الوطن هي الكلمة التي يعجز القلم أن يعبر عن مفهومها
حب الوطن هو إحساس وشعور فطري ذاتي يشعر به كل فرد منا ..ويفتخر به لأن ديننا الإسلامي يحث على ذاك
الحب والإنتماء ...
فليس غريباً أبداً أن يُحب الإنسان وطنه الذي نشأ على أرضه ، وشبَّ على ثراه ، وترعرع بين جنباته . كما أنه
ليس غريباً أن يشعر الإنسان بالحنين الصادق لوطنه عندما يُغادره إلى مكانٍ آخر ، فما ذلك إلا دليلٌ على قوة
الارتباط وصدق الانتماء .
إن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف تحُث الإنسان على حب الوطن ؛ ولعل خير دليلٍ على ذلك ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وقف يُخاطب مكة المكرمة مودعاً لها وهي وطنه الذي أُخرج منه ، فقد روي عن عبد الله بن عباسٍ ( رضي الله عنهما ) أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة :" ما أطيبكِ من بلد ، وأحبَّكِ إليَّ ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ "
وعندما هاجر إلى المدينة واستوطنها ألفها وحينها أحب المدينة ودعا الله أن يرزقه حبها فقال (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد) فدعا ربه أن يجعل حبه للمدينة كحبه لمكة إذ في مكة مولده ونشأته وفي المدينة منزله ومسكنه وكلاهما وطنه وحبه .
هذا قدوتنا عليه السلام يعبر عن حب لموطنه ..
فهنتا نستشعر ما للوطن علينا من أفضال كثيرة ..وأننا يجب أن يكون لنا دوراً في رد ذاك الإحسان للوطن بتنميته والمحافظة على كل ما يعمل على الرفعة له ..والدفاع عنه ضد كل معتدي وحاقد ..
والواجب على كل مواطن التصدي لكل أمر يترتب عليه الإخلال بأمن وسلامة الوطن ، والعمل على رد ذلك بمختلف الوسائل والإمكانات الممكنة والمُتاحة .
والدفاع عن الوطن عند الحاجة إلى ذلك بالقول أو العمل .
وقد كتب الكثير عن حب الوطن ومما راق لي ..
أقوال عالمية في حب الوطن:
قال هوميروس: ليس هناك شيء في الدنيا أعذب من أرض الوطن.
هذه هي المشاعر الصادقة
وقال بليكو: أنا مغرم جدا ببلادي، ولكنني لا أبغض أي أمة أخرى.
قول حكيم ...كلنا أخوة ...
وقال كاريل: جميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه، ولكن الأجمل أن يحيى من أجل هذا الوطن.
وقال آخر: تعرف قيمة الأوطان عند فراقها.
فعلاً الغريب هو من يشعر بقيمة الوطن الذي نشأ فيه وتربى على خيراته ...
__________________
ومما يثلج الصدر أنه مع هذه الأحداث الأخيرة يظهر ولاء رجالنا للوطن وللذود عنه ..
وتكتب الأقلام أجمل القصائد الوطنية والحماسية ومنها :
يا وطنا كلنا لك ذخيره ................... لا نوى الباغي بك الشر ثرنا
+ ما أجلَّ الوطن في نفوس أبنائهِ.. فكيف إن كان هذا وطناً كموطننا حماه الله لا شك أنَّ الانتماء والتعلق الوجداني سيكونان أكبر، وأعمق.. فترى المتحدث عنه كأنما يرسم لنا لوحة مخضرَّةً أصيلة الفن والخطوط، أصيلة المعنى، ويعرضها دونما إطار.
ومما قرأت وراق لي قصيدة للشاعر القدير العشماوي أجدها لوحة رائعه لوصف محبته للوطن ..
من أين تبتدئ الحكاية من هنا.......................من مكةٍ من بيتها المقصودِ
منذ استدارت شمس ملّتنا فلم........................تسمح لجفن إبائنا برقودِ
منذ استقرت نفس أفضل مرسلٍ.....................بيقينها وسما عن التقليدِ
ألفٌ ونصفُ الألفِ منذ تحركت....................عزماتُنا من بعد طول ركودِ
منذ استراحت مكة ورحابُها.......................من جور طاغوتٍ وظلم عنيدِ
نزل الكتاب فلا تسل من بعدهِ.......................عن نصِّ إنجيلٍ ولا تلمودِ
وستظلُّ هذه البلاد بإذن الله خير بلاد الأرض مادامت معتصمةً بحبل الله، وما دام ولاتها سددهم الله يحكمون بشرع الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.
إني لأرفعُ دعوةً ممزوجةً......................بالحبِّ خاليةً من التعقيدِ
شُلتْ يدٌ تسعى إلى تمزيقها..................وتحطمت نظرات كلِّ مسودِ
لكِ يا بلاد الخير رأسٌ شامخ.................فخذي زمام المكرماتِ وقودي
** قيل لبعض الحكماء بأي شيء يعرف وفاء الرجل دون تجربه وإختبار قال : بحنينه إلى أوطانه وتلهفه على مامضى من زمانه.
وعن الأصمعي قال: إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل ووفاء عهده فأنظر إلى أوطانه وتشوقه إلى إخوانه وبكائه على مامضى من زمانه.
وتبقى بلادنا راية للتوحيد ...
وتبقى مشاعرنا عامة لكل حدودها ..فلا نفرق بين الشمال والجنوب
ولابين الغرب والشرق
يا أعداء كلنا للجنوب فــــــــــــــــــــداء ..
أدام الله لهذه البلاد الطاهرة «مهبط الوحي» عزتها ومجدها وأمنها وأمانها وأبقاها الله منيعة حصينة ومعقلاً من معاقل الدفاع عن العقيدة والتراث والحضارة في كل مكان وزمان.
عزنا الاسلام هو غــــــــــاية فخرنا .............................. فيه سر وجودنا ونموت دونه
أرضنا ارض الذهب وانقى المذاهب............................... والرجال اللي عهدهم يحفظونه
الروابط المفضلة