السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حمدا لله اختي ام جمانة على شفائك
وعلى قدرتك لهزيمة الشيطان الرجيم الذي يتربس بنا في كل وقت لنتبع الاعيبه
لأنه يحضر الينا عند كل شأنه؛ حتى عند طعامنا وشرابنا فتنة وابتلاء. ولكن غرضه الأعظم الكبير في إفساد إيمان المؤمن؛ فهو يسعى بخيله ورجله ليطفئ نور العلم والهداية في قلبنا، ويوقعنا في ظلمة الشكِّ والحيرة. ومن هنا كانت وساوسه تتجه صوب أمرين دينيين:
الوسوسة في العمليات:
وهي العبادات والمعاملات، فهو يحضر الينا عند طهارتنا وصلاتنا وذكرنا ودعائنا، وحجنا وطوافنا وصيامنا، ليلبّس علينا عباداتنا ويفسد علينا طاعاتنا. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنّ الشيطان إذا سمع النداء أحال(ذهب هاربا) له ضراط، حتى لا يسمع صوته، فإذا سكت رجع فوسوس، فإذا سمع الإقامة ذهب لا يسمع صوته. فإذا سكت رجع فوسوس".(رواه البخاري)
وتعد وسوسة العبادات أمرا يوقع فيه الشيطان بعض الناس؛ فيأتيهم في الصلاة مثلا؛ فيخيل إليهم أنهم قد أحدثوا أو أن الواحد منهم صلى ثلاثا بدلا من أربع ركعات. وكأن يأتي العبد بعد الفراغ من التوضؤ فيوسوس له أنه لم يمسح رأسه، أو لم يغسل العضو كما ينبغي.
وعلاج هذا النوع أساسا بعدم الالتفات له؛ خصوصا إذا صار عادة للشخص. وقد دل على هذا العلاج خير البشر صلى الله عليه وسلم حين قال: "إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في صلاته حتى يفتح مقعدته فيخيل إليه أنه أحدث.ولم يحدث، فإذا وجد أحدكم ذلك فلا ينصرف حتى يسمع صوت ذلك بأذنه أو يجد ريح ذلك بأنفه" (رواه الهيثمي في المجمع، وقال:رجاله رجال الصحيح).
وسوسة الشيطان في العِلْمِيَّات:
وهي مسائل الاعتقاد والإيمان، وهو أشدُّ النوعين؛ ذلك لأنّ التوحيد: هو أساس الإسلام، وصرحه الشامخ، ورأس مال المؤمن، ومن خلاله يمكن للشيطان أن ينفث سمومه ليفسد على المرء دينه.
ولهذا يوجه إبليس لعنه الله جلَّ سهامه وجنوده لإفساد هذه العقيدة، والتشكيك في التوحيد الخالص؛ فتنة للناس عن دين الحق. كما قال صلى الله عليه وسلم: "إنّ عرش إبليس على البحر فيبعث سراياه فيفتنون الناس فأعظمهم عنده أعظمهم فتنة" (رواه مسلم).
فمن حيل الشيطان وألاعيبه ببعض الناس؛ أن يزين لهم حبَّ الفضول والسؤال؛ عما لا قِبَلَ لمخلوق أن يدركه عن الخالق عز وجل. فتقع وسوسة السؤال عن ماهية الله تعالى، ووجوده.
وقد يقع شيء من هذا لكثير من المؤمنين الصادقين؛ فيدفعونه بالاستعظام والإجلال. كما أتى في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: "إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم. قال: ذاك صريح الإيمان" (رواه مسلم).
أسال الله تبارك و تعالى ان يشفي ولادتك وان يقومها بالسلامة ان شاء الله.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا
اللهم إجعل خير عمرنا آخره وخير عملنا خواتمه وخير أيامنا يوم نلقاك فيه
وصلى اللهم على نبينا محمد خاتم النبيين وعلى آله وأصحابة آجمعين
اللهم آتى محمداً الوسيلة والفضيلة وإبعثه اللهم المقام المحمود الذى وعدته إنك لا تخلف الميعاد
رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمداً نبياً ورسولا
والحمد لله رب العالمين حمداً يليق بجلالك وعظيم سلطانك
الروابط المفضلة