المحاضرة الثانية :
حياكم الله أخواتي الكريمات في المحاضرة الثانية ..
والتي سنغوص فيها بأول قبعة من قبعات التفكير
وكالمعتاد سنتفق على بعض التقاط حتى ندور جميعا في نفس الفلك ..
لنخرج بأكبر قدر ممكن من الفوائد.
أهم نقطة أن هذه الدورة مخصصة لك أختي الكريمة .
بمعنى أن الخطاب موجه لك أنت .
فلا تشتتي ذهنك بتطبيق الأخطاء المحتملة على الأخرين
ركزي جيدا في نفسك وضعيها تحت المجهر
فأنت الهدف في التطوير وأنت الأن مسؤولة عن نفسك فقط .
ومع كل قبعة استرجعي شريط ذكرياتك وابحثي عن مواطن الخلل .
وهنا قد تتجدد عليك بعض الذكريات المؤلمة لكن لا بأس ..!!
فالتغيير الإيجابي يصاحبه عادة بعض الألم .
والصعود للقمة يحتاج جهد وتضحية بالراحة الجسدية والنفسية
لكن لا تقلقي إنها مسألة وقت فقط بعدها ستبهرك النتائج بإذن الله
والنتائج مرتبطة بمدى مرونتك في التغيير وعزيمتك في التطوير
وإصرارك على التقدم ..
أما البقاء في القاع لا يحتاج إلى أدنى مجهود..
وأنت لها بمشيئة الله
باختصاركل قبعة لها نقاط ترتكز عليها وتدور حولها
ولها اوقات محددة في استخدامها .
ونحن عادة نستخدمها بجميع ألوانها دون أن نشعر مع بعض الإخفاق
أحياناً في الترتيب المناسب للمواقف المختلفة
ولكن تقسيمها على هيئة قبعات وتلوينها ما هو إلا شيء رمزي ليسهل علينا تطبيقها .
والأن هيا بنا نغوص من جديد لنبحر في القبعة الأولى
القبعة البيضاء
ولاتنسي أنك الأن تحت المجهر ..
اتفقنا ..؟؟
القبعة البيضاء :
قبعة تتعلق بالمعلومات , البيانات , المتطلبات
بمعنى أنها تركز وتوجه الانتباه إلى :
· المعلومات المتوفرة لدينا والموجودة
· المعلومات التي نود الحصول عليها
· المعلومات التي نحتاج لها
· المعلومات الغير متوافرة أو الناقصة والتي يجب إكمالها
· وفي حالة وجود معلومات متضاربة فإنها تساعد مرتديها على تقييم صحة المعلومات
وتهتم بتسجيل الآراء المتباينة المختلفة
مدى علاقتة القبعة البيضاء بأصل الموضوع المطروح أياً كان :
· تفرق بين الحقائق المجردة والتخمين والتأملات
· تحدد طبيعة الخطوات التي يجب تنفيذها لسد أي نقص
· تبين المشاعر الخاصة بالآخرين , هنا تتعامل القبعة البيضاء مع المشاعر كمعلومة فقط
تستخدم القبعة البيضاء في المواقف التالية :
· عندما يطرح موقف جديد
· لدى اتخاذ قرار
· عندما يصبح التفكير غير واقعي
· عند تسوية خلافات وأراء متباينة
· عند تدارس عرض ما أو مفاوضاته
بالنسبة للزمن المحددة لهذه القبعة فهي كغيرها من القبعات :
· يسمح بثلاث إلى أربع دقائق لكل قبعة
· أعلن الوقت المحدد لكل قبعة
· يجوز تمديد الوقت إذا توالت الأفكار المقترحة
وهذه المعلومة ستتكرر مع كل قبعة بإذن الله
هذا ما يخص القبعة البيضاء عرضته لك كنقاط
والأن جاء دور الدردشة وضرب الأمثلة
فتعالي نجلس بهدوء ونسترجع شريط الذكريات
ونبحث عن مواطن الخلل التي تخص هذه القبعة.
قد يخطر ببالك لأول وهلة أن القبعة البيضاء لا تنقصك لأنك
ترتدينها دوماً قبل الإقدام على أي مشروع جديد
فمن الطبيعي جدا أن تستفسري وتجمعي المعلومات
ولكن هل المعلومات كافية لتلافي المفاجأت الغير مرغوب فيها ..؟؟
وهل كان ارتداؤها في الوقت المناسب ..؟؟
فلو تأخرت قليلاً في التفكير بطريقة القبعة البيضاء عن
الوقت المحدد لها لن تُجدي نفعاً على الإطلاق
فهل يعقل أن تبحثي عن معلومات في الحياة الزوجية بعد وقوع
المشاكل والإنفصال لا سمح الله ..؟؟
طبعا لن يجدي نفعاً ولن يُجبر الكسر بمعلومة في غير محلها ..
بكل صراحة أجيبي عن السؤال الذي ينطبق عليك واحتفظي بالإجابة لنفسك :
عند اتخاذك قرار بشأن الجامعة أو التخصص الذي يناسبك
ما المعلومات التي جمعتيها ..؟؟
هل هي بالفعل كافية ..؟؟
وما المصادرالتي رجعت لها ..؟؟
هل تجدين نفسك في ذلك التخصص أم أنك ستضطرين للتغيير بعد بداية العام
الدراسي أو في العام الذي يليه..؟؟
هل تخصصك مطلوب للتوظيف ..؟؟
أم سيكون الخبر كالصاعقة يفسد عليك فرحة التخرج ..؟؟
تتقدمين لعدة جهات لطلب وظيفة فيأتي الرد بالقبول من ثلاث جهات رسمية
فعلى أي أساس يكون اختيارك ..؟؟
هل سيكون على أساس الدخل المادي فقط ..؟؟
أم على أساس قربها من المنزل فقط ..؟؟
أم على أساس الحدس والتوقعات التي لا تخونك ..؟؟
أم كانت المعلومات بمجملها يتجه نحو هدف محدد ..؟؟
يتقدم شاب لخطبتك
هل عرفتِ أخلاق ذلك الشاب بالتفصيل ..؟؟
هل تعرفين عن ماضيه ايضا بالتفصيل ..؟؟
هل جمعت معلومات دقيقة وجوهرية عن مستقبله الوظيفي ..؟؟
هل معلوماتك دقيقة عن مكان استقراره ..؟؟
هل تملكين حقائق عن طبيعة علاقته بأهله وأقاربه ..؟؟
ألم ترسمي له صورة نموذجية وكأنه مبرأ من العيوب ..؟؟
عند انتقالك الى عش الزوجية
هل تثقفت ورجعتِ للكتب الشرعية لتعرفي ما لك وما عليك من حقوق
وواجبات تُسألين عنها يوم القيامة ..؟؟
هل قرأت كثيرا بالكتب التي تشرح الإختلاف الكبير بين المرأة والرجل ..؟؟
هل تعلمت فنون السحر الحلال ..؟؟
هل طورت نفسك بدورات خاصة في الحياة الزوجية ..؟؟
هل أنت مؤهلة لحل المشكلات ..؟؟
هل عندك الخطوات العملية للتصرف المثالي أمام الزوج الغاضب ..؟؟
بعد الزواج تنتظري خبر الحمل على أحر من الجمر وتمر الأيام
ليخرج طفلك وثمرة فؤادك إلى النور..
فهل تهيئتي لتكوني أم مربية وناجحة .. كيف ..؟؟
هل قرأتِ أحدث اساليب التربية ..؟؟
هل علمت ما استجد من جديد في هذا الجانب ؟؟
هل زودتِ مكتبتك بالكتب المتخصصة بتربية الأبناء..؟؟
هل تسألين المختصين دوماً في ما يشكل عليك من أمور خاصة بطفلك ..؟؟
أم لأنه صغير وأمره بسيط وتحت السيطرة فلا حاجة لكل هذا العناء..؟؟
حسناً كبر الطفل وصار شاباً يافعاً
وأنت لازلت تجهلين مرحلة الطفولة ولم تحسني التعامل
معها ودخل ابنك مرحلة المراهقة وهو مريض نفسيا من
التربية العشوائية في مرحلة الطفولة ..
فهل جمعت المعلومات الكافية لعلاج الخلل القديم ..؟؟
هل جمعت المعلومات عن طبيعة ابنك حتى تحسني تربيته ..؟؟
هل تعرفين التغيرات الفسيولوجية التي يعيشها المراهق ..؟؟
هذه الأسئلة مقتطفات مقتطعة من حياتنا ..
وليست أسئلة نموذجية للحصول على المعلومات الكافية
ولكنها على سبيل المثال ..
وبما أنك الأن تحت المجهر فأنت الجاني والمجني عليه ..
انصفي واحكمي بالعدل ألا تتوقعين أن الكثير من الأخطاء التي
تواجهك هي بسبب الإخفاق في الحصول على المعلومة ..؟؟
معلوماتك ضحلة جدا عن أمور جوهرية في حياتك..!!
أمورك وقراراتك بالبركة ..!!
مصادرك فلانة وفلانة ..!!
إن لم تكن الإشاعات هي المحرك الرئيسي لك ..!!
خطواتك قائمة على التوقعات والحدس ..!!
تسيَرك العاطفة في أغلب الأحيان ..!!
وقد تكونين نسخة طبق الأصل لفلان من الناس تسيرين على خطاه ..!!
دعيني أختي الغالية أهمس في أذنك هذه المعلومة :
التخلف الذي يعيشه مجتمعنا في عصرنا الحالي هي ثقافتنا الضحلة في كل أمورنا
بالرغم أن ديننا الحنيف كفل لنا الكرامة والعزة والرفعة وأمرنا أن يتقن المرء
عمله على أكمل وجه وهذا لن يكون إلا بالمعلومات الدقيقة والحقائق الموثقة
ولنا في رسول الله الأسوة الحسنة بأبي وأمي عليه أفضل الصلاة والسلام .
والتاريخ أكبر شاهد على ذلك , خططه الحربية عليه الصلاة والسلام محكمة
ومزودة بكل المعلومات الخاصة بـــ : طبيعة أرض الحرب , عدد جيوش العدو ,
عتادهم , حلفاؤهم , مواطن القوة والضعف لجيشة ولجيش العدو ,...... الخ
إذاً هيا يا غالية تقدمي خطوة للأمام وسدي أول
ثغرة تقف أمام الإحتراف بطريقة تفكيرك .
على بركة الله سترتدين القبعة البيضاء وترفعين راية الثقافة
معلنة انتهاء زمن الفوضى في الحصول على المعلومة ..
من الأن ستكون معلوماتك دقيقة وشاملة في كل تفاصيل
حياتنك الحالية وما ستقدمين عليه في المستقبل..
فكل الأمور ذات قيمة ولها أهمية ويجب أن تعرفي عنها كل شيء ..
والأن يأتي دور التدريب الخاص بالقبعة البيضاء :
ارتدي القبعة البيضاء وفكري بما تمليه عليك واجيبي على ضوءها عن الاسئلة التالية :
1. تريدين منع ابناءك من مشاهدة أحد البرامج التي تهاجم العقيدة
وتبيح السفور والإختلاط ما المعلومات التي يجب الحصول عليها ..؟؟
2. كيف يمكنك تطبيق القبعة البيضاء في حياتك الشخصية ..؟؟
وهذا السؤال لك أن تحتفظي بإجاباته لنفسك إلا إن أردت الإستفسار فعلى الرحب والسعة .
تذكري أن :
التفكير بالقبعة البيضاء لا مشاعر ولا إيجابيات ولا عيوب ..
يركز فقط على المعلومات والحقائق والمتطلبات والبيانات
التي تساعدك في اتخاذ القرارالسليم وخوض تجربة جديدة بنجاح
الروابط المفضلة