رحمه الله وعظ يوماً أصحابه في حال أهل القبور ، فقال :
إذا مررت بهم فنادهم إن كنت منادياً ،
وادعهم إن كنت داعياً، ومر بعسكرهم،
وانظر إلى تقارب منازلهم .. سل غنيهم ، ما
بقي من غناه ؟ .. واسألهم عن الألسن التي
كانوا بها يتكلمون، وعن الأعين التي كانوا
للذات بها ينظرون .. واسألهم عن الجلود
الرقيقة ، والوجوه الحسنة، والأجساد
الناعمة، ما صنع بها الديدان تحت
الأكفان؟! .. أكلت الألسن، وغفرت الوجوه،
ومحيت المحاسن، وكسرت الفقار، وبانت
الأعضاء ، ومزقت الأشلاء ، فأين حجابهم
أليسوا في منازل الخلوات ؟
أليس الليل والنهار عليهم سواء ؟
قد حيل بينهم وبين العمل، وفارقوا الأحبة والمال والأهل.
وفي تلك الساعة تحسى أن نبضات قلبكى أصبحت ثقيلة،
ما بال القلب بدأت تثقل ضرباته؟
ما بال الأنفاس كأنهاتخرج من ثقب إبرة؟
فإذا أمك وأختك تبكيان عليكى ابنك الصغير قد رمى نفسه عليكى وهو يبكي ويقول: أمى أمى
وأنت تنظرى وتعلمى أن الفراق قد أتى
تنظرى إلى من حولك هم في حال وأنت في حال آخر
ما بال الساقين قد التصقتا؟
ما بال الكفين لاتستطيع أن تحركهما؟
{كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ } [القيامة:26-30]
تريد الروح أن تخرج فتنطلق تلك الصرخة
{رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ} [المؤمنون:99-100[/[
فتسمع الجواب:
{كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} المؤمنون:100
[CENT
ER
وقد فارقتى الحياة وأصبحتى جثه هامدة لا
حراك لكى وجردتى من الثياب والزينة
والموديلات وما بقي الا قطعة من قماش تستر
بها عورتكى ممدده على الواح لتُغسلى
فأين العينان لتبصر وترى ؟؟
انه ممدود على لوح وقد جرد من ملابسه بلا
لاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم
أتدرين إن ما رفضتى ستره من جسدك فى حياتك
يا أمةالله أتدري ماذا يقول ملك الموت و أنت نائمة على خشبة الغسل ؟
يا امة الله أين سمعك ما أصمّك ..
أين ريحك الطيّب ما غيّرك ..
فإذا وُضِعْتَى في القبر نادى عليكى الملك ..
يا أمة الله جمعتى الدنيا أمْ الدنيا جمعتك..
يا أمة الله تركتى الدنيا أمْ الدنيا تركتك..
ياأ مة الله استعددتى للموت أمْ المنيّة عاجلتكى..
يا امة الله خرجتى من التراب و عدتَى إلى التراب..
خرجتى من التراب بلا ذنب و عدتَى إلى التراب و كلّكى ذنوب..
أُخيتى هذا بيتى وبيتك غداً
تخيلى إنكى أنت فى هذا الكفن
وأنكى سوف فى القبر ستوضعين
مـــــــــاذا أعددتى لأول ليلة تبتينها في قبرك؟؟
قال الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «القبر أول منازل الآخرة، فإن ينج منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه» ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما رأيت منظراً إلا والقبر أفظع منه» {أحمد والترمزي وحسنه الألباني}
وفي حديث جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد» {أحمد وحسنه الهيثمي} .
