رسالة من أخت لنا تائبة

**شمعة سدير** · 17-02-2002, 10:48 PM

<center><h3> هذه رسالة من أخت لنا منّ الله عليها بالهداية نسأل الله لنا ولها الثبات على الحق
اقتباس
من شريط ( العفيفة لفضيلة الشيخ / عبدالعزيز السويدان )

الحمد لله حمداً يليق بأنعمة الحمد لك ربي حتى ترضى والحمد لك إذا رضيت والحمد لله بعد الرضى وصلى الله عليه وسلم على نبينا وحبيبنا محمد بن عبدالله عدد قطرات المطر .
اليوم أقلد قلمي شرف هتك الأسرار ، أسرار الضياع مشاوير طويلة مرهقة ولا تصل فيها إلى شيء . لم تكن توبتي نتيجة ظروف قاسية أو منحة عارضة بل كنت أنعم بكل أشكال الترف وحرية في كل شيء .
كنت أجسد العلمنة بمعناها الصريح وكانت أفكار الحداثيين ، وخططهم نهجي و دستوري ، وكتبهم مرصوصة في مكتبتي وقلمي تتلمذ على أشعار نزار قباني ، ورمي الحجاب حلمٌ يداعب خيالي ، وقيادة السيارة قضيتي الأولى أنادي بها في كل مناسبة واستغل ظروف منهن حولي لأقنعهن بضرورتها ، تمنيت أن أكون أول من تترجم فكرة القيادة إلى واقع ملموس ولطالما سهرت الليالي أخطط فيها لتحقيق الحلم ، أما تحرير المرأة السعودية من معتقداتي وأفكار القرون البالية وتثقيفها وزرع مقاومة الرجل في ذاتها فلقد تشربتُها وتشربتْها خلايا عقلي وسعيت جاهدة لتسليط الضوء على جبروت الرجل السعودي وأنانيته ، وقدمت الرجل المتحرر على طبق من ذهب على أنه يفهم المرأة وقد استخرج كنوز أنوثتها وقدمها معه جنباً إلى جنب ، وشوهت صورة الرجل المتدين على أنه أكتسب الخشونة والرعونة من الصحراء وتعامل مع الأنثى كما تعامل مع نوقه وهو يسوقها بين القفار .
كانت الموسيقى غذاء الروح كما كنت اسميها هي ندمي من الصباح إلى الفجر ، أما الرقص بكل أنواعه فقد جعلته رياضة وتعالج تخمة الهموم ، ونظريات فرويد كنت أدعمها بكل حين بأمثلة واقعية .
وأنسب المشاكل الزوجية إلى الكبت والعٌقد من أثار أساليب التربية القديمة التي استعملها أهلنا معنا وكانت أفكاري تجد بين المجتمع النسائي صيت عالي ومميزاً ، سرت على هذا النمط سنين عديدة .

**شمعة سدير** · 17-02-2002, 10:50 PM

<center><h3> 
في يوم من الأيام وأنا في أحد الأسواق كنت جالسة في ساحته لفت نظري شاب متدين بهيئته التي تدل على التدين – ثوب قصير ، سير هادئ ، وعيون مغضوضة – أضنه في سن ما بعد العشرين ، وبدأ عقلي الضال يعمل ، أعجبني هدوءه وراودتني أفكار غريبة ، غريبة عليّ حداً علامات الرضى بادية على محياه ، خطواته ثابتة رغم أن قضيته في نظري خاسرة هو والقلة التي ينتمي إليها ، يتحدون مارداً جباراً ، تقدم وحضارة ولا يزالون يناضلون ، سخرت بداخلي منه ومنهم ، ولكني لم أنكر إعجابي بثباتهم فقد كنت احترم من يعتنق الفكرة ويثبت عليها رغم الجهود المتواضعة وقلة العدد وصعوبة إقناع البشر بالكبت – كما كنت أسميه – حاولت أن أحلل الموضوع ،
فقلت قي نفسي : ربما هؤلاء الملتزمين تدينوا نتيجة الفشل وأخذوا الدين شعارات ليشار إليهم بالبنان لكن منهم العلماء والدكاترة وماضٍ عريق قد ملكوا الدنيا جنبا من أقصى الشرق إلى أقصى المغرب ، أو هو ربما الترفع عن الرغبات وعند هذه النقطة بالذات اختلطت علي ّ الأمور الترفع عن الرغبات معناها الكبت و الكبت لا ينتج حضارة .

حاولت أن أتتناسى هذا الحوار مع نفسي لكي عقلي أبى عليّ ، ولم يصمت ومنذ ذلك الوقت وأنا في حيرة وفقدت معها اللذة التي كنت أجدها بين كتبي ، ومع أنواع الموسيقى و الرقص ومع الناس كافة ، علمت أنني فقدت شيئا لكن ما هو ؟ لست أدري اختليت بنفسي لا أعرف علتي ، طرقت أبواب الطب النفسي دون جدوى فقدت الإحساس السابق بل لا أشعر بأي شيء كل شيء بلا طعم وبلا لون ورجعت مرة أخرى النقطة البداية ، متى كان التغيير إنه بعد ذلك الحوار فسألت كل ما أتمنى أستطيع أخذه ما الذي يحدث إلي إذن ؟ أين ضحكاتي المجلجلة ، حواراتي التي ما خسرت فيها يوماً جلسات السمو والرقص ؟ كيف ثقل جسدي بهذا الشكل وكل ما حاولت أن أكتب أجدن أسير بقلمي بشكل عشوائي لأملأ الصفحة البيضاء بخطوط وأشكال لا معنى لها غير أن بداخلي إعصاراً من حيرة ، وبدأت أتسأل هذه الموسيقى المنسابة إلى مسمعي لم أعد أشعر بروعتها لو كانت غذاء الروح لكانت روحي الآن روضة خضراء ، وتلك الكتب التي احترمت كتابها وصدقتهم ، لِمَ تخذلني الآن كلماتهم و لا تشبه حماسي كما كانت .

