بسم الله الرحمن الرحيم
أخواتي الغاليات...هذه بدايتي في كتابة القصص القصيره، أتمنى أن تحوز على اعجابكم، وأن أستفيد من انتقاداتكم...
أسطر لكم هذه الكلمات بآهات ملأت حنايا القلب ، وذكريات دوت في مخيلتي…….
بدأت حياتي بروح فارغه..وحياة مترفه...طلباتي مجابه ..أماني محققه...انتقلت إلى المرحلة الجامعية وأنا لا أفقه في أمور ديني إلا القليل...سعدت كثيرا بدراستي الجامعية كان اللهو والسهر هما شاغلي الأول والدراسة تأتي في المرتبة الثانية…انتهى الفصل الأول في الجامعه …صدمت بالتقدير الذي حصلت عليه..ومع ذلك لم أبكي فصديقاتي في مثل حالتي واللامبالاة تبدو على أوجههن..فلم البكاء وضيق الخاطر ما دمت لا أمتلك هدفا معيناً..سوى التخرج والحصول على شهادة جامعيه…كانت حياتي فارغه .. تمر قوافل الأيام ولا تزال تمر… ضاعت التواريخ وتضيع الأحداث وهناك الكثير منها ينتظر الضياع…وأنا كما أنا بلا حراك أو إحساس بالمسؤولية…
كنت أسكن في سكن داخلي للطالبات..بالقرب من مقر الدراسة..حيث كنا نغادر كل صباح متوجهين لقاعات الدراسة مشيا على الأقدام…قاعاتي الدراسية كانت معظمها في الطابق العلوي من مقر تخصصي وكان هناك سلم طويل للصعود إلى الأعلى..كنت أفضل الصعود على السلم بدل اللفت..ذات يوم مررت بقطه غريبة تجلس على أطراف السلم..ممسكة بإحدى ذراعيها العمود المقام على السلم…
لن يمحو شيء من ذاكرتي أنني التقيت في يوم من الأيام عند السلم بهذه القطه…نظراتها حزينه…ينفطر القلب لمجرد رؤيتها…ومع ذلك لم أقترب منها، كنت أخاف من لمس القطط أو الاقتراب منهن…انتهيت من محاضراتي مساء وعند خروجي من القاعة الدراسية رأيت حشدا من الطالبات حول القطة المسكينة…يبدو أنها مازالت على الوضع الذي وجدتها فيه ولم تحرك ساكناً..اقتربت أكثر لأرى الهلع والخوف يرتاب الطالبات..سمعت أصواتا مخيفه، كان مصدرها تلك القطه، كانت تأن بصوت مرتفع..تنظر إلى الأسفل بنظرات بائسة ، امتلأ الخوف قلوبنا ولم تتجرأ أي واحدة منا على الاقتراب…خاصة وأن الظلام بدأ يغطي السماء، قررنا المغادره، وعندما هممنا بالانصراف سمعنا صراخ إحدى الطالبات..تزعم بأن القطه تكلمت أمامها..فسار في أذهاننا على الفور أنها من الجن وسارعنا بالانصراف خوفا وهلعا من القطه..عدت إلى السكن..أخبرت كل من صادفت عيناي بقصة الجنيه مع المبالغة بعض الشيء..كنت أستمتع برؤية ملامح الخوف على الطالبات ولم أكتفي بذلك فقد اتصلت بالأهل وأبلغتهم عن قصة القطه…وكثرت الشائعات التي اختلقت عن القطه فقد قيل أنها لفتاة في عمرنا تقريبا وقد تحولت إلى قطه بواسطة الجن…كنت متشوقة لصباح يوم آخر كي أسارع بكشف الحقائق..ومع حلول الصباح انطلقت إلى الكلية، اقتربت من السلم رفعت رأسي للأعلى فإذا بعيني تسقط في عين تلك القطه…يالله مازالت هناك ، وعلى نفس الوضع…اخترق الخوف قلبي للمرة الأولى…كانت تنظر إلي بنظرات تدمي القلب…كانت تود اخباري بأمر ما…شعرت حينها برغبة في الاقتراب أكثر…كنت أتقدم خطوة وأتراجع خطوات…كنت خائفه..