جلست فدوى في شرفة منزلها حيث يداعب نسيم المغرب خصلات شعرها
ناظرة للأفق البعيد...
وهي تخاطب نفسها
إيه يا نفس لقد أقبل شهر رمضان
وكلي عزيمة لأكون فدوى غير التي أعرفها
شخصت ببصرها إلى السماء
يارب إني سئمت فدوى المقصرة
فاجعلني يارب فدوى المتميزة
نورة في السوق
تريد أن تلحق بآخر ما ينزل لتلبسه في العيد
وكذلك هي حريصة على أن لا تتسوق في رمضان
ولكن أدركها دخول الشهر الفضيل وهي في السوق
حملت أكياسها عائدة إلى بيتها وهي تتمتم
أظن ما اشتريته كافي
سأعود إلى بيتي
ركبت السيارة انطلقت بها للبيت وهي تتطلع لتصل بسرعة لتقيس ما أخذته
كان قرار فدوى جميلا والأجمل اختيارها للوقت الفضيل
فكثير من الناس يقررون هذا القرار ثم يتراجعون عنه
أو يسوفون حتى تمر بهم الأيام وقليل من ينجح
فلا ندري أتكون فدوى من هؤلاء القليل ؟؟!!!
كان سعيد يقلب في مجلته المفضلة وهو يرتشف كوبا من الشاي
ويسمع الأخبار حيث أعلن عن قدوم الشهر الفضيل في أغلب الدول العربية
وهو منشغل بمجلته الرياضية فهو يعشق الكرة بجنون
إذ بجواله يرن
آلو سعيد _
نعم _
هيا نحن بانتظارك_
أين ؟؟_
في مقهانا الرمضاني _
سعيد بذهول واستغراب :
من الليلة ؟؟
بسرعة لا تضيع وقت فنحن في انتظارك
هذه عادة سعيد وأصدقائه يسمرون سويا في الخارج كل ليلة
ليضيعوا وقت كما يقول هؤلاء الشباب
ولديها صديقات كثير فهي شخصية محبوبة من الجميع
صديقاتها شأنهن شأن المعادن منهن مثل الذهب ومنهن مثل الفضة ومنهن دون ذلك
وهكذا هم البشر ولكن الذكي يا ترى أي معدن يختار ؟؟
من الطبيعي أن يختار الذهب
ولكن هل يجيد الناس اختيار الذهب ؟؟
في أول ليلة أرادت النوم فدوى
بيتت النية بعزيمة ملؤها الإصرار
فلربما لن تعيش إلى رمضان القادم
ولربما تلحقها المنية حتى قبل إكمال الشهر
سرت في جسدها قشعريرة
سقطت دمعة حارة
كلها خوف ورجاء
**********
في مكان غريب واسع
مكتظ بالسكان
جلس كبيرهم على كرسي
وهو يرغي ويزبد
أين أنتم يا رجالي ؟؟
أين من سيرفع رأسي للعلياء !!
ما أظنكم إلا توانيتم عن حمل رسالة آبائكم وأجدادكم
رد أحدهم بصوت خافت :
بلى سيدي نحن على الدرب سائرون
أي درب مشيتم عليه وأنا لا أرى بني آدم إلا وقد زادهم هذا الشهر قربا ؟؟
لا عليك سيدي نحن تحت خدمتك _
ما فعلتم ليلة أمس ؟
ما حصيلة جهدكم ؟؟
يبدو أنكم لم ترجعوا بشئ
أخفض الجميع رؤؤسهم
فما عساهم أن يردوا عليه !!
قام أحدهم
وقد وقطع وعدا بأنهم سينتشروا
ليعودوا إليه حاملين غنائمهم
ليرضوا كبيرهم
انتشروا
وقد دخلوا كل مكان
ليصلوا إلى بيت فدوى
حيث كانت تعمل في مطبخها الصغير تخبز كعكا كما طلب والدها
كل يوم وأنت على هذا الحال
تحملين أعباء المطبخ على رأسك
وأختك نورة مستلقية على الأريكة
يجب أن تضعي حدا لذلك فأعمال الطبخ في رمضان كثيرة
دخلت نورة إلى المطبخ قائلة :
ما تصنعين يا فدوى ؟؟
ترد فدوى باقتضاب :
اصنع كعكا _
أوه كعك كم أحبه زيدي السكر فيه يا فدوى
تخرج نورة من المطبخ
أيضا تطلب زيادة السكر
إنها تتغافل
امتلئ صدر فدوى ضيقا
ظلت فدوى تعمل والأفكار تذهب وتروح في رأسها
أخرجت فدوى الكعك من الفرن
ولكنه ليس كعادته
فدوى
غريب إنه نفس المقادير
لكن النتيجة سيئة
ترى ما الذي أفسد كعك فدوى ؟؟
***
سعيد جالس واضعا رجلا على الأخرى
وهو يلعب بالضمنة مع أصدقائه
كم هو مستمتع بذلك !!
فهو يقضي ليال رمضان دائما هكذا
سعيد انظر
تلك الفتاة إنها تنظر إليك
أظنها معجبة بك
توجه نظره مباشرة للفتاة
افتتن قلب سعيد
إنها جميلة
ولكن ما السبيل للوصول إليها ؟
ذلك كان قلب سعيد كان فارغا
فبم سيمتلئ قلب سعيد ؟؟

زوجة راشد تنوي زيارة أهلها
لتفطر عندهم
تدق على راشد لتذكره بالموعد
جواله يرن ولكن دون رد
كان راشد في اجتماع
خرج منه وكله حيرة فقد واجهته مشكلة صعبة
خرج نظر في الجوال 4 مكالمات من زوجته
أي شئ تريد هذه
كم هي كثيرة المطالب
زوجة راشد في قمة غضبها فزوجها لايرد
وموعد المغرب قد اقترب
لا ادري ما ذا يعني راشد بهذه التصرفات
إنه يضعك في آخر اهتماماته
لو كان اصدقائه لكان قدر عليهم من أول رنة
محاولة أخيرة
آلو راشد _
أين أنت ؟؟_
راشد
أين سأكون ؟
دققت عليك لم ترد _
لم لم ترد علي ؟أظنها سخافة منك أن لا ترد _
راشد :
بكيفي لن أرد لقد كنت مشغول
مشغول بهذه السهولة أنسيت موعد إفطارنا عند أهلي ؟؟
تذكر راشد
أنت متعب جدا ولديك مشكلة عويصة
ثم إن أخاها سعيد موجود بالطبع وهو لا يطيقك
راشد يتكلم بحدة :
لن أذهب فالوقت قد تأخر وأنا متعب لن أذهب
رؤى :
حسنا راشد
لن تذهب هذه التصرفات ليست غريبة عليك فأنت رجل سئ الخلق
عاد سعيد من سهرته وقد أخذ منه التعب كل مأخذ
وأرهقته نفسه
بتلك الفتاة التي اشتهاها ولكن ...
قطع تفكيره صوت والده
سعيد _
بصوت ثقيل
نعم _
تأخرت كثيرا
هل يحسبك أبيك طفلا
كنت أريد يا ولدي أن أخرج معك لمشوار مهم
لا يريدك أنت بل يريدك للمشوار
سعيد :
أنا متعب جدا
الأب :
هذا رد طلبي يا ولدي
رد فعل للتحقيق معك يوميا
سعيد :
أوه لن أذهب .. أريد أن أنام
تعليق