السؤال السادس
س / ما واجب الأم تجاه أبناءها كي تحصنهم من تحديات عصرنا ومستجداته وفي نفس الوقت تجعلهم أبناء مواكبين لتطور العصر وسرعته ؟
خلاصته الجواب على هذا السؤال ، هو أن على هذه الأم بحقل الولد على النحو التالي تجاه هذه القضية :
1) التربية على الثوابت ، فهذا لا يتغير في الزمان والمكان والشخص ، هي هي .. مثل الواجبات الشرعية كالصلاة والصوم وغير ذلك .
وكذلك الثوابت التي تمثل أصول الفضائل كالصدق والأمانة ، ومثلها التربية على ترك ثوابت الرذائل مثل الكذب والغيبة والنميمة ، وكل المحرمات من الناحية الشرعية ، كالخمر والزنا .. إلخ .
وأهم شيء في هذه الثوابت العقيدة ، وما علم من الدين بالضرورة .
فهذا محور ضروري الالتفات إليه ـ لأنه لا يخضع لتطور الحياة ، الحضارة .. ولذلك هذا الثابت يمثل حضارة الإسلام في نفعه وخيره وفضله على اختلاف الإنسان والزمان والمكان .
2) التحذير : من كل شر داخل يؤثر على تربية الولد سلباً في إطار المساس في هذه الثوابت .. خصوصاً هذه الوسائل المعاصرة التي وفدت إلينا ، والحذر من محاضن التربية السلبية ، كالمدارس الأجنبية ، والنوادي المشبوهة .
3) وثالث هذه المسائل هو الذي حدث فيه خلط وصعوبة جمع في باب الفهم . فيطرح السؤال التالي : هل الإسلام والمسلمون ضد التقدم والحضارة العصرية ، ؟ فيكون الجواب : طبعاً لا .. فيقال : إذن لماذا تحاربون هذه الوسائل الحديثة ، كالفضائيات و( الإنترنت ) وما إلى ذلك .
فنقول : الإسلام لا يحارب هذه الأشيئا ، بل على العكس يستثمرها ويستفيد منها . في مجال نواتجها الإيجابية ، أما المحارب في هذه الوسائل العصرية الحديثة ، هي النواتج السلبية التي تنتج عنها .. مثل هذا الفجور والشرود والضياع والغزو الفكري .. وغير ذلك من النواتج السلبية ..
فماذا نعمل إذن .. نستفيد من هذه الوسائل في جانبها الإيجابي مع تربية الأولاد على الفائدة منه .. مثل الكمبيوتر .. أو اللغات .. أو العلوم الحديثة كالإدارة والحاسوب .. إلخ .
ونعمل على إلغاء جانب الشر الكائن في هذا الوافد ..
وبهذا تتكامل العملية ، ضمنا جانب التربية الدينية والمطلوب منا للنجاة في الدنيا والآخرة ، وبنفس الوقت أصبحنا نعيش عصرنا وما حولنا ، لكن في إطار الذي يفيد أبناءها .