أخبرنا قتيبة عن مالك عن أبي الزبير عن طاووس عن عبد الله بن عباس:
-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن قولوا اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات
أبو داود عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل نخلا لبني النجار، فسمع صوتا ففزع، فقال: (( من أصحاب هذه القبور؟ )) قالوا: يا رسول الله، ناس ماتوا في الجاهلية، فقال: (( تعوذوا بالله من عذاب القبر، ومن فتة الدجال )) قالوا: ومم ذلك يا رسول الله؟ قال: (( إن العبد إذا وضع في قبره أتاه ملك فيقول ما كنت تعبد؟ فإن هداه الله قال: كنت أعبد الله، فيقال: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: هو عبد الله ورسوله، فما يسأل عن شيء غيرها، فينطلق به إلى بيت كان له في النار. فيقال له: هذا بيتك كان في النار، ولكن الله عصمك ورحمك فأبدلك بيتا في الجنة، فيقول: دعوني حتى أذهب فأبشر أهلي فيقال له: اسكن، وإن الكافر إذا وضع في قبره أتاه ملك فينتهره ويقول: ما كنت تعبد؟ فيقول: لا أدري، كنت أقول كما يقول الناس، فيضرب بمطارق من حديد بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها الخلق غير الثقلين ))
حديث صحيح: أبو داود (4751)
زحمة القبر وعصره، أي: التقاء جانبي القبر على جسد الميت،
بحيث يعصره ويضغطه، وهي أوَّلُ ما يلاقيه الميتُ حين يوضعُ
في قبرِه، وقد جاءَ في النصوص ما يدلُّ على أنَّها عامةٌ لكل من يوضعُ في القبرِ، ولا ينجو منها أحدٌ، بل الكافر والمسلم في ذلك سواء
فلا ينجو منها صالح ولا طالح، غير أن الفرق بين المسلم والكافر فيها: هو دوام الضغط للكافر، وحصول هذه الحالة للمؤمن في أول نزوله إلى قبره، ثم يعود القبر إلى الانفساح له.
روى أحمد (6/55، 98) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إِنَّ لِلْقَبْرِ ضَغْطَةً، فَلَو نَجَا أَو سَلِمَ أَحَدٌ مِنهَا لَنَجَا سَعدُ بنُ مُعاذ"
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :" هذا الحديث – يعني حديث ( لقد ضم القبر سعدا ضمة..) - مشهور عند العلماء ، وعلى تقدير صحته : فإن ضمة الأرض للمؤمن ضمة رحمة وشفقة ، كالأم تضم ولدها إلى صدرها ، أما ضمتها للكافر فهي ضمة عذاب والعياذ بالله . وعن أبي أيوب رضي الله عنه: أن صبيًا دُفنَ، فقالَ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ أَفْلَتَ أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ القَبْرِ لأَفْلَتَ هَذَا الصَبِيُّ"
رواه الطبراني المعجم الكبير (4/121)، وصححه الهيثمي (3/47)، والألباني في السلسلة الصحيحة (2164).
أخبرنا قتيبة قال حدثنا سفيان عن يحيى عن عمرة عن عائشة:
-أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ من عذاب القبر ومن فتنة الدجال وقال إنكم تفتنون في قبوركم.
أخبرنا هناد عن أبي معاوية عن الأعمش عن مسروق عن عائشة:
-دخلت يهودية عليها فاستوهبتها شيئا فوهبت لها عائشة فقالت أجارك الله من عذاب القبر قالت عائشة فوقع في نفسي من ذلك حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال إنهم ليعذبون في قبورهم عذابا تسمعه البهائم.
وروى مسلم، وأصحاب السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليقل: أعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال".
{رحلة الخلود}طريقــــك إلى الجــنّـــة أو النّــــار
حياة البرزخ على حسب حياته في الدنيا، المؤمن ينعم في البرزخ وروحه في الجنة وجسده يناله بعض النعيم, والكافر روحه تعرض على النار، ويناله نصيب من العذاب, وينال جسده نصيب من العذاب, هذه حال البرزخ،
المؤمن في سعادة ونعيم، وأخبر النبي-صلى الله عليه وسلم-أنه روح المؤمن في الجنة تسرح في الجنة حيث شاءت, وأما الكفار فبما أخبر الله عن آل فرعون، ( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) (غافر:46) ،
فالكفار أرواحهم معذبة وأجسادهم ينالها نصيبها من العذاب حتى يبعث الله الجميع،
فمن أنكر عذاب القبر ، فقد كفر باليوم الآخر ، ومن كفر باليوم الآخر فقد كفر بالله ؛ لأن الإيمان بالله لا يقوم إلاّ على الأركان الستة :
الإيمان بالله وملائكته وكُتُبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره
من فضل الله تعالى على هذه الأمة أن جعل قبل الحساب مكفِّرات لذنوبها
وقدذكر شيخ الإسلام رحمه الله عشرة مكفِّرات ، ومنها : عذاب القبر .
ما يحصل للمؤمن في الدنيا والبرزخ والقيامة من الألم التي هي عذاب : فإن ذلك يُكفِّر الله به خطاياه
كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا حزَن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله به من خطاياه
ما يحصل في القبر من الفتنة والضغطة والروعة ، فإن هذا مما يكفّر به الخطايا
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضا في " منهاج السنَّة " ( 6 / 238 ) أن ممايكفِّر السيئات : ما يُبتلى به المؤمن في قبره من الضغطة ، وفتنة الملَكين .
يتنوع العذاب في القبر بحسب الذنب الذي اقترفه صاحبه في الدنيا ، سواء كان للكفار أو للعصاة ، وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بوصف هذا العذاب في القبور لأهل هذه الذنوب روى أحمد (17803) وأبو داود (4753) عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ فَجَلَسَ رَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ وَكَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْعَذَابِ الْقَبْرِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا . . . - ثُمَّ ذكر صفة قبض روح المؤمن ونعيمه في القبر ثم قال - : وَإِنَّالْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنْ السَّمَاءِ مَلائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمْ الْمُسُوحُ فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَغَضَبٍ قَالَ فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنْ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَبِهَا عَلَى مَلإٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ إِلا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُفَيَقُولُونَ فُلانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلا يُفْتَحُ لَهُ ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الأَرْضِ السُّفْلَىفَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا ثُمَّ قَرَأَ : ( وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لا أَدْرِي فَيَقُولانِ لَهُ مَا دِينُكَ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لا أَدْرِي فَيَقُولانِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ هَاهْ لا أَدْرِي فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ فَافْرِشُوا لَهُ مِنْ النَّارِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلاعُهُثُمَّ يُقَيَّضُ لَهُ أَعْمَى أَبْكَمُ مَعَهُ مِرْزَبَّةٌ مِنْ حَدِيدٍ لَوْ ضُرِبَ بِهَا جَبَلٌ لَصَارَ تُرَابًا قَالَ فَيَضْرِبُهُ بِهَا ضَرْبَةً يَسْمَعُهَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ إِلا الثَّقَلَيْنِ فَيَصِيرُ تُرَابًا قَالَ ثُمَّ تُعَادُ فِيهِ الرُّوحُ وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ قَبِيحُ الثِّيَابِ مُنْتِنُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ فَيَقُولُ رَبِّ لا تُقِمْ السَّاعَةَ .والحديث : صححه الشيخ الألباني في " أحكام الجنائز " ( ص 156 )روى البخاري (1386) (7047) عن سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ لِأَصْحَابِهِ : هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رُؤْيَا ؟ قَالَ : فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ ، وَإِنَّهُ قَالَ ذَاتَ غَدَاةٍ : إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي ، وَإِنَّهُمَا قَالا لِي : انْطَلِقْ ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا ، وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ ، وَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ فَيَثْلَغُ رَأْسَهُ فَيَتَهَدْهَدُ الْحَجَرُ هَا هُنَا فَيَتْبَعُ الْحَجَرَ فَيَأْخُذُهُ ، فَلا يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ بِهِمِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الأُولَى . قُلْتُ لَهُمَا : سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ ؟ قَالَ قَالا لِي : انْطَلِقْ انْطَلِقْ . فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ مِنْ حَدِيدٍ ، وَإِذَا هُوَ يَأْتِي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ فَيَشُقُّ شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ ، وَمَنْخِرَهُ إِلَى قَفَاهُ ، وَعَيْنَهُ إِلَى قَفَاهُ ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الْجَانِبِ الآخَرِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالْجَانِبِ الأَوَّلِ ، فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّذَلِكَ الْجَانِبُ كَمَا كَانَ . ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الأُولَى . قُلْتُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! مَا هَذَانِ ؟ قَالا لِي : انْطَلِقْ انْطَلِقْ . فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ ، فَاطَّلَعْنَا فِيهِ فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ ، فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا [أي ارتفعت أصواتهم] . قُلْتُ لَهُمَا : مَا هَؤُلاءِ ؟ قَالا لِي : انْطَلِقْ انْطَلِقْ . قَالَ : فَانْطَلَقْنَا ، فَأَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ أَحْمَرَ مِثْلِ الدَّمِ ، وَإِذَا فِيالنَّهَرِ رَجُلٌ سَابِحٌ يَسْبَحُ ، وَإِذَا عَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ حِجَارَةً كَثِيرَةً ، وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ ثُمَّ يَأْتِي ذَلِكَ الَّذِي قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ الْحِجَارَةَ فَيَفْغَرُ لَهُ فَاهُ ، فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا ، فَيَنْطَلِقُ يَسْبَحُ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ ، كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا . قُلْتُ لَهُمَا : مَا هَذَانِ ؟ قَالا لِي : انْطَلِقْ انْطَلِقْ. . . ثم ذكر الحديث
فقال : قُلْتُ لَهُمَا : فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ عَجَبًا فَمَا هَذَاالَّذِي رَأَيْتُ ؟ قَالَ قَالَا لِي : أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُكَ ، أَمَّا الرَّجُلُ الأَوَّلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ ، وَيَنَامُ عَنْ الصَّلاةِ الْمَكْتُوبَةِ . يُفْعَلُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُشّقُّ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ ، وَمَنْخِرُهُ إِلَى قَفَاهُ ، وَعَيْنُهُ إِلَى قَفَاهُ ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ فَيَكْذِبُ الْكَذْبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ . فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ ، فَإِنَّهُمْ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي .
وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ فِي النَّهَرِ وَيُلْقَمُ الْحَجَرَ ، فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا .
الكلُّوب : حديدة معوجة الرأس . الشدق : جانب الفم . يشدخ : يشج . تدهده : تدحرج .
وفيه : أن بعض العصاة يعذَّبون في البرزخ اهـ . فتح الباري ( 12 / 445 )
روى البخاري (4234) ومسلم (115) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْنَا فَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلا وَرِقًا غَنِمْنَا الْمَتَاعَ وَالطَّعَامَ وَالثِّيَابَ ثُمَّ انْطَلَقْنَا إِلَى الْوَادِى وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدٌ لَهُ يُدْعَى رِفَاعَةَ بْنَ زَيْدٍ فَلَمَّا نَزَلْنَا الْوَادِي قَامَ عَبْدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحُلُّ رَحْلَهُ فَرُمِيَ بِسَهْمٍ فَكَانَ فِيهِ حَتْفُهُ فَقُلْنَا هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَلَّا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، إِنَّ الشَّمْلَةَ لَتَلْتَهِبُ عَلَيْهِ نَارًا أَخَذَهَا مِنْ الْغَنَائِمِ يَوْمَ خَيْبَرَ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ. قَالَ: فَفَزِعَ النَّاسُ فَجَاءَ رَجُلٌ بِشِرَاكٍ أَوْ شِرَاكَيْنِ ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَصَبْتُ يَوْمَ خَيْبَرَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِرَاكٌ مِنْ نَارٍ أَوْ شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ
ومع هذا العذاب الحسي هناك أيضاً عذاب معنوي (نفسي)وهو أن الكافر يُرى في قبره مقعده من الجنة لو أطاع الله ، فيزدادبذلك حسرة وألما لما يرى من عظم النعيم الذي فاته
المنجيات والمانعات من عذاب القبر،
الرباط في سبيل الله: ومعنى الرباط الإقامة على الحدود الإسلامية لمواجهة العدوان الخارجي الكافر
ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن سلمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات أجري عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه وأَمِنَ الفتَّان ) وفي سنن أبي داود ( وأمن من فتنة القبر ) .