ضميري يحدثني بالاقتراب..وعقلي يحذرني من التسرع، تراجعت..وعدت مباشرة إلى السكن ونظرات تلك القطة مازالت تراودني…هل هي حقا فتاه؟؟…أم هي جنية على هيئة قطه.؟؟.كاد رأسي ينفجر يا الهي ما العمل؟؟؟؟عدت مساء إلى نفس المكان بعدما أذيع للطالبات خطورة الصعود أو الاقتراب من السلم…كنت خائفة وفي نفس الوقت فضولي يحركني..كنت أدعو الله أن لا أجدها..فيهدأ بالي وأعود أدراجي…ولكن حدث العكس بمجرد الاقتراب سمعت أنين القطه..كانت تأن بصوت منخفض ، شعرت بقشعريرة في بدني..رفعت رأسي لرؤيتها وجدتها على نفس الوضع الذي شاهدتها عليه للمرة الأولى ، كانت تمسك بأحد ذراعيها عمود السلم…ما قصتك أيتها القطه؟؟…فكرت في اعطائها القليل من الماء…سكبت لها الماء في إناء وتشجعت واقتربت منها، وقمت بوضعه على مقربة منها وسارعت بالمغادرة…بمجرد نزولي انسكب الماء من الأعلى..حينها قررت عدم العودة ثانيه لهذا المكان…مر يومان وفي اليوم الثالث لم استطع أن أمحو من ذاكرتي منظر القطة ..كأن هناك أمرا ما يناديني للعودة ثانيه…وليتني لم أفعل…فقد حدث ما لم يكن في الحسبان..توجهت إلى السلم ورفعت رأسي للمرة الأخيرة…تخيلوا ماذا شاهدت؟؟؟
مشهدا لم أتوقع رؤيته!! فقد وجدت القطة ممدة على السلم…يبدوا أنها ميته ،وذراعها مازالت ممسكة بالعمود…سارعت إليها بدون التفكير بالعواقب…لأول مره أمسك القطة بيدي أحاول تحريكها بلا فائده…والفاجعه لم يكن في موت القطه؟؟
وانما الأمر أفضع من ذلك فيد القطة المسكينه كانت ملتصقة بمادة صمغية قويه حالت دون حراكها..وسبب أنين تلك القطه هو تفسير ما أصابها…يا الهي كان بمقدوري المساعده ولكن لم أفعل!!
انغمست في ترويج الشائعات حتى فاضت روح تلك القطة المسكينه…كانت تطلب المساعدة بنظراتها تلك ولم أستجب لنظراتها…ضعف إيماني وخوفي وترددي هما السبب..حينها في ساعة اللاشعور أمسكت بالقطة وضممتها إلى صدري وبكيت بحرقه على ما أصابها…يا ويلتي من ترددي..يا غفلتي عما أصابك…لو كنت أمتلك ذرة من الشجاعه لما حدث ما حدث ولكن قدر الله وما شاء فعل، قد يكون درساً لي…علي أتوب وأرجع الى الله …بروح طاهره خالصه… أعلم أن البكاء لن يجدي ولن يعيد الروح ثانيه لتلك القطه المسكينه… ألا ليت الأيام تعود للوراء قليلاً لأخبرتها مدى أسفي لما أصابها، ولمددت يد المساعده اليها
لم اعرف للنوم سبيلا من بعد تلك الحادثه ، فضميري يأنبني .. وصورتها لا تفارقني… وصوتها المميّز لا يزال يدوي في أذني…
عاهدت نفسي بعدها أن لا أتوانى عن مساعدة أي محتاج…أن لا أتردد…أن لا أخاف في الله لومة لائم.
كان لهذه القطه فضل كبير في تغيير حالتي أصبحت لحياتي هدف أسمو إليه…صرت مجده في دروسي ..قليلة الكلام…رؤوفة بالحيوان.
أرجو من العلي القدير أن يغفر لي غفلتي وسوء ظني…ويرزقني حسن الخاتمة ونور البصيرة.
الروابط المفضلة