الهرم المـثـلـّم........
كانت الأهرامات في أجمل صورة لها حينما انتهى من بنائها المصريون المستعبدون من قبل فرعون والذي استعبدهم لبنائها 28 عاما تحت السياط والهراوات تحت لفح السموم والشمس المحرقة في الصيف وزمهرير الشتاء !!! تم بعدها هلك الى أمه الهاوية .
بنى فرعون الإهرامات وهي اكثر من ثلاثة ولم يبن عقل الإنسان المصري !
وصرف وأغدق من جيوب الفقراء والعبيد الذين استعبدهم لعبادته وطاعته بالقوة على الطين والأحجار كما بالغ في الإرتفاع في البناء كي يرضي غرورة ليقول لنفسه أنه قد فعل مالم يفعله غيره كي يقنع نفسه بأن هذا دليل اكيد على تميزه بالألوهية !!!
الألوهية الناقصة !!
وهلك فرعون ، وهلكت الوهيته معه ، لأنه كان يعبد نفسه وهو لايدري !! فلم تغن نفسه عن نفسه شيئا وآل الى ما يستحق ، وبقيت أهرامه شاهدة عليه لتثبت فشله على مدى التاريخ ولتكون عبرة لغيره من الفراعنة .
وهاهي الأهرامات اليوم بدت اشباحا متآكلة السفوح والقمم ، اما الإنسان فقد مات وطواه الثرى مع صحف النسيان البالية !!
ولكن ماذا حصل لعقل الإنسان الذي كان يعيش حول الأهرام تلك ؟
نعم لقد مات الجسد ولكن العقل والفكر لم يمت والإرادة لم تمت والإصرار للوصول الى القمة لم يخنع ولم يتخاذل ، لأن الإنسان ليس قالبا واحدا وليس فكرا واحدا وليست شخصية واحدة بل مجموعة من القدرات الخلاقة التي وضعها وكونها الباري تبارك وتعالى بنفسه وبيده ثم شرفها بالعبودية له سبحاته تبارك ذو الجلال والإكرام ، ولهذا فإن كل من حاول ان يستعبد الإنسان لنفسه يبوء بالفشل والسخط في الدنيا لأن العقل الإنساني لايقبل ذلك فطرة ولا يناسبه الا قانون الإله الذي صنعه وكونه .
ولهذا فإننا سنرى سقوط الحضارات المادية قريبا ...... التي تحاول او تريد الإنحراف عن القانون الإلهي أو فرضه على الناس بالترغيب أو الترهيب , لأنهم يفعلون مافعله فرعون لأنه اراد أن يستعبد الناس ويحرف الشرع الإلهي ، وسنرى اهراماتهم شاخصة ولكنها مثلمة ، ونفوسهم ناقصة , وسنراهم يحطمون بعضهم بعضا ، وسيهلكون الى أمهم الهاوية .
الإنسان أجمل مخلوق في هذا الكون لذا وجب العناية به والإهتمام لأمره ومشاعره وأحاسيسه ، ولن يبدع الإنسان مادام مهانا وقلقا وغير سعيد وغير مستقر في حياة هانئة ، كما أنه يجب علينا ان نبني نفوسنا ونفوس ابنائنا وبناتنا بالإستقرار العاطفي والنفسي ، ولا نكرر الإخطاء التي مر بها من قبلنا ، بل وجب الإستفادة من تجارب الآخرين وخاصة الحكماء والعلماء لأنهم صفوة العقول والألباب في المجتمع ، كما ان الرقي بالتعليم على المنهج الرباني هو الرقي الفعلي للحضارة الإسلامية الفعلية ، والتاريخ خير شاهد على ذلك .
الروابط المفضلة