الشهادة في سبيل الله: والشهيد هو من قُتل مجاهداً في سبيل الله، روى النسائي أن رجلاً قال يا رسول الله: ما بال المؤمنين يُفتنون في قبورهم إلا الشهيد ؟ قال: ( كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة )
حفظ سورة تبارك وتلاوتها: فعن ابن عباس - رضي الله عنهما قال: ضرب رجلٌ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلمخباءه – خيمته - على قبر، وهو لا يحسب أنه قبر، فإذا قبرُ إنسانٍ يقرأ سورة الملك حتى ختمها، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ضربت خبائي على قبر، وأنا لا أحسب أنه قبر، فإذا قبر إنسانٍ يقرأ سورة الملك حتى ختمها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( هي المانعة، هي المنجية تنجيه من عذاب القبر ) قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب .
الموت بداء من أدواء البطن: فعن سليمان بن صرد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من قتله بطنه لم يعذب في قبره ) رواه أحمد والترمذي وقال: هذا حديث غريب . والمراد بالحديث حصول النجاة من عذاب القبر لمن مات بداء من أدواء البطن كسرطان البطن والقولون والقرحة وغير ذلك.
الموت ليلة الجمعة ويومها : فعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر ) رواه أحمد والترمذي والحديث يدل على أن الموت ليلة الجمعة أو يومها من أسباب الوقاية من عذاب القبر،
هذه بعض الأعمال التي من عملها مؤمناً محتسباً كفاه الله بهن عذاب القبر، وأبدله الله في قبره نعيماً يمتد إلى يوم القيامة، وتخصيص هذه الأعمال بالذكر لا ينفي أن يكون لغيرها أثرها في دفع عذاب القبر، والتهوين على المسلم من فظائع ذلك المكان الموحش، فقد تمنع عنه صلاته عذاب القبر، وقد يدفع عنه صدقته وبره وإحسانه، وقد يحميه صيامه وحجه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: ( إن الميت إذا وضع في قبره إنه يسمع خفق نعالهم حين يولوا مدبرين، فإن كان مؤمناً كانت الصلاة عند رأسه، وكان الصيام عن يمينه، وكانت الزكاة عن شماله، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلاة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه، فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يمينه فيقول الصيام: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يساره فتقول الزكاة: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى من قبل رجليه فيقول: فعل الخيرات من الصدقة والمعروف والإحسان إلى الناس ما قبلي مدخل ) رواه الطبراني في الأوسط . وفي الجملة فعلى الإنسان أن يعظم رجاؤه بربه، ويحرص على العمل الصالح، ويجتنب ما يغضب الله فهو الضمان من عذاب القبر،
مستقرالأرواح فى حياةالبرزخ
عذاب القبر ونعيمه يكون على الروح متصله بالبدن ومنفصله عنه
والروح حين تنفصل عن البدن يبقى لها اتصال به وهى سريعه الحركة جداً
وقد رود فى الحديث صحيحه بيان مستقر اصناف من أرواح الناس فمنها ما يكون فى الجنة ومنها ما يكون فى النار ومنها ما يكون فى الارض ومنها ما يكون فى أماكن أخرى
أرواح الانبياء فى حياة البرزخ فى الرفيق الاعلى فى اعلى عليين كما راهم النبى صلى الله عليه وسلم
فى ليلة الاسراء والمعراج ثبت ذلك فى الصحيحين
من أرواح الشهداءفى حياة البرزخ ما يكون حواصل طير خضروجعفر بن أبى طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى عنه يكون فى حياة البرزخ له جنحان يطير بهما مع الملائكة فى الجنة
عن ابى هريرة :قال قال رسول صلى الله عليه وسلم
(رأيت جعفرا يطير فى الجنة مع الملائكة)
رواه الترمذى وصححه الالبانى
وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عمه حمزهبن عبد المطلب سيد الشهداء فى حياة البرزخ متكئا على سرير
عن ابن عباس رضى الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( دخلت الجنة البارحة فنظرت فيها فاذا جعفريطير مع الملائكة وإذا حمزه متكىء على سرير)رواه الحاكم وصححه الالبانى فى صحيح الجامع
وارواح المؤمنين تكون فى حياة البرزخ طائر يأكل من شجر الجنة
عن كعب بن مالك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال.
