السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسلّل العيد من شقوق النوافذ الفلسطينية ... وصافح أهل فلسطين ... وهمس في آذانهم
بكلماتٍ بعثت في أنفسهم التفاؤل والأمل ... ثمّ انسلّ بهدوءٍ ومضى بعيداً ...
هكذا يأتي عيدُ فلسطين وهكذا يمضي في كل سنة ...
لكن هذه المرّة كان هناك شيء مختلف ، هذه المرة قرّرَت ميسون - فتاة فلسطينية -
أن تقابل العيد ... وتخاطبه ، ففي كل مرّة يأتي فيها العيد تكون ميسون نائمة ..
بعد أن تسلّل العيد ودخل إلى منزل أبي ميسون ... أسرَعَت ميسون
وجلست بقربِ أمها قربَ المدفأة التي تكاد نارها تنطفئ ...
وبدأت تصغي إلى كلمات العيد التي حدّثهم فيها كالعادة عن التفاؤل .. الأمل ..
عن النصر المنتَظَر ... وعن الحرّية ... ثم طوى صفحات دفتره وعَزَم على الرحيل
متخفّياً ... فوقفت ميسون وأخذت تحدّق في تجاعيدِ وجهه الأسمر العربيّ ... ثم قالت له
بصوتٍ خافتٍ هادئ تخنقه الدمعة وترويه مياه اليأس :
"(" أيّ أملٍ وأيّ تفاؤل وأي نصرٍ منتَظَر !!! ...
احترقَت بيارات الليمون والبرتقال ... ويَبِسَت أوراق الأشجار ... وتبَعثرت كل الأحجار ...
ولم يبقَ شيء يُقال !! ...
فالحروف بدأت تشعر بأنها تفقد فعاليتَها فآثرَت أن تبقى دون حِراك !
فأين الأمل أيها العيد ! أين الأمل ؟ ")"
فجأةً شعرَت بيدٍ لطيفة على كتفها ... تلا ذلكَ صوتُ أمّها : هيّا يا ابنتي أذّنَ الفجر ،
قومي إلى الصلاة ...
فقامَت ميسون فَزِعة وقالت : أين العيد ؟!!
فأجابتها أمها مستغربة : العيد ؟!!
فقالت ميسون بعد أن تدراكَت نفسها : لا ! لا ! لاشيء يا أمّي ، مجرّد حلم !
ثم رفَعَت الملاءة عنها ونهضَت من فراشِها ، اتّجهَت نحو نافذةِ غرفتها وفتحتها ...
تنفّست بعمق ... ثم نظرت إلى السماء بعينٍ تفيض بالدمع ... مازالت تلك الكلمات تتردّد
في أذنها ... احترقت بيارات الليمون والبرتقال ... ويبست أوراق الأشجار ...
وتبعثرت كل الأحجار ... ولم يبقَ شيء يُقال ...
فناداها صوتُ أخيها غيث - الشهيد - :
" لا تحزني .... فإن النصر قريب ! "
الروابط المفضلة