تجربتي الشخصية في بيئة الفساد والإعجاب
أصبت بداء قتل حياء الفيتات المراهقات بصمت .. بلا إدراك منهن ...
أصبت بداء المحبة الخادع ..
أصبت بداء الإعجاب بغفلة مني ...
فما كان إلا ابتلآء من الله تعالى لي ..
سأضع بين أيدكم مصابي ومعاناتي مع الإعجاب وطريقة تخلصي منه ... والحمد لله على منّته وكرمه ...
..........................
في عمر 16 من عمري قدر الله لي وفاة والدي ..
أسكنه الله الفردوس الأعلى وجمعني بمن أحببت وحميع المسلمين ...
مما أحدث عندي فراغاً عاطفياً دون أن أشعر بنفسي ...
لآ صحبة صادقة ... ولآ مجتمعاً متديناً ..
كرهت الاقتراب ممن حولي حتى لآ تعتاد عيناي على المنكرات وتنقاد لفعلها ..
فأصبح كتابي وقلمي رفقاء درب وأبتعدت عن البشر .!!
شاء المولى لي أن أنتقل إلى مدرسة جديدة ..
وأسفي الشديد أنها تعج بالمنكرات ..
لم أرَ مما قال فيهم نبي الله صلى الله عليه وسلم ( القابض على دينه كالقابض على الجمر ) ..
أتألم في كل منظر أراه لكني التزمت الصمت .. والدعوة بصمت ...
حتى أنني شعرت أنني لست في ديار الإسلام مما رأيت بعيني ..
وفي أحد الأيام احتجت إلى دورة المياه فاستأذنت من معلمتي وخرجت ولم أكن أعلم ما يخبئ القدر لي ..
قابلت فتاة في الساحة العامة لآ أعرفها ولآ تعرفني ..!
نادتني فقدمت لها بابتسامة ..
وسلمت عليها وسألتها ماذا تريد مني وإذا كنت أستطيع المساعدة .. ؟
فابتسمت لي وبادرتني أود أن أحدثك بموضوع فأنا معجبة بأخلآقك الراقية وأدبك مع الجميع فأنتِ مختلفة ..!!
تعجبت منها لكن كتمت ذلك في قلبي وابتسمت بقولي :- ماذا تريدين ؟
فرددت :- صحبتكِ أريد أن أتسابق معك في حفظ القرآن ..؟
فأجبتها :- لآ بأس أنني موافقة .. فاستأذنت وانصرفت ..
وفي الغد قابلتها وحدي في الساحة الخلفية ..
وهمت بعناق لآ داعي له في نظري ..
فقمت بلآ إدراك لما أقوم به بضربها ..
فلست ممن يهوى الرذيلة ويبيع الدنيا لأجل الأخرة ..
هذا ما قلته لها .. وغادرت . لكنها لم تتوقف عن ذلك ..
وبادر الكثير من الفتيات لفعلها وكنتْ دوماً أعترض بطريقة ما ..
حتى سئمت ذلك .. ولم أعد أطيق المزيد ..!!
فتفجرت عزيمة في داخلي أريد أن أكون داعية في المصلى المهجور ..
فخجلي لن يفيدني يوم الحساب ..
ودعوة المعجبات بي للحضور وفي كل يوم أقدم درساً مختلفاً عن التقوى والإيمان والحساب ..
حتى تخلى البعض عن عادة الإعجاب وأيضاً عن عادة السحاق التي كانت من تبعات الإعجاب ..
تعجب الكثير ممن حصل تحولت هانوف الخجولة الصامتة إلى طاقة متفجرة جريئة لأبعد الحدود ..
كل ذلك بسبب العزيمة الصادقة .. والحمد لله
لكني لم أدرك أني وقعت دون أن أعلم فقد احترمت معلمة المصلى وأصبحت علآقتنا كالأخوة ..
دائما ً تشجعني لفعل الخير .. والله على ما أقول شهيد ..
تعاهدني على فعل الطاعات .. لكنها سرعان ما تتراجع ..
اعتقدت أننا أخوة فعلاً أحببتها لأنها بحجاب ساتر وكلام عذب يتجول في مواعظ ..
ولم أدرك أنها تتصنع ذلك لأجل أن تتقرب من محيط حياتي ..
عاهدتني أن أراجع حفظي وتقوم هي بالحفظ .. عاهدتني بالصدق والإخلاص ..
ولم تقم بأي شيء آخر سوى خيانة الأمانة وفضح أسراري . .. سوى تضييع وقتي وخداعي ..
لكن أدركت ذلك بعد ما وقعت بحبها ..
صارحتها لم تعاهدني ولا تقوم بعهدها معي لم تحفظ الأمانة ..
فتصنعت البكاء وذكرت لي أنها نادمة ولن تفعل ذلك لكني صدقتها واحترمتها .. لأجل الله ..
لكن المؤسف أنني لحبي لها واحترامها لكي أستطيع أن أفرط بصحبتها تعلقت بها دون شعور مني ... بغفلة صادقة ..
والمؤسف الأكبر أنها عاودت الخيانة تفاجأت بذلك أن سري الذي لم أخبر به أحداً الكل يعلم به حزنت بذلك أدرك صدق ما أخبرني بذلك ..
صدمة لم أستطيع أن أتحملها .. خصوصاً اني لست الوحيدة التي تتأذى من هذا الحديث ..
فاتصلت بها .. حدثتها لم ذلك ..!
أليست أختاً لي فلماذا تؤذيني ..
فكان جوابها كالصاعقة .. لي .. :- والله إنني كلما هممت للنوم تذكرتك فأرفع يدي لأدعو عليك ...!!
لم أستطع تحمل جملتها .. أين المحبة والأخوة !! كذب وخداع هذه هي المحبة التي لآ تبنى لأجل الله هذا ما كان في خاطري ..
فاعتذرت إن كنت قد أسأت لها وأعلنت لها انسحابي من حياتها .. وقمت الليالي أسأل الله لي الثبات .. والعون ..
العجيب أني فكرت بقطع علاقتي بها عدة مرات ولم أستطع ليس لأني أردت أن أتدارس القرآن معها بل لأني وقعت بحبها ..!
والآن حين أدركت بشاعة الحب الذي لآ يكون صادقاً لله قاطعتها ..
بحق رغم أنها أرسلت لي كثيراً رسائل تطالب بعودة العلاقة .. لكن وضعت جملتها نصب عيني ..
(والله إنني كلما هممت للنوم تذكرتك فأرفع يدي لأدعو عليك ...!!)
وقلت في نفسي من ترك شيئاً لله عوضه عنه خيرا. أني أحبها ولكن محبتها تغضب الله إذن سأتركها ..
وسبحان الله عوضني الله بصحبة صالحة حين انتقلت إلى مدرسة جديدة .. والحمد لله أصبحنا داعيات في المصلى نتعاون بصدق لأجل الله .. والحمد لله ..
همسة لكل من وقعت في داء الإعجاب ~
أتخذي العزيمة الصادقة وضعي نصب عينيك العواقب التي تكرهينها ... وتسلحي بقيام الليل وأسأل الله المعونة .. فهو خير معين لكِ ..
همسة لكل من شهدت على الإعجاب ووقفت صامته ~
بادري لإنقاذهن فلربما كنتِ يوماً ما مصابة بما حل بهن .. تنقاد الغافلات لفعلهن وتعتاد عينك لرؤيتهن .. فتقعي بما وقعن به وأنتِ غافلة ..
أسال الله أن يحمي الأمة من هذا الداء ..)
الروابط المفضلة