بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
إني اليوم أنقل لكم أفضل ما خطته أناملي منذ عرفت الحرف قبل الكلمة...
إنها رسالة كتبتها لأستاذتي
التي هي بالنسبة لي مرجعا و معلما و....و.......
بعدما قررت أن تتزوج و تهاجر بعيدا عنا....
أردتها ختاما للقاء ربما لن يتجدد.....
و أنشرها اليوم على صفحات الانترنت لتقرأها........و تتصل بي لتدرك معنى الحب الذي أكنه لها
من قــا--- هبة...إلى ح- أمينة
أستاذة التربية الفنية بثانوية بوعناني الجيلالي
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة و السلام على أشرف المرسلين وعلى سيدنا محمد في الأولين و الآخرين، الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه...الحمد لله لتمام نعمته، و سعة رحمته، و دوام مغفرته أما بعد..
أرفع قلمي إليك حبيبتي و بكل صدق، أحييك......تحية طيبة و سلام حار من قلب لا يهدأ و لا ينام... و لا تبتعد عنه صورتك في الأحلام.....تحية بعطر الأقحوان و الياسمين، أرسلها إليك مع الحمام... و رسول الحب و الغرام......أحييك تحية أهل الجنة و الإسلام، أن السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
الأيام تطوي الأيام، و الدقائق جاريات و الساعات متتاليات، و عبارات اللغة تخونني كلما أردت ترتيبها لتقرأها عيونك السحرية غاليتي....
ها أنا ذي شارفت على التخرج من ثانوتيبإجرائي امتحان الباكالوريا، و ها أنت ذي قررت هجرتنا من منزل كبير احتضن المحبين في جوفه،إلى قفصك الذهبي،.لتنعمي هناك بالحرية و الهناء........تحت جناح أحبك بصدق....
اليوم أدركت كيف تخون الكلمات من يريد أن يسطرها، و كيف تتزاحم على أبواب حنجرتي كلها رغبة في أن تفترش ورقة متواضعة أمام رفعة نفسك...
كنت أمشي على البحر حافية القدمين، أقلب أوراق الرمال بقدمين ملتهبتين. أسمع حكايات البحر و تلاطم أمواجه، و أشعة الشمس الذهبية ترسم لي لوحة عنك في السماء و على البحر.....سألتني صدفة جميلة عمن تبحثين؟؟، قلت: "أبحث عن جزئي الثاني، فقلبي صدفة مثلك ، يضم لؤلؤة الحب ، وإذا ضاع الجزء الثاني، تتكسر اللؤلؤة" قالت و أين هو هذا الجزء منك؟؟ " قلت:" هو إنسانة أحببتها و بكل صدق، فكانت نبراسا لي في الأيام الحالكة" قالت:" خذيني فقدميني هدية لها، فإني أحببتها قبل أن أراها.......
أكملت مسيرتي فنطق سمكة قائلة:" سمعت حديثك، و أدركت شوقك: فشرحيني و خذي من بطني لؤلؤة ابتلعتها من جوف البحر و قدميها هدية لها....حينها عجبت كيف يضحي الجميع من أجلك و لم يروك و لم يعرفوك و لكنهم أحبوك..........؟!
عدت إلى غرفتي و أمسكت القلم بين أناملي الحائرة و أردت أن أسطر شيئا، فرأيت جيش الكلمات سائا مصفوفا..ناطقا، أنه أراد الاستشهاد على صفحات قلبك و تحت راية حبك، فرتبيني لتقرأني عيون الحبيبة، و صنفيني لتضحك شفاه الغالية......سألتها و لم؟ قالت:" الحب منبع في قلبها، و قد عطشت من كلمات الحزن و الأسى ، لذلك أنا شهيدة من أجلها......
تحركت أوراق مكتبي: صرخت، دويت، و انفعلت معها أقلام بألوانها، قالت: تواضعا لمقامها، و اجلالا لمكانها....نحن في خدمتها ، و تحت أوامر قلبها.........
حينها أدركت أن من أحببت ،.كانت ملكة في مملكة الحب الصادق.....
قد تختلط الخواطر، و تتزاحم المشاعر، و كيف لها و كلها شغف في أن تقرأها عيونك غاليتي..لم تكوني مدرسة لنا فحسب.. بل أستاذة للحياة بأكملها، فعلمتنا معنى الجمال الأخلاقي و الروحي في زمن غلب عليه التصنع، علمتنا معنى الحب في الله و حلاوته في فترة غلبت عليها المادة..... علمتنا فنون التسامح الراقية، و الرحمة التي يتدفق عنها سيل الحنان العذب.......
لم نكن لنراك أستاذة لمادة دراسية، بمقدار ما رأيناك ............أما، أختا، حبيبة، رفيقة، صديقة...
ربما لن توفيك الكلمات حقك و قد حار الفكر و القلب فيما يقولانه، وهما شاكرين لك في أنك جمعت شتاتهما، فعلمتنا كيف نستعمل القلب و العقل معا...........
*****************************
ماذا لو بقيت أعد صنيعك معنا و بنا، لجفت محابر الأرض كلها، غير أن نقول لك: شـكرا لك..
سأعود لزيارة تلك الثانوية التي جمعتنا جدرانها الشامخة بكل حب، فلا أجد غير شموع، لأن الشمس التي كانت فيها قررت الهجرة بعيدا عنها،سأعود فلا أسمع ضحكات التلاميذ و ابتساماتهم التي كنت ترسمينها بريشتك الذهبية على وجوههم،.......... سأعود فأرى وجوه آخرين و قد خطت الكآبة خطوطها العريضة على سماهم لأن ممحاتك الفضية قد غابت بمغيبك... أو ربما نجد دموعا و لا تجد أناملك الرقيقة فتنسجها ابتسامة يملؤها قوس قزح انعكس من دموع عيون بريئة و شمس ابتسامتك العريضة........
آآآآآآآآآآآآآآه !!!! على الساعة التي نفترق فيها، و أهلا بالساعة التي التقينا فيها..........
****************
اليوم أدركت أن لرحلة العمر محطات و أننا في قطار الحياة، نتعلم، ودروسنا هي تذكرة لرحلة أبدية!!!!.فأسم أن رحلتي معك كانت من أروع الرحلات في عمري كله لأقول لك إني أحبك في الله..............
قد تعذبني ساعة وداعك، و لكنني أدركت أن المتحابين في الله ، يظلهم ذو الجلال يوم لا ظل إلا ظلاله....... فطوبى لنا بذلك اللقاء............
أنا في ربيع عمري الذي كنت أزهاره و أطياره، فستبقى تلك اللوحة حية خالدة شامخة ببقاء عهد الحب المتجدد بيننا....
أيتها القريبة... أنا اليوم أكتب و لن أعيد قراءة ما كتبت، لأن الكلمات كالنهر الجاري عودته تعني ركوده...... فاقبلي أخطاء ارتكبها قلمي لأن سيل الكلمات يزداد قوة كلما سالت على ورق متواضع.............
حبيبتي أقطف كل مرة أوراقا من ذاكرتي السعيدة بفتح كتاب تواجدت أنت بصفحاته..... و أريد لو أنها تصير فلما أعبش في أحداث قصته و لا ينتهي أبدا......هذا هو الحب الذي علمتنيه...........إنه الحب الأبدي..
**********************************
حين علمتني فن الجمال تغير منظر الوجود بداخلي قبل أن يتغير في ناظري ، فأحببت الحياة، و أحببت كل شيء جميل لحبك...
قد تطالعني خواطري ليلا فيتلاقى الشوق و الحنين تحت شعاع قمر الأمل على لقاء آخر........تتعانق فيه روحينا قبل جسدينا..........ستجديني هناك كل ليلة أرسم لك صورة أزينها بالنجوم...فإذا اشتقت إلى فانظري إلى السماء....هناك بوابة قلبي فانفذي إليها بلا خجل و اعلمي أنها لا تفتح لغيرك......لذلك لن يسرق الحب مني و لا منك........... فمفتاحه قلادة معلقة بين جفون عيناي التي تحوي صورتك في كل مكان و أي زمان........
و ربما أجالس نفسي عصرا فأسمع شذي العصافير تعزف سيمفونية الحياة، فأنصت بتمعن لأجد كلماتك تشق طريقها إلى مسامعي فأجدك قريبة مني رغم كبر مسافة الابتعاد..
قد أرى زهرة تتفتح فأتذكر كيف تفتحت مواهبي على يديك، و كيف كنتِ قطر الندى الذي يداعب مساماتي فيصقلني برقته.....
قد أرى الأمطار و هي تغسل زجاج نافذتي فأتفكر كيف غسلت روحي عباراتك الطاهرة النابعة من أنهار قلبك الباردة كسلسبيل يحيي أي أرض يمر بها...فأحييت قلبي على حب الخير..........
****************************
كنت بذرة نشأت في أرض الحياة و لكنك شاركت في نموها فسقيتها بماء الفضيلة الطاهر المتدفق مت خطوط وجهك المرسومة بإتقان، فكانت لي زهورا رائعة، و ستصبح بإذن الله ثمارا نقية طاهرة تحمل في جوفها بذور الفضائل............
ما كتبت شيئا يوفيك ما فعلت، و ما أضنني أملك المقدرة على الكتابة التي توفيك ذلك....
إلا أن القلم سيضل ناطقا وواقفا في ساحات قلبك، مستعدة أنا و هو و إن جف المداد على أن أسقيك من حبر شرياني...تزكية لك..
فاقبلي رسالتي لك حبيبتي ، و اعلمي أن للكلام بقية.....بقاء الحب الذي يربطنا....
****************************
و إنني لا أختم رسالتي و لا كلمتي لأن عاصفة المشاعر تجاهك في بدايتها
و التي سيكون نتاجها حبا أبديا أسطوريا خالدا
دمت في رعاية الرحمن
و أستودعك الله الذي لاتضل ودائعه
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
تلميذتك المخلصة: قــــا---- هبة
أحبتي في فيض القلم كان هذا جزء صغير من رسالة مطولة.
و أعدكم أن أنقلها لكم منها ..
تقبلوا حبي و ودي...
الروابط المفضلة