بسم الله الرحمن الرحيم
كثير من النساء يكبرن ولا يعترفن بالعمر الحقيقي .. تظن الواحدة منهن أنها لا تزال فتاة صغيرة .. وتحاول أن تقنع نفسها مرة بالمكياج .. ومرة بالفستان .. وأخرى بالحركات .. أنها لا تزال فتاة صغيرة .. والناس من حولها يلاحظون نشاز هذا التصرف .. فيغمزون ويكتمون الإبتسامة الساخرة .. وهي لا تدري .. والمصيبة أنها لا تدري !! .. إنني لا أدعو لأن تستسلم للشيخوخة .. فتهمل نفسها أمام زوجها .. إن الذي أعنيه غير ذلك ..
إن حكاية الطيش لأمرأة العزيز مع النسوة تغير مع مرور الزمن واقتراب المحن .. حتى أن أسلوبها في الحديث تغير .. إن الزمن كفيل بأن يعقِّل الناس .. والسن لها أحكام .. وعندما ننظر إلى أنفسنا في المرآة .. ونلاحظ الشيب وقد بدأ يشتعل بالرأس .. نتذكر عمرنا الحقيقي قبل أن نضع الأصباغ !! .. وما يستلزم هذا العمل من وقار وحسن خلق ..
أين تلك الفتاة الطائشة التي قالت ليوسف يوماً : " هيت لك " ؟ .. من هذه المرأة التي تقول بعقل : (( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب .. وأن الله لا يهدي كيد الخائنين .. وما أُبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي .. إن ربي غفور رحيم )) .. " يوسف 53 " .
العمر له أحكام .. وهذا ما يعنيه القرآن في هذا الدعاء الخالد لمن بلغ أربعين سنة .. وهي سن كمال العقل البشري : (( حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين )) .. " الأحقاف 15 " .
فضيلة الشيخ/ أحمد القطان
تحياتي ..
الروابط المفضلة