عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مولود إلا ويولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟)، ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: اقرءوا إن شئتم: فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا {الروم \30} رواه البخاري و مسلم
ذلك يعني إن معاملة الوالدين وتربيتهم لأولادهم له تأثير مباشر في تكوين شخصية أطفالهم ( حاضرا ومستقبلا )
والعقاب
كلمة ذكرها الله تعالى في مواقع عدة في القرأن الكريم
وهذا يثبت ضروريتها والعمل بها في مكانها ووقتها المناسب
والعقاب
الهدف منه التغير الى أحسن والإصلاح
لكي نحصل على فرد ( جيل ) سوي ذو أخلاق عالية
نافعة لنفسه ومجتمعه ويكون عضو فعال ومنتج ومبدع
وكذلك حتى يعيش حياة سعيدة وهادئة
بعيدة عن الضخوطات النفسية والعقلية
ولا نقصد بالعقاب الضرب والإهانة والشتم
وإنما هناك وسائل عديدة من العقاب
ويجب على الوالدين والمربيالتدرج في العقاب
وعلى المربي قبل إنزال العقاب بالمعاقب به دراسة حالته وشخصيته ونفسيته
وأن يدرك نوع العقوبة المناسبة
هناك أطفال أو طلاب فقط يحتاج الى تنبيههم لأخطائهم فيكتفون وينصلحون
ولببعض الأخر يحتاج الى حرمانهم من ما يحبون
وبعض الأخر بعدم الكلام معهم
وإذا لم تنفع معه جميع الوسائل فلابد من العقاب بالضرب الخفيف على اليدين والرجلين ولاكن ليس ضربا مبرحا ولاموجعاولا يتكرر الضرب كثيرا حتى لايتعود عليه الطفل ويكون غير نافع
وذلك إذا بدأ المربي في أول العقوبة بالضرب يكون مثل المدرب الذي يقوم بتبديل الاعبين الأحتياط من الشوط الأول فإذا حصل أصابة أو طرد للاعبين فليس أمام المدرب أي خيار ولم يبقى لديه تبديل الأعبين وعليه تحمل النتيجة واللعب بعدد أقل
ذلك إذا تعلم الطفل على الضرب لاينفع مع النصح والتنبيه وأي وسيلة أخرى حتى الضرب يتعلم ويتعود عليه ولايجدي أي نفع
أنا أبدا لست مع الضرب الأطفال في عمر مبكر لاكن لا أخفى عليكم أنا ضربت أولادي في مرات عدة
مرة لما كان أبني بالصف الأول الإبتدائي تأخر كثيرا في الرجوع وكنت كل يوم أنتظر رجوعه على الباب وسألت أطفال المحلة قالوا لم يقبل أن يرجع معنا فذهبت بسرعة وقلبي يخفق كاد أن يخرج من صدري حتى أستفسر أين هو رأيته واقفا وحده على جسر صغير قريب من المدرسة وقفت قليلا وأخذت نفسا وذهبت أليه وقلت لماذا أنت واقف هنا ولم ترجع بني قال صديقي أنت قف هنا أنا أذهب للبيت أتغدى وأرجع أتي الى بيتكم أو ألعب معك شيئ من هذا القبيل ما تحملت إلا أن ضربته ورجعته الى البيت وأنا أحمله مع حقيبته
ولو ندمت على ضربه لاكن لم أستطيع أن أمسك نفسي
ولو أمسكت نفسي ورجعته وفي الطريق ونحن راجعين كنت أستطيع أن أنصحه وأرشده الى الصواب لكان أحسن لأنه كان من صغره لما كان يخطئ إذا أنصحه وأرشده كان أنفع معه من الضرب كان يشبهني طول عمري لم يجبرني أحدأ على أي شيئ بالضرب ولا بالجبر ولوكان بسيطا , ولاكن أي شيئ غالي عندي أو أحبه أو أخطئ , بالكلام والنصح أتنازل عنه
مرةأخرى أنا كنت خارج المنزل وكان أبني البكر ثالث متوسط والأخر ثالث أبتدائي كانا باليت ولما ذهبت قرروا أن ينظفوا البيت ويرتبوا حتى لما أرجع أفرح
ولما أكملوا من الترتيب وكان البيت طابق أرضي وكنا نشعل فانوس في المطبخ حتى لما يطفئ الكهرباء يظل البيت منور , تركوا الفانوس وجلسوا بالفناء ينتظروني فلما رجعت ماذا أرى البيت مملوء بدخان الفانوس والحيطان والأرضية كلها سواد وأبوهم رجع قبلي بقليل ولما رايت المنظر ما أتذكر ضربتهم ولا لا لاكن طبعا صرخت بوجههم وقمت عليهم وهم يقولون والله أمي أردنا أن نفرحكي ونظفنا البيت , وأنا من عصبيتي ولا أسمعهم وبدأت بتنظيف البيت ساعة ( 11 ) مساء أنتهيت من تنظيف البيت والترتيب وذهبت نطفت نفسي وكنت جائعة لأني أعددت العشاء لهم ولا كنني لم أتعشى معهم فلما جلست أخذت بالبكاء بشدة وأنا أفكر في كلامهم وفرحتهم وكانوا يشتغلون حتى يفرحوني
ولاكن الندم لاينفع
وأبدا الذي أنكسر لاينصلح كما كان
وهناك مواقف كثيرة تحصل مع الأولاد خاصة مع الأم لأن الأم أقرب من الأب للأولاد
والعقاب يجب أن يكون موجودا الى أن يرث الله السماوات والأرض
والعقوبة يجب أن تكون مناسبة مع الأعمار
لاكن على لسان أبني البكر أنجح عقوبة هي أنقطاع عن الكلام وهو يقول لما كنتم لا تتكلمون معي كانت الدنيا تسود في وجهي وكنت أريد أن أرضيكم بكل شيئ حتى تكلموني
أنا وزوجي كنا أتفقنا لما يخطئون الأولاد وما زلنا هكذا أحدانا يقطع الكلام معهم والأخر ينصحه مثلا لما كان يخطأ أبني أنا أزعله ولم أكلمه وأبوه يقوم بنصحه وأرشاده حتى لا يخطا مرة أخرى هذا الخطئ وفي جانب أخر يقول أمك صح يجب أن تذهب أليها وتقبل يديها وتتطلب منها العفو وتوعدنا بعدم تكرار ذلك الخطأ أو بالعكس أبوهم يقطع الكلام معهم وأنا أنصحهم الحمد لله النتيجة كثير جيد
وأنا بصفتي كبر أولادي ومتزوجة منذ ( 26 ) سنة ولا أخفى عليكم جربت جميع العقوبات مع أولادي لاكن ألذي يجدي نفعاولا يتأثر على مستقبل الطفل وشخصيته هو الأنقطاع عن الكلام لاكن ليس لمدة طويلا كلما كان قليلا كلما كان أحسن لاكن هذا لايجدي نفعا مع الذين قد أهملوا أولادهم ولايكلمهم ولايهتمون بهم وهم أصلا متعودين على عدم الكلام معهم
أنا على نفسي مثل ببغاء مع أولادي أسولف وأضحك وأنصح لما يرجعون الى البيت لما يدخلون ويسلمون إذا لم يجيدوني قبل ما يضعون أغراضهم التي بأيديهم يبحثون عني وينادوني وفي مرات كثيرة لما أحس هم يفتحون باب البيت قبل دخولهم أنا أقف وراء باب المدخل إما أقبلهم أو أخوفهم أو أضع وجهي في أقرب نقطة من الباب حتى يدخلون ويروني وجهي
****
ربي زدني علما
الروابط المفضلة