(إنما نسمة المؤمن طائريعلق فى شجر الجنة حتى يرجع إلى حسده يوم يبعث )
رواه النسائى فى كبرى وابن ماجه وغير وصححه الألبانى
تلاقى أرواح المؤمنين فى حياة البرزخ تتزاورتتلاقى ويحدث بعضها بعضا
عن أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
(إذا حضر المؤمن أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء فيقولون اخرجى راضية مرضيا عنك إلى روح الله وريحان ورب غيرغضبان فتخرج كأطيب ريح المسك حتى أنه ليناوله بعضهم بعض حتى يأتون به باب السماء فيقولون ما أطيب هذه الريح التى جاءتكم من الارض فيأتون به أرواح المؤمنين فلهم أشد فرحا به من أحدكم بغائبه يقدم عليه فيسألون ماذا فعل فلانماذا فلان فيقولون دعوه أنه كان فى غم الدنيا فأذا قال أما أتاكم قالوا ذهب به إلى أمه الهاوية وإن الكافر إذا حضر أتته ملائكة العذاب بمسح فيقولون اخرجى ساخطة مسخوطا عليك إلى عذاب الله عزوجل فتخرج كأنتن ريح جيفة حتى يأتون به باب السماء فيقولون ما أنتن هذه الريح حتى يأتون به أرواح الكفار )رواه النسائى وصححه الالبانى
(إذا ولى أحدكم أخاه فليحسن كفنه فانهم يبعثون فى أكفانهم ويتزاورون فى أكفانهم )
أخرجه الخطيب فى التاريخ وصححه الالبانى فى السلسه الصحيحة
وقد دل أيضا على تلاقى أرواح أهل الخير
وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
(170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)
ساعة يطول فيها مكوث العبد في قبره في الظلمة، تقومى في
ذلك القبر الضيق المظلم فماذا تنظرى؟
أزرقين يقولان لكى من ربك؟
ما دينك؟ما تقولى في الرجل الذي
فتقولى: هاه هاه لا أدري، هاه هاه لا أدري، ماذا تدري
تحفظى الأغاني والزمر والطرب،
تحفظى المسلسلات والأفلام، أما أنكى تحفظى كلام الله فلا والله،
أما أنكى تعرفى السنن، فلا والله، كنتى يقلدى فلاناً وفلانة
ولاتتبعى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنتى لا تعرفى في
الدنيا كلام الله، بلكنتى تعرفى كلام الشيطان
وتهوى الغناء والعياذ بالله
إن لم تجيبى على ذلك السؤال ماذا يكون مصيرك؟!!
يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ [إبراهيم:27]
ومما أدراك ما يومُ الحسرة
يوم يجمعُ الأولون والأخرون في موقفٍ واحد،
فمن آمنَ و أتبع سعِدَ سعادةً لا يشقى بعدها أبدا.
ومن تمردَ وعصى شقي شقاءً لا يسعدُ بعده أبدا،
وخسرَ نفسَهُ وأهلَهُ وتحسرَ وندِمَ ندامةً تتقطعُ
منها القلوبُ وتتصدعُ منه الأفئدةُ أسفا.
وأيُ حسرةٍ أعظمُ من فواتِ رضاء الله وجنته
على وجهٍ لا يمكنُ معه الرجوعُ ليُستأنف
العملُ، ولا سبيلَ له إلى تغييرِ حالهِ ولا أمل
الحسرةُ على أعمالٍ صالحةٍ:
{وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} (47) سورة الزمر]
الحسرةُ على التفريطِ في طاعةِ الله:
قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ{55} أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ
السَّاخِرِينَ{56} أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ{57} أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ
مِنَ الْمُحْسِنِينَ{58}السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ{61} ( من سورة الزمر )
الحسرةُ على التفريطِ في النفسِ والأهل:
أن تقيَهم من عذاب جهنم، يوم تفقدَهم وتخسرَهم مع نفسُك بعد ما
فتنتَ بهم، ذلك هو الخزيُ والخسار والحسرةُ والنار، حالك
قال تعالى:{ويومَ يَعَضُّ الظَّالِمُ على يدَيهِ يقُولُ ياليتَنِي اتخذتُ معَ الرسُولِ سبِيلاً .
