اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ
لو فكر أحدنا أن يسرُدَها في شكل قصة..
ولكنـ ها أعظم من أن تكون قصة..
لَكانت تأريخا لأحداثٍ لم يعرف التاريخُ مثلها..
لأنهُ صلى الله عليه وسلم.. أعظم من عُرِفَ في التاريخ..
ولكنـ ـهُ أسمى من أن يكون تاريخا..
ولكن سنتركُ التأريخ والسرد القصصي..
ونذكرُ محمدا صلوات الله عليه.. مِثلما تشتاقُ أرواحُنا إلى ذِكرِه.. وكما نُحِبُّ أن نَتحدَّثََ عنه..
فهو ابنُ الصحراء..
والصحراء تَطبعُ أهلها بالصفاء..
وتَغرِِسُ في أبنائِها حُب الحرية.. وحُب الشجاعة.. وحُب الكرم.. وحُب السخاء..
فهو ابنُ إبراهيم خليلُ الله.. ابنُ اسماعيل ذبيحُ الله.. ابنُ قريش سادةُ العرب.. ابنُ بني هاشم سادةُ قريش
كريمُ الأصل وكريمُ المنبت..
فهو الشجرة الطيبة في الأرض الطيبة
وما من شيء يقربه من الانسانية ويُبعدُهُ عن الكبرِ والجبروت، إلا سلكَ الله بهِ إليهِ سبيلا..
ومن قبلِ ذلك.. أخذَ ميثاقًا على كل نبي بعثهُ قبلهُ.. للإيمانِ به، والتصديقِ له..
وأن يُؤدُّوا ذلك إلى كل من آمن بهم وصدَّقهُم..
آل عمران/81
شهادةٌ من ربه جل في عُلاه.. وكَفَى بها فَضْلَا
سجيته العفة والمروءة والأمانة والفصاحة..
لم يكن يكذِبُ كِذبَةً واحدة، ولم تُعْلَم لهُ عَثرَةً واحدة ولا زَلَّةً واحدة ولا مَنقَصَةً واحدة
لم يستطع أعداؤُه حِفظَ زلةٍ عليه.. مع ترصُّدِهِم ذلك.. ومع شدةِ عداوتِهِم وعظيمِ مكرهِم وضراوةِ حِقدِهِم..
ولم يَعثُرُوا في ملف خُلُقِهِ الكريم على ما يَعِيبُه..
بل كان مُستودَعَ أماناتِهم ومردَّ آرائهِم ومَرجَعَ مُحاكماتِهِم ومَضربَ أمثالِهِم في البرِّ والسموِّ والرُّشدِ والفَصَاحة
وهكذا كان..
وجاء أمرُ الله بأداءِ الرسالة..
والشريعة السمحاء كانت هي الوسيلة..
ومسالِكُها.. تطهير هذه الدنيا من أَدرانِها وخَبَثِها..
والسلوك بالبشرية من ضيق الدنيا الى سِعةِ الآخرة، ومن ظُلماتِ الشرك الى نورِ التوحيد، ومن شَقاءِ الكُفر إلى سعادةِ الإيمان..
وطرد الجهل.. ومحاربة الظلم.. وإزهاق الباطل.. ونفي الرذيلة
فكان أَحسَنَ الناسِ نسبًا وخُلقًا ودينًا..
لا تُفارقُ ثغرهُ البَسمة.. مع ما كان يَعلُو وجههُ من جلالةٍ ومهابة..
وَسِعَ الناسَ بأخلاقِه.. وأَسعَدَ البشريةَ بدعوتِه
وحنَّتْ إليهِ قلوبُ إخوانِه وقد أُشْرِبَت بحُبهِ وهامَت شوقاً إليه..
حتى الجذعُ الجماد الذي لا يعقِل.. أَنَّ لذكراه..
نَتحسرُ على فواتِ شرفِ صحبتكَ ورِفقَتِكَ في الدنيا..
وعزاؤُنا وَعدُ الله بأن يَسعدَ بِلقائِكَ كُلُّ منِ اتبعَ سُنَّتَك..
أنتَ.. يا خيرُ من وطِئَت قَدَماهُ الثَّرَى..
يا حبيبَ من في السماواتِ ومن في الأرض..
يا مُنقِذَ هذهِ الأمَّة..
يا من أكرمكَ اللهُ بأن بعثَكَ إلينا لتسلُكَ بنا شِعابَ هذهِ الدنيا.. لِتَرسُو بِنا في جناتِ النعيم..
ورحِمنا بِكَ في الدنيا.. ويَرحَمُنا بكَ يومَ الحشرِ على ضِفافِ الكوثر وفي العرضِ عليهِ بشفاعتِكَ فينا..
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم
في العالمين.. إنك حميد مجيد