندسة بناء الكون”،
ويتفق العلماء اليوم على هذه الحقيقة العلمية.. حقيقة البناء،
ولا يكاد يخلو بحث في علم الفلك من مصطلح “بنية الكون”،
(اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاءً…)غافر/ 64
أو قوله سبحانه: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً) البقرة/ 22
فمن أعلم منه سبحانه بخلقه..
ومن أعرف منه بأدق تفاصيل صنعه..
سبحانه من قائل..
(صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) النمل/ 88
إذن ما يسعنا إلا القول أنه ما أفنى العلماء قرونا وقرونا في محاولة معرفته،
إنما هو مبين وبكل بساطة منذ 1400 سنة في كتاب الله..
وأن ما يعتبر حقائق مكتشفة حديثا ماهي إلا حقائق موجزة بمنتهى الدقة والبيان في أحكم التنزيل..
فسبحان من أعطى كل شيء وصفه الحق..
لقد توصل العلم الحديث بعد تطور المعرفة بالكون،إلى نتيجة يقينية وهي حقيقة أن كل شيء في هذا الكون يمثل بناءً مُحكمًا،بناءً هندسيا ذي بنية دقيقة ومركبة تركيبا محكما،
ونسيجا كونيا مترابطا حُبِك بمنتهى الإتقان والإبداع،
وما المجرات وتجمعاتها إلا “لبنات” و”أساس” هذا البناء،
وتشترك هذه المجرات مع الغبار الكوني والدخان الكوني لتشكيل الجدران الكونية،ملايين الملايين من النجوم والمجرات والدخان الكوني جميعها يَملأ أرجاء الكون،فلا وجود لأي فراغ أو فروج..
وتمثل المادة المظلمة المكتشفة 95 بالمائة من البناء الكوني،
في حين لا يمثل الكون المرئي سوى أقل من 5 بالمائة منه،
هذه النسبة الضئيلة تحوي لبنات البناء التي هي مئات البلايين من المجرات،
وهذه المجرات تسبح في الكون وتضم كل واحدة منها أكثر من مائة ألف مليون نجم،وهذه المجرات مع الغبار والدخان الكوني تمثل لبنات البناء الكوني،
وهذا البناء لا خلل فيه ولا فراغ ولا فروج ولا شقوق،
فسبحان العظيم مبدع هذا الكون العظيم..
هذه المجرات وتجمعاتها تشكل منظراً رائعاً بمختلف الألوان الأزرق والأصفر والأخضر مثل الخرز على العقد،
(أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ) ق/ 6
لهو دليل على أنه كتاب علام الغيوب،كما هو دليل على أنه كتاب صالح لكل زمان ومكان،
فسبحان مبدع هذا الكون الذي تحداهم بكل شيء..
حتى بمفردات التنزيل..
يستعملون مفردات القرآن حتى في الأسئلة المطروحة..
“كيف تشكل البناء الكوني”.. ؟
ما يحيلنا على الآية الكريمة : (كَيْفَ بَنَيْنَاهَا)
ويؤكد العلماء أن القوى الموجودة في الكون تفوق أي خيال،
في إشارة إلى البناء القوي والمتماسك والشديد،
ما يحيلنا أيضا إلى قول الله تعالى: (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا) النازعات /27
يؤكد أحد علماء الغرب:
“إن من أكثر الحقائق وضوحاً حول الكون
أنه يُظهر غِنىً في البناء على كافة المقاييس
من الكواكب والنجوم والمجرات وحتى تجمعات المجرات والتجمعات المجرية الكبيرة
الممتدة لعدة مئات من الملايين من السنوات الضوئية”
لو كان القرآن من تأليفه كما ادعى المشركون،
إذن كيف استطاع وهو النبي الأمي أن يأتي بمصطلحات علمية مثل (بناء)
و(مصابيح) و (فروج)،
أثبتها العلماء بعد أكثر من 1400 سنة؟
وكيف حدَّد أن النجوم تزيّن السماء؟؟
بل كيف علم بأن الكون لا يوجد فيه أية فراغات أو شقوق أو فروج أو تفاوت؟
من الذي علَّمه هذه العلوم الكونية في عصر الخرافات الذي عاش فيه؟
ألا يمكن اعتبار وجود تعابير علمية دقيقة ومطابقة لما يراه العلماء اليوم
أكبر دليل لهؤلاء الملحدين على صدق الكتاب والنبي الأمي وحقيقة.. وجود الله ؟؟
ســلوى~
بعون الله
و..مراجع العلماء