منازل الطّغاة
مُهداة إلى ثورة ليبيا وانتفاضتها في وجه طُغاتها التّي بدأت في 17/2/2011 ولم تنتهِ بعد ...
شعر: د. أيمن العتوم
ثُرْ مِثلَ جُوعِكَ ... كالرّغيفِ الحافِي
وَاصْرُخْ لِتَصْحُوَ في القُبورِ غَوافِ
وَارْفَعْ لِواءَ الصُّبحِ في حَلَكِ الدُّجى
وَاتْرُكْ دُعاةَ الخَوفِ والإِرْجافِ
رَكِّعْ طُغاتَكَ ... إنّهُمْ لَمْ يَرْكَعُوا
إِلاّ لأَمْرِيكا عَلى الأَكتافِ
اليومَ يَستَجْدُونَ عَفْوَكَ وَالرِّضى
ما عادَ خَوفُ الحاكِمينَ بِخافِ
مَنْ ذا يُصدِّقُ أَنَّ مَنْ غَدَرُوا غَدَوْا
يستعطِفونَكَ أيّما استعطافِ
لا يفهمُ الزُّعماءُ: أَصْلِحْ، واتّبعْ
سَنَنَ الهُداةِ ... وحِدْ عَنِ الإِجْحافِ
بَلْ يَفهمُونَ إِذا رفعْتَ بوجههمْ
سيفًا تقاطرَ بالدّمِ الرّعّافِ
الحقُّ مِثلُ الشّمسِ لكنّي أرى
زُعماءَنا احْتاجُوا إِلى عَرّافِ
فَاثْقُبْ بِرُمْحِ الحَقِّ عُمْيَ عيونهم
حتّى يَروهُ بَيِّنَ الأَوْصافِ
وَامْلأْ ثَرى الحرّيّةِ الحَمراءِ مِنْ
دَمِكَ الطّهورِ الثَّائِرِ النّزّافِ
فِرعَوْنُ مِصْرَ إِذا قَضَى فَجُذُورُهُ
فِي الأَرضِ قدْ نبَتَتْ على الأطْرافِ
لم يغْرَقُوا في اليَمِّ ... ظَلُّوا بَعْدَهُ
يَتوالَدُونَ اليَوْمَ بِالآلافِ
آمَنْتُ بالشّعبِ الذّبيحِ وحقّهِ
وَكَفَرْتُ بالزّعماءِ والأشرافِ
فاقْحمْ بِنُورِ العَزمِ دَربَكَ مُقدِمًا
لا يَسْتَبِينُ الدُّرْبُ لِلخَوّافِ
*****
*****
آهٍ بِلادي ... والجِراحُ كثيرةٌ
مهما نزفْتُ فما النّزيفُ بكافِ
يا غادةً صُنعت على عين الرّضى
ورنتْ لإلفٍ بعدَ طُولِ خِلافِ
فَرَّتْ مِنَ الذّبّاحِ – وَهْوَ يُحُزُّها
تَرْجُو النَّجاةَ – إلى يدِ السّيّافِ
ولقدْ أَتتْها بِالجَحيمِ عِصابةٌ
قد مُلّكَتْ بالبغيِ والإِخلافِ
خَطَفَتْ بَهاءَ شبابِها وشُيوخِها
كَمْ غاصِبٍ فيها وكم خَطّافِ
ظلّت تُنشّبُ ظُفْرَها فِي لَحْمِها
وتصبُّ مِنْ دَمِها كُؤوسَ سُلافِ
حتى هَوَتْ مِزَقًا تُغالِبُ مَوْتَها
وَتَعِيْشُ دُونَ المَوْتِ عَيْشَ كَفافِ
حُكّامُنا سَرَطانُنا اسْتِئصالُهُمْ
مِنْ كُلّ قُطْرٍ في العُروبةِ شافِ
كم حاكمٍ خَرِفٍ يَظُنُّ بأنّهُ
رَبٌّ ... وأمّتَهُ قطيعَ خِرافِ
يَعْوِي عُواءَ الذِّئبِ في حُمْلانِهِ
وَيَخُورُ مِثْلَ العِجْلِ لِلأَعلافِ
هُوَ أَلْمَعِيٌّ في السّفاهة والغِوى
والسُّخفِ والتّدْليسِ والإسفافِ
يا أمّتي لا تَجْزَعِي ... وَتَعَمْلَقِي
موتًا يُلاقي المَوْتَ بِاسْتِخْفافِ
هَذِي رُؤُوسُ الحاكِمِينَ تَعفّنتْ
فَاجْنِي لها بالسّيف شَرَّ قِطافِ
قولي لنا: مَنْ سوفَ يَأْتِي دَوْرُهُ؟
فَلأَنْتِ أَدْرَى النّاسِ بِالأَهْدافِ
بَدَأَتْ (بِزَيْنِ العابِدينَ) وَغادَرَتْ
مِنْ بَعْدِهِ (حُسْنِي) إِلى (القذّافي)
إِنّي أَرى الثَّوْراتِ غَيمًا ماطِرًا
قَدْ جادَ مِثلَ الوابِلِ الوَكّافِ
أحيا الشّعوبَ ورَدّها لتوحُّدٍ
رَغْمَ التّفرّقِ مِنْ سِنينَ عِجافِ
اليومَ نِصْفُ الحاكِمينَ تَزَعْزَعُوا
والنّصفُ مُنْتَظِرٌ على الأعرافِ
اُنْفُخْ لَهُ فِي البُوقِ يَسْقُطْ هاويًا
نَحْوَ الجَحِيمِ يُحَفُّ بِالأَسْلافِ
الرّاقِصُونَ عَلَى الحِبالِ وتحتَهُمْ
نارُ الشّعوبِ تَشُبُّ فِي الأَطرافِ
سَيَجِيْئُهُمْ – مَهما تناءَى يومُهم -
قَدَرٌ يٌذِلُّ الظّالمينَ مُوافِ
**********
الظُّلْمُ لا يَرْضاهُ إِلاّ خانِعٌ
والذّلُّ لا يختارُ غَيْرَ ضِعافِ
فَانْهَضْ لِتَقْرَأَ بَعْدَ (فاتِحَةِ) الرَّدى
طَرَفًا مِنَ (الأَنْفالِ) وَ(الأَحْقافِ)
وَاهْتِفْ بِمَوْتِ الحاكِمينَ وقُلْ لَهُمْ:
اليَوْمَ تَجْرِفُكُمْ سُيُولُ هُتافِي
سَيَمُوتُ لَيْلُ الظّالمينَ وَيَنْتَهِي
وَيَعِيْشُ صُبح العادلين الصّافي
الروابط المفضلة