رسالــــــ صلاتكـِ حبلـُ نجاةٌ ـــــــــــة

(أُخيــــــتي) يشتعل القلب خوفاً عليكِ كل ما لاح في الأفق ذكراكِ

قلبكِ الذي ينبض بين ضلوعكِ, في جسدي أشعر به ينبض كل لحظة

فمنذ عرفتكِ والحب في الله يجمعنا تحت مظلة الإخاء

فنما نظيفاً نقياً يعبق طهراً وصفاء.

فكيف يطيق ذلك القلب صبراً على حالكِ؟

الحمد لله جل في علاه ,
الحمد لله الذي يسجد له كل من في الكون طوعاً وكرهاً ,
مسير الأزمان ومدبر الأكوان,, بيده الأمر كله ,
وصلى الله على رسول الهدى و سيد الخلق أجمعين ,
……}

……………………{….. رسالتـــــــــي لكِ ,,

(أُخيــــــتي) يشتعل القلب خوفاً عليكِ كل ما لاح في الأفق ذكراكِ,
قلبكِ الذي ينبض بين ضلوعكِ, في جسدي أشعر به ينبض كل لحظة,
فمنذ عرفتكِ والحب في الله يجمعنا تحت مظلة الإخاء,
فنما نظيفاً نقياً يعبق طهراً وصفاء.
……}

فكيف يطيق ذلك القلب صبراً على حالكِ؟
وهو الذي يخشى عليكِ لفحات الهواء أن تجرح منكِ
موضعاً مهما تصاغر الألم, فكيف الجراح أتجرع مرارتها
الأيام تلو الأيام؟ ومنكِ هداكِ الله! أذوق ألماً أكتوي بناره
كل دقيقة ,معكِ أو بدونكِ فالألم لا يترك لي موضع شفاء.
……}

فكيف حالي إن غيبكِ الموت عني وأنتِ على حالكِ؟
كيف سيكون حالي في ما بقي لي من أيامٍ في الحياة؟
ليتكِ تشعرين بمرارة كلماتكِ حينما تسكبينها في أُذني سكباً
قاسياً كالحجر ونافذاً كالسهام, فتتوالى الطعنات تلو الطعنات و
رماح كلماتكِ تخترق ذهني كل آذان ووقت صلاة.
……}

كم نصحكِ المقربون وأنتِ لا استجابة منكِ سوى التسويف سلاحاً
ترفعينه في وجه الناصحين , وكأن العهد اتخذتيه عند الله أن يطول بكِ
العمر حتى تعلني التوبة إعلاناً, أوكأن الموت سينتظر ذلك ونسيتي أن كل
حياتكِ مقدرة ومكتوبة قبل وجودكِ
{ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ} [يونس:49]

نعم, أيتها الغالية, لن يتأخر الأجل إن
استوفى أيامه المكتوبة. فعجلي التوبة واستعجلي بها لعل رحمة الله
تشمل روحكِ ولعل بعدها يتماثل قلبي شفاءاً بعد سقم.
اعلمي أخيتي أن عمركِ أيامٍ ماضية لا محالة, دقائق وساعات محسوبة
إما لكِ أو عليكِ, وصلواتكِ التي ضيعتيها لن يذهب ذنبها سدى, فهي
نقطة سوداء تكبر شيئاً فشيئاً, تستفحل جنبات قلبكِ حتى القسوة منها
يُكسى.
……}
ضيعتِ صلاتكِ, فتركتي عماد دينكِ للشيطان يهدمه فرحاً مسروراً وفاءاً بعهدة ..

{ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82 ) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)}(ص)

, نقطة سوداء خالطت فطرة نقاء وطهر, فانتشرت تحطم لبِنات
ما تبقى من عزة مؤمن لبنة لبنة, حتى ينهار ذلك الجدار ويسقط. هكذا
الحال بعد سنوات أخيتي. فجدار الإيمان لا يستغني عن قطعة واحدة ولا
يستعيض بها عن الأخرى, فلا عمل يغطي على عمل, ولا ركن يسد مكان
آخر. أما أنتِ فبيديكِ بدأتِ هدم عزتكِ, عماد دينكِ وفخر إسلامكِ وبيديكِ
وضعتي نقاط حبر قاتم أسود يزداد سواداً كل يوم وليلة.
غاليتي, ونوراً يضيء علي حياتي, تأملي معي قول الحق تبارك وتعالى

(إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً) (النساء/103)
(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) (البقرة/238)

آياتِ بيناتِ من قرآننا الكريم الذي أُنزل على محمد صلى الله علية وسلم.
آيات تدعوكِ صريحة, وإلى الصلاة تناديكِ تأديتها في أوقاتها معلومة
ومكتوبة من عند الله.

أولم تؤمني بالله؟ أولم تصدقي بنبوة حبيبنا وقرة أعيننا محمداً الصادق

الأمين نبي الهدى وسيد خلق الله أجمعين؟ فكيف تعصين الله؟ و أيما

عصيان, إنما ناقض إيمان و فسوقٌ بائن واضح.
ثم قال تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) (مريم /59)
[غي]: وادي في جهنم..

جهنم , السعير المشتعل, التي يلقى لها كل وقت وحين وتقول هل من مزيد؟!
“جهنم” كلمة كبيرة .. تهتز لأجلها القلوب قبل المسامع.

وتنتفض الأبدان عندما تُنطق, فكيف بكِ أنتِ تتجهين إليها .

فمن يتحمل ألم حرق بسيط نتعرض له دوماً, بالتأكيد لا أحد يتحمل ذلك

العذاب الجسدي والنفسي..

فتأملي حديث رسول الله صلى الله علية وسلم.

حَدَّثَنَا ‏ ‏سُوَيْدٌ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ ‏ ‏أَخْبَرَنَا

‏ ‏مَعْمَرٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏

‏عَنْ النَّبِيِّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ ‏قَالَ ‏‏نَارُكُمْ هَذِهِ الَّتِي تُوقِدُونَ جُزْءٌ وَاحِدٌ مِنْ

سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ قَالُوا وَاللَّهِ إِنْ كَانَتْ

لَكَافِيَةً يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِنَّهَا فُضِّلَتْ بِتِسْعَةٍ

وَسِتِّينَ جُزْءًا كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا ‏

‏قَالَ

‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏هَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ‏ ‏وَهَمَّامُ بْنُ مُنَبِّهٍ

‏‏هُوَ أَخُو ‏ ‏وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ‏ ‏وَقَدْ

رَوَى عَنْهُ ‏ ‏وَهْبٌ

نار الدنيا التي تُؤلمنا أن تصيبنا موضعاً ولو بسيطاً, تلك النار التي

نخافها أن تحرق جلودنا الطرية الحساسة, هي لا شيء أمام “جهنم”

فهي جزءاً صغيراً منها ولا يكاد يذكر, ولو أن نار الدنيا لتعذيبنا كافية,
نعم والله كانت لتكون كافية.
……}

فلا تلومي القلب إذ احترق قهراً وزاده الخوف عليكِ عذاباً,
فتشغلني صلاتكِ إذ ضيعتها تكاسلاً وتسويفاً,
وكأن الموت لا يصيب الصغار, بل الموت خطف الصغار قبل كبارهم,
و صحيحهم قبل المريض.

بضع دقائق فقط تنجيكِ عذاب الحريق, بضع دقائق تؤدين فيها صلواتك

المفروضة لن تأخذ من وقتكِ كثيراً, فالصفحات حين تطوى لا تُفتح

بعدها حتى يوم الحساب, والمداد إن جف فلن يسيل حتى يوم الميعاد.

بقلم الكاتبة – ســومــا

منتدى لكِ

قد يعجبك أيضاً ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *