غالبا ما تقف الأم العاملة حائرة أمام طفلها عندما تريد أن تأخذه إلى الحضانة قبل أن تتوجه إلى عملها إذ تواجهها عيون باكية وبعدها تبدأ حالة من الصراخ والتعلق بالملابس لتنتهي بنظرات لوم وتأنيب..
وتتكرر هذه الحالة كل يوم أمام باب الحضانة.. فالطفل يرفض الدخول.. والأم ترغب في الانتهاء من إجراءات تسليمه إلى المشرفة بسرعة حتى تلحق بموعد عملها.. وينتهي الأمر بدخول الطفل مجبرا وتتركه الأم وهو يبكي وتظل طوال اليوم تعاني الإحساس بالقلق وتأنيب الضمير.. فماذا يمكن للأم أن تفعله لكي تعد طفلها لتقبل أمر التحاقه بالحضانة بسهولة؟
تقول د. أنيت تريتزل أخصائية علم النفس الألمانية إن هناك بعض الخطوات التي يمكن للأم اتباعها للتغلب على مثل هذه المواقف أهمها:
ـ أن تظهر الأم دائما بشكل الواثقة بنفسها، المتماسكة أمام بكاء طفلها حتى لا يشعر أنه يستطيع أن يؤثر عليها ببكائه.
ـ الوعد بمكافأة في نهاية الأسبوع أو في يوم الإجازة وذلك عن طريق التخطيط لقضاء هذا اليوم في مكان يحبه الطفل.
ـ ترغيب الطفل في لقاء أصدقائه بالحضانة.
ـ اختصار لحظة الفراق وعدم الإطالة فيها.
ـ الأطفال غالبا ما يتصرفون وفقا لما تتوقعه الأم، فهم مرآة لما تفكر هي فيه لذا فإن عليها أن تكون متفائلة ولا تجعل القلق يسيطر عليها لأن الطفل حتما سوف يبكي إذا ما شعر بأن ضمير الأم يؤنبها.
ـ الاستعداد النفسي والعملي لمثل هذه المواقف عن طريق الاستيقاظ مبكرا وعدم التسرع في إنهاء المهام الروتينية اليومية، فالشجار في الصباح مع الأطفال من الممكن أن يؤثر على إنتاجية الأم في العمل طوال اليوم
ـ ضرورة وجود عادات يومية ولو صغيرة تجمع بين الطفل والأم مثل الغناء معا أو تناول كوب من اللبن معا أو اللعب لفترة قصيرة قبل الذهاب إلى الحضانة.
وعموما فإن تنمية عادة النظام والالتزام بعمل أشياء في مواعيد معينة يعلم الطفل أن لكل شيء وقته المناسب، كما أن منحه مساحة يومية من الاهتمام الخاص به يؤكد له أنه محبوب، وأن ذهابه للحضانة ليس عقابا له أو رغبة في التخلص منه
_(البوابة)
الروابط المفضلة