يسألونني دائماً: من أكون..
فأسكت محجمة.. ثم أقول..
أنا ابنة الرجل!
لكنهم يندهشون!!
وأرى ألف سؤال في أعينهم..
وحروفاً تتسابق في شفاههم..
قالوا: أيُعقل هذا؟؟
وكيف يكون؟؟
قلت: ما بالكم تستنكرون؟
وكأني قد أتيت ذنباً لا يُغتفر؟!
أعيب أن أحب أبي؟
أعيب أن أبرّ من رباني؟
أم العيب أن أُنسب إلى رفيق دربي؟!
يا سائلي من أكون؟؟
أنا ومن أدراك مَن أكون..
أنا طفلة حلوة..
في فمها ألف أغنية وشدوة..
أنا حبٌ ودلال ترعرع في حضن دفيء..
كنت يوماً بسمة ترنو على شفاه أب سعيد..
أنا عِشق أبي.. وعينه الغالية..
كنت يوماً ألهو وألعب..
وأراقص الغصن على أنغام الطير الأعذب..
كنت حلوة ترى الدنيا بعين محب..
أنا يا سائلي..
غذيت بالحب والدين والسؤدد..
علمني أبي
أن الشموخ سمة كل همام أمجد..
كل ذلك يا سائلي، كان
أوَ تعرف ماذا حصل الآن؟!
صرت حزناً يعلو الفؤاد..
أرى الدمعة تجري على خدي..
وتكويني حرقة وسُهاد..
وتعصر ذاك الفؤاد..
لقد رحل الأب الحبيب..
وبتّ أنتظره كل مغيب..
ولكن ما من مجيب..
أتسألني بعد هذا من أكون!!
أنا ابنة الرجل الهمام..
وحُقَّ لي أن أكون..
صدى
13-1-2003
الروابط المفضلة