ياويلتَي ليتنِي لم أتَّخِذ فُلانًا خلِيلاً0 لقد أضَلَّني عنِ الذِكرِ بعدَ إذ جآءنِي وكان
الشَّيطانُ للإنسانِ خَذُولاً}
ما تحسَّر أهل الجنة على شيء كما تحسروا على ساعة لم يذكروا فيها اسم الله
الله أكبر أهل الجنة وقد دخلوا الجنة ويتحسرون
الله الله وكيف يكون حال أهل النار والعياذ بالله
ياربى اعفو عنا وارجمنا برحمتك
هو قرن عظيم التقمه إسرافيل ينتظر متى يؤمر بنفخه : نفخة الفزع : قال تعالى (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلامَنْ شَاءَ اللَّهُفيخرب الكون كله وبعد أربعين ينفخ نفخة البعث: قال تعالى : ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) الزمر 68.
ثم يرسل الله مطراً فتنبت الأجساد
{من عظمة عجب الذنب} وتكون خلقاً جديداً لايموت حفاةً عراةً يرون الملائكة والجن .يبعثون على أعمالهم
يجمع الله الخلائق للحساب فزعين كالسكارى فى يوم عظيم قدره
50 ألف سنة كأنّ دنياهم ساعة فتدنو الشمس قدر ميل ويغرق الناس بعرقهم قدرأعمالهم فيه يتخاصم الضعفاء والمتكبرون ويحاصم الكافر قرينه وشيطانه وأعضاءه ويلعنُ بعضهم بعضاً ويعض الظالم على يديه وتجرٌجهنم ب70 ألف زمام يجركل زمام 70 ألف ملك فإذارآها الكافر ودّ افتداء نفسه أو أن يكون ترابا أما العصاة : فمانع الزكاة تُصفح أمواله ناراً يكوى بها والمتكبرون يحشرون كالنمل ويُفضح الغادر والغال والغاصب ويأتى السارق بما سرق وتظهر الخفايا أما الأتقياء فلا يفزعهم بل يمرُكصلاة الظهر.
عظمى : خاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم للخلق يوم المحشر لرفع بلائهم ولمحاسبتهم وعامة للنبى وغيره : كإخراج المؤمنين من النار ورفعة درجاتهم .
يُعرض الناس صفوفاً على ربهم فيُريهم أعمالهم ويسألهم عنها وعن
العمر والشباب والمال والعلم والعهد وعن النعيم والسمع والبصر والفؤاد فالكافر والمنافق يحاسبون أمام الخلائق لتوبيخهم وإقامة
الحجة عليهم ويُشهد عليهم الناس والأرض والأيام والليالى والمال
والملائكة والأعضاء حتى ويُقرُّوا بها والمؤمن يخلو به الله فيقرره
بذنوبه حتى إذا رآه أنّه هلك قال له : (سترتها عليك فى الدنيا وأنا
أغفرها لك اليوم ) وأول من يحاسب أمة محمد وأول الأعمال
حساباً الصلاة وقضاءاً الدماء .
**************************
ثم تتطاير الصحف فيأخذون كتاباً لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا سورة الكهف(49)المؤمن بيمينه والكافر والمنافق بشماله وراء ظهره
ثم تُوزن أعمال الخلق ليجازيهم عليها بميزان حقيقى دقيق له كفتان تُثقله الأعمال الموافقة للشرع الخالصة لله ومما يثقله : (لاإله إله الله...)
وحُسن الخلق والذكر :كالحمدلله وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ويقاضى الناس بحسناتهم وسيئاتهم
ثم يرِدُ المؤمنون الحوض من شرب منه لا يظمأ بعده أبداً
ولكل نبىّ حوض أعظمها لمحمد صلى الله عليه وسلم : ماؤه أبيض من اللبن وأحلى من العسل وأطيب من المسك وآنيته ذهب وفضة كعدد النجوم طوله أبعد من أبلة بالأردن إلىعدن يأتى ما ؤه من نهر الكوثر .
********************************
فى أخر يوم من الحشر يتْبع الكفارُ آلهتهم التى عبدوها فتوصلهم إلى النار جماعات كقطعان الماشية على أرجلهم أو على وجوههم ولا يبقى إلا المؤمنون والمنافقون فيأتيهم الله فيقول : (ما تنتظرون ؟) فيقولون : (ننتظرربنا) فيعرفونه بساقه إذا كشفها فيخرُّون سُجّداً إلا المنافقين
قال تعالى{ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ }
ثم يتبعونه فينصِب الصراط ويعطيهم النور ويُطفأ نور المنافقين .
جسرً ممدد على جهنم ليعبر المؤمنون عليه إلى الجنة وصفه صلى الله عليه وسلم بأنه (مد حضةٌ مزلًة عليه خطاطيف وكلاليبُ كشوك السعدان .. أدق من الشعرة وأحدُّ من السيف ) مسلم
وعنده يُعطى المؤمنون النور على قدر الأعمال أعلاهم كالجبال وأدناهم فى طرف إبهام رجله فيضىء لهم فيعبرونه بقدرأعمالهم فيمر المؤمن كطرْف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاود الخيل والرّكاب (فناجٍ مسلم ومخدوش مرسل ومكدوس فى جهنم)
متفق عليه أما المافقون فلا نور لهم يرجعون ثم يُضرب بينهم وبين المؤمين بسور ثم يبغُون جواز الصراط فيتساقطون فى النار .
يدخلها الكفار ثم بعض العصاة من المؤمنين ثم المنافقون من كل 1000 يدخلها 999 لها 7 أبواب أشدّ من نار الدنيا 70 مرة يعظم فيها خلق الكافر ليدوق العذاب فيكون ما بين منكبيه مسيرة ثلاثة أيام وضرسه كجبل أحد ويغلظُ جلده ويُبدّل ليذوق العذاب شرابهم الماء الحار يقطع أمعاءهم وأكلهم الزقوم والغسلين والصديد أهونهم من توضع أسفل قدميه جمرتان يغلى منهما دماغه فيها إنضاج الجلود والصهرواللفح والسحب والسلاسل والأغلال قعرها بعيد لو أُلقى فيه مولودُ لبلغ 70 عاماً عند وصوله وقودها الكفار والحجارة هواؤها سموم وظلها يحموم ولباسها نار تأكل كل شىء فلا تُبقِى ولا تذر تغيظ وتزفروتحرق الجلود وتصِل العظام والأفئدة
قال صلى الله عليه وسلم : (يخلصُ المؤممنون من النارفيحبسُون على القنطرة بين الجنة والنار فيُقتصُّ لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم فى الدنيا حتى إذاهُذبوا ونُقُّوا أذِن لهم فى دخول الجنة فوالذى نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله فى الجنة منه فى الدنيا ) البخارى
مأوى المؤمنين بناؤها فضة وذهب وملاطها مسك حصباؤها لؤلؤوياقوت وترابها زعفران لها 8 أبواب عرضُ أحدها مسيرةثلاثة أيام لكنه يعضّ بالزحام فيها 100 درجة ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض الفردوس أعلاها ومنه تتفجّرأنهارها وسقفهُ عرش الرحمن أنهارها عسل ولبن وخمر وماء تجرى دون أخدود يُجريها المؤمن كما يشاءأُكلها دائم دانٍ مذلل بها خيمة لؤلؤمجوفة عرضها ستون ميلاً له فى كل زاوية أهل جُردٌمُردٌ كُحلٌ لايفنى شبابهم ولا ثيابهم ولا بولٌ ولاغائط ولا قذارة أمشاطهم ذهب ورشحهم مسك نساؤها حسان أبكار عرب أتراب أول من يدخلها محمد صلى الله عليه وسلم والأنبياء أقلهم من يتمنّى فيعطى عشرة أضعافه خدمها ولدان مخلدون كلؤلؤ منثور ومن أعظم نعيمها رؤية الله ورضوانه والخلود .
تم الانتقاء من مصادر مختلفة
اللهم اجعل أخر كلامي في الدنيا لا اله الا الله محمد رسول الله
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال.
اللهم لا تجعلنا ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا
أسال الله بمنه وكرمه أن يدخلنا جميعا الجنة بغير حساب ولا عقاب أنه ولى ذلك والقادر عليه اللهم أحسن خاتمتى وتوفنى على طاعه لا يعلمها غيرك اللهم إجعل أخر كلامى فى الدنيا لا إله إلاالله محمد رسول الله اللهم ثبتنا عند السوأل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واستودعكم الله تعالى أحبتى
الروابط المفضلة