مدخل>>
﴿لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد﴾ [إبراهيم: 7]
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده
محمد بن عبد الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم تسليماً كثيرا
و بــــــعد
من المعلوم أن النعم من الله عز وجل و على العبد أن يحافظ على هذه النعم
و ذالك بشكر الله , فالشكر هو سر دوام النعم و زيادتها
وذالك لأن النعم من الله تعالى وهبها لخلقه اختباراً و امتحاناً لهم فمن جحدها سلبت منه
و ربما بقيت معه استدراجاً له
ثم تذهب كأن لم تكن بغمسة واحدة في النار (أجارنا الله منها)
و أما من عرف حقها و شكرها
فإن الله تعالى يحفظها له و يديمها عليه و يزيدها و ينميها له
و الشكر معه المزيد أبداً
لقوله جل و علا: ﴿لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد﴾ [إبراهيم: 7]
أي لئن شكرتم إنعامي لأزيدنكم من فضلي فجعل الله الشكر علامة للزيادة و العكس
وهذا وعد من الله جل و علا صادق و لابد أن يتحقق
و في حديث قدسي:أن الله عز وجل يقول:
"أهل ذكري أهل مجالستي و أهل شكري أهل زيادتي"
فالله تعالى لا يرزق عبداً الشكر إلا و رزقه معه الزيادة مع حفظها و دوامها و لهذا كانوا يسمون الشكر بالحافظ
لأنه يحفظ النعم الموجودة و الجالب لأنه يجلب النعم المفقودة
و أثر عن علي رضي الله عنه أنه قال:النعمة موصولة بالشكر و الشكر يتعلق بالمزيد
و لن ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر من العبد
و كان عمر بن عبد العزيز رحمه الله يقول: "نعم الله بشكر الله"
و قال جعفر بن محمد بن علي بن الحسين لسفيان الثوري رحمه الله:
"إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقائها و دوامها فأكثر من الحمد و الشكر عليهافإن الله قال في كتابه: "لئن شكرتم لأزيدنكم"
و قال المغير بن شعبة رضي الله عنه:
أشكر من أنعم عليك و أنعم على من شكرك فإن لا بقاء للنعم إذا كفرت و لازوالها إذا شكرت
و كان الحسن رحمه الله يقول: يا ابن آدم متى تنفك من شكر النعمة و أنت ملتهم بها
كلما شكرت نعمة تجدد لك بالشكر أعظم منها عليك
فأنت لا تنفك بالشكر من نعمة إلا إلى ما هو أعظم منها و قيل إذا قصرت يداك عن المكافئة فليطل لسانك بالشكر
و قال سليمان التيمي رحمه الله : إن الله عز وجل أنعم على عباده بقدر طاعتهم
و كلفهم بالشكر بقدر طاقتهم و كل شكر و إن قل ثمن لكل نوال و إن جل
إن صلاح الحياة يتحقق بالشكر و نفوس الناس تزكوا بالإتجاه إلى الله و تستقيم بشكر الخير
و تطمئن إلى الإتصال بالنعم فالمنعم موجود و النعمة بشكره تزكو و تزيد
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أشكر المنعم عليك فإنه لا نفاد للنعم إذا شكرت
و لا بقاء لها إذا كفرت و الشكر زيادة في النعم و أمان من الغير
فمتى لم ترى حالك في مزيد فاستقبل الشكر لترى الزيادة من كريم و هو الله عز وجل و حسبك به
و تلك عاجل بشرى المؤمن و في الآخرة (ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر)
قال تعالى : ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ (سورة الجمعة/4)
ختــــــاماً ما كان من صواب فمن الله و ما كان من خطأ فمن نفسي و الشيطان
دمتم بخير
مخرج>>
قال تعالى : ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ (سورة الجمعة/4)
الروابط المفضلة