تحقيق: عقيل العقيل
ما أجمل أن يعود للمنتظر غائبه وتر الفرحة وجوه المتلهفين للقائه،. لقد أطل شهر رمضان وعمت الفرحة قلوب المسلمين وعلا البشر والسعد لما احتوى عليه هذا الشهر من الخيرات والبركات وتنزل الرحمات على العباد..
في هذا التحقيق يتحدث عدد من أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ عن استقبال رمضان، وعن واجب المسلم فى هذا الشهر، وعن العمل والصوم، وعن بعض الجوانب الأخرى المتعلقة برمضان.
سماحة المفتي:
على الصائم أن يتحلى بكل خلق كريم
الرسول يستقبل هذا الشهر بالبشر والهناء والشكر
ففي بدء هذا التحقيق تحدث سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء فقال.
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يستقبلون هذا الشهر بالبشر والهناء والشكر لله على أن بلغهم هذا الشهر، قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال "أيها الناس، قد أظلكم شهر مبارك عظيم، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا... " الحديث، فكون النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بهذا الشهر العظيم بقوله. أظلكم شهر مبارك عظيم، إنما هذا ليستعدوا لاستقباله ويعقدوا العزيمة الصادقة على التنافس فيه بصالح العمل، فإن شهرا يبشر به يدل على الاهتمام والعناية به.. ا. هـ.
وعن الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها الصائم قال سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ.
ينبغي للصائم أن يتحلى في صيامه بكل خلق كريم وإن كان مطلوبا منه دائما، لكن في الصيام يكون أعظم تمسكا وأشد بعدا عن كل خلق رديء، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول "الصوم جنة، فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب وإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني امرؤ صائم " فنهاه صلى الله عليه وسلم عن رفث القول وكل قول رديء لا خير فيه، ونهاه عن الصخب وهي الخصومة ورفع الأصوات، وأمره بالحلم على الجاهل والعفو والصفح والإعراض بقوله. "وإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني امرؤ صائم " أي فصومي يحجزني ويمنعني أن أخوض مع الجاهلين في جهلهم ومع السفهاء في سفههم، بل أترفع عن كل هذا ا لترهات.
التهنئة برمضان
ثم تحدث فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
فقال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهنئ أصحابه بقدوم شهر رمضان، كما في الحديث الذي رواه سلمان رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان، فقال "لقد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعا، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزاد فيه رزق المؤمن من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه، وعتقا لرقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء" قالوا يا رسول الله، ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم، قال "يعطي الله هذا الأجر لمن فطر صائما على مذقة لبن، أو شربة ماء، أو تمرة، ومن أشبع فيه صائما، أو من سقى فيه صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة، فاستكثروا فيه من أربع خصال. خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى بكم عنهما. أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم. فشهادة أن لا إله إلا الله، والاستغفار! وأما اللتان لا غنى بكم عنهما. فتسألونه الجنة وتستعيذون به من النار ".
وروي عنه عليه الصلاة والسلام كان يفرح بقدوم رمضان، فكانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم، فتكون سنتهم كلها اهتماما برمضان. وفي حديث مرفوع رواه ابن أبي الدنيا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال. "لو تعلم أمتي ما في رمضان لتمنت أن تكون السنة كلها رمضان ". ونشاهد الناس عامة، مطيعهم وعاصيهم، أفرادهم وجماعاتهم يفرحون بحلول الشهر الكريم، ويظهرون جدا ونشاطا عندما يأتي أول الشهر" فنجدهم يسارعون الخطى إلى المساجد، ويكثرون من القراءة ومن الأذكار، وكذلك نجدهم يتعبدون بالكثير من العبادات في أوقات متعددة ولكن يظهر في كثير منهم السأم والتعب بعد مدة وجيزة فيقصرون أو يخلون بكثير من الأعمال نسأل الله لهم الهداية ا. هـ.
الإخلاص والنية والجد
ثم تحدث الشيخ أ. د/ صالح بن غانم السدلان الأستاذ في الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، فقال " يستقبل المسلم رمضان أولا بإخلاص ونية وجد واجتهاد وعزم على فعل الطاعات وترك المنكرات وتنظيم الأوقات والتسابق إلى أنواع الخيرات فهو موسم عظيم ينبغي للمسلم أن يستغله أكمل استغلال.. ا. هـ.
الروابط المفضلة