**شمعة سدير** · 17-02-2002, 10:51 PM

<center><h3> ، وهنا لاح سؤال صاعق ، هل هم فعلاّ أفضل منا ؟ وبماذا أفضل تكنولوجيا ؟ فماذا خدمت التكنولوجيا المرأة عندهم ؟ خدمت الرجل الغربي والمرأة أين مكانها معهم في العمل ، وأخرى في المرقص تتراقص على أنغام الآلات التي اخترعها الرجل ، وأخرى ساقية للخمر الذي صنعة الرجل - ونوع في أسماءه - واكتشفت حقيقة أمر من العلقم ، الرجل تقدم وضمن رفاهيته ومتعته وتملص من الحقوق والواجبات حتى في جنونه جعل المرأة صالة عرض لكل ما يطرأ على خيالة . اخترع لها رقصات بكل الأشكال ، رقصت وهي واقفه ، جالسة ، نائمة ، مقلوبة ، رقصت الراقصة كما شاء لها العازف اشتهاها ممثلة ، مثلت كل الأدوار التي تحاكي رغباته من اغتصاب ، إجرام ، حب ، شذوذ ، أي دور وكل الأدوار اشتهاها عارية على الشاطئ تعرت .
اكتشفتُ الخديعة الكبرى في شعار حرية المرأة ( فإن نادى بها رجل فهو ينادي بحرية المرأة ) ثم من يردون تحرير المرأة من الحجاب . لماذا ؟ وما هو الحجاب ؟ إنه عبادة كالصلاة والصوم كنت سأحرم نفسي منه لولا أن تداركتني رحمة الله .
يردون أن يحرروني من طاعة الأب والزوج ، إنهم حماتي بعد الله . يردون أن يحرروني أن يحرروني من الكبت ، كيف سميت العفة والطهارة كبت كيف ؟
وما الذي جنوه من الحرية الجنسية ( أمراض ، ضياع ) حرروا المرأة كما يزعمون أخرجوها من بيتها تكدح كالرجل وضاع الأطفال .
واليوم يتدارسون سبب ضياع الأطفال تباً لهم وتباً لعقلي الصغير ، كيف صدقتهم ؟ كيف لم أرى تقدمنا والمرأة متمسكة بحجابها ؟ كيف كنت أنادي بالقيادة ؟ فمع قيادة المرأة للسيارة يسقط الحجاب وتسقط المرأة بعده .
عرفت علتي وعلة الشباب جميعاً .

أولا : مشكلتنا الأساسية أننا لا نعرف عن الإسلام إلا اسمه وعادات ورثناها عن أهلنا كأنه واقع فرض علينا .
ثانيا : لم ندرك طريقة الغزو الحقيقة خدرونا بالرغبات شغلونا عن القرآن وعلوم الدين فهي خطة محكمة تخدير ثم بتر ونحن لا نعلم .

**شمعة سدير** · 17-02-2002, 10:52 PM

<center><h3> 

 اتجهتُ إلى الإسلام من أول نقطة من كتب التوحيد إلى الفقه ومع كلمات ابن القيم عدت إلى الله ومع إعجاز القرآن اللغوي والتصوير العلمي والفلكي و و و ……

ندمت على كل لحظة ضيعتها أُقلب فيها ناظري في كتب كتبتها عقول مسخها الله وطمس بصيرتها .
كانت معجزة أمامي ( القرآن الكريم ) لم أحاول يوماً أفهم ما فيه أو أبحث في تفسيره .
أخرجت من منزلي ومن قلبي الآلات الضياع والغفلة وعندما خرج اللحن من قلبي وجدت حلاوة الشهد تنبع مع قراءة آيات القرآن وعرفت أعظم حب أحببت الله تعالى لبست الحجاب الإسلامي الصحيح بخشوع وطمأنينة واقتناع بعد تسليم استشعر معه رضي الله عني وعرفت معنى قوله تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " في سكناتي وحركاتي وطعامي وشرابي استشعر معناها العظيم بت أنتظر الليل بشوق لمناجاة الحبيب اشكوا إليه شدة شوق إلى لقاءه وإلى لقاء رسول الله المصطفى صلى الله عليه وسلم وحنيني إلى صحابته الكرام ونسائه الطاهرات .

وأخيراً :
كلمة إلى كل مستمع قصتي ، لا ترفضوا دينكم قبل أن تتعرفوا عليه جيداً لأنكم أن عرفتموه لن تتخلوا عنه فداه الأهل والمال والبنون
لا تنسوني ووالدي من صالح دعائكم
أختكم في الله / المشتاقة إلى الله

**شمعة سدير** · 17-02-2002, 11:00 PM

انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.

الموضوع: رسالة من أخت لنا تائبة

أدوات الموضوع

العرض