يحكى في قديم الزمان ان هناك رجل انعم الله عليه بالثراء ووهبه الله زوجة صالحه تخاف الله في السر والعلن وتحب الخير لها ولزوجها ورغم ثراء هذا الرجل الا أن فيه صفة دميمه نهى عنها الله الا وهي البخل وكان هذا التاجر كلما عاد من دكانه وجد الفقراء والمحتاجين عند باب بيته فتثور ثائرته ثم يطردهم ، وذات يوم قال لزوجته ان وجدت فقيرا او شحاذ عند باب بيتي فلا تلومينن الا نفسك وان خرج من هذا الباب اي صدقه او هبه لهؤلا الفقراء فأنت طالق !!
وذات ليلة راى هذا التاجر في منامه انه مات وبعد ان كفنوه وحملوه على اللحد ارادوا اخراجه من باب بيته فلم يستطيعوا وكلما حاولوا يضيق هذا الباب فتضيق معه حيلتهم حتى اقترح عليهم شيخ وقور كان معهم ان اخرجوه من النافذه الصغيره التي في المطبخ !!! ولكنهم رفضوا لإستحالة ان يمر اللحد من خلالها ، فألح عليهم هذا الشيخ فوافقوا واخذوا جنازته الى المطبخ وما ان رفعوا جنازته ودفعوا بها من خلال هذه النافذة الصغيره حتى مر اللحد من خلالها وكأنها اتسعت ليتمكنوا من اخراج جنازته ، فقام من نومه مذعورا واصبح طوال يومه يفكر بهذا الحلم وفي الليل رأى في منامه نفس احداث هذا الحلم وكذلك رأه في الليلة الثالثه ، فقرر هذا التاجر ان يذهب الى احد الرجال الصالحين من اهل بلدته ليفسر له هذا الحلم فسأله الرجل الصالح عن زكاة امواله وعن صدقاته فلما عرف الشيخ بأمره قال له إن تفسير حلمك يكمن في نافذة مطبخك فأستغرب الرجل لامر هذا التفسير فقرر مراقبة نافذة مطبخه ، وجلس في مكان بعيد يراقب ماذا سيحدث ولكن المفاجأه التي عقدت لسانه وجعلته يبكي من خشية الله انه رأى الفقراء والمساكين يأتون تحتها فتصلهم الصدقه من طعام وكساء من يد زوجته فعرف تفسير حلمه وان هذه الصدقات التي تخرجها زوجته من هذه النافذه هي السبيل الوحيد الذي ساعد في خروج جنازته اثناء الحلم الذي اقلقه ، فرجع الى زوجته بعد ان استغفر الله وتاب وقال لها الان علمت ان الله رزقني بماهو اهم من الاموال وهذا الثراء الا وهو انتي ومن هذا اليوم اشهد الله ثم اشهدك ان لك حرية التصرف بما ترينه من اموالي في سبيل الله وفي سبيل الخير .
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة