بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بك أختي الغالية أم مريم على الفكرة الرائعة
والمفيدة جعلها الله بميزان حسناتك عزيزتي
أضع بين أيديكم تجربتي التربوية بما تحمله من متاعب وصعاب
أسأل الله الأجر والثواب ولجميع الأمهات انه أرحم الراحمين
حفظ الله ابناءكم وأقر بهم أعينكم
لي خمسة ابناء ذكور
بداية..لاتختلف تجربتي معهم عن تجربة أية أم تريد لأولادها أن يكونوا
مثالا للأخلاق الحسنة والتفوق وكل ماهو صالح
سأتحدث عن تجربتي مع الأبن الثاني والثالث..والخامس
حيث أن الفارق بين اثاني والثالث هو سنة وثلاثة أشهر وهما يعانيان من نفس المشكلة
أنها السمنة ومايترتب عليها من مشاكل صحية ونفسية لي ولهم
وحين اطمأنيت عليهما من الفحص والتحاليل بخلوهما من الأمراض
أصبحت مسؤوليتي كبيرة في تعويدهما على نظام غذائي معين
وما أصعبها من مهمةلطفلين في سني عمرهما الأولى
وعاما بعد عام كنت في سباق مع الزمن كي أحافظ على الأقل على
صحتهما من أخطار السمنة
دخل الكبير المدرسة فصادفتني حينها مشاكل كثيرة في تعليمه كيفية تقبل
نظرة زملائه له حيث يبدو أكبر منهم بكثير
الحمدلله كان ذكاؤه يجاري وزنه أكثر من عمره فاتخذت من ذلك
أداة لأعلمه الثقة بالنفس وأن الله تعالى يخلق كل انسان بشكل
وهيئة تختلف عن الآخر وأن نعمه علينا لاتعد ولاتحصى
كانت استجابته رائعة ...لم يكن طفلا كبير الحجم فقط بل كان كبير العقل واثقا بنفسه
بعد عام دخل الطفل الكبير الآخر المدرسة فلم أواجه صعوبة كما كان حالي مع أخيه كما لم يتفاجأ به زملاؤه
كانا طفلين متفوقين اجتماعيين محبوبين من الصغار والكبار
يحبان الناس كثيرا لكن المشكلة الكبيرة كانت حبهما للأكل أيضا
كانا يشاهدان الطلاب يحضرون معهم انواع الطعام والحلويات
كنت أدعو الله أن يعينني على أن استطيع افهام طفلين بعمرهما
أن ذلك يضر بهما
وأحمد الله وأشكره أنه كان في عوني على هذه المهمة الصعبة
وهاهما قد كبرا حيث قارب الأول على14 عاما والثاني أكمل 12
ولحد هذه اللحظة وأنا أحدد لهما كمية ونوعية الطعام الذي يتناولاه
ولم تزل مهمة صعبة اواجهها بالصبر والدعاء
رزقنا بعدهما بولدين آخرين اكتشفنا أن أصغرهما فاقدا للسمع...
فزادت معاناتي لكني لم أيأس من رحمة الله وكنت أدعو ليلا ونهارا أن
يمن على أولادي بالشفاء فكانت رحمة الله واسعة فهو على كل شئ قدير
فقد تيسر لنا اجراء عمليتين في كلتا أذنيه فأصبح يسمع جيدا
والحمدلله وهاهو يقترب من عامه الرابع وقد بدأ ينطق كلمات وجمل
بسيطة وهو في تحسن مستمر ويتميز بذكاءكبير ولله الحمد
وسأدخله المدرسة العام الدراسي القادم باذن الله
كان أول ماسمعه هو أذان أبيه في أذنه والحمد لله الآن بدأت اتفاهم
معه وأعلمه أركان الاسلام وسور القرآن القصيرة
لم يحفظها بعدولكنه يستمع اليها وينطق بعض كلماتها
وهذه نعمة أحمد الله عليها
وبرغم كل ماعانيته فأنا أحمد الله وأشكره أن من علي بنعمة الصبر
والقوة في تربيتهم
أدعو الله أن يحفظ أبناءكم من كل سوء ويمن عليهم بالصحة والعافية
ويعينكم على تربيتهم
أختكم أم زياد
الروابط